فرضت قضية الناقلة شامبيون1 نفسها على اللقاء الذي عقد اليوم بالمكلا برئاسة محافظ حضرموت خالد سعيد الديني وبحضور رئيس وأعضاء لجنة الطوارئ الشعبية ، واستعرض اللقاء أبرز التحديات التي قد تواجهها المحافظة حاضراً ومتسقبلاً جراء هذه الكارثة البيئية الخطيرة. بلاغ عاجل وفي اللقاء تحدث الدكتور محمد صالح العوادي رئيس لجنة الطوارئ الشعبية عن الجهود التي بذلتها لجنة الطوارئ ومن ذلك توجيه بلاغ عاجل للمنظمات الدولية الفاعلة في مجال الحفاظ على البيئة ، لعرض تداعيات تسرب أطنان من مادة المازوت من الباخرة المنكوبة شامبيون1 ، مشيراً إلى جملة الإجراءات التي لابد أن تتخذ لتحويل القضية إلى قضية دولية بالتواصل مع وسائل إعلام مرئية ومقروءة عربية وأجنبية لتعريف العالم بحجم الكارثة التي تتعرض لها حضرموت والتي لم تتفهم السلطة المحلية بحضرموت حتى اللحظة ماقد تخلفه من آثار وأضرار على المدى البعيد. قوائم بأسماء شركات متخصصة وقدم العوادي في كلمته قائمة بأسماء عدد من الشركات المتخصصة في مكافحة التلوث ، وطالب بضرورة التواصل معها لإنجاز مهمتها في تخليص حضرموت من آثار هذه الكارثة التي ربما ستكلفها الكثير خلال السنوات القادمة في ظل صمت وتعتيم إعلامي من قبل المركز على هذه الكارثة. كارثة تفوق إمكانات المحافظة أكد محافظ حضر موت خالد سعيد الديني أن كارثة الناقلة شامبيون1 الجانحة في شاطئ المكلا منذ اليوم الأول من رمضان فوق قدرات وإمكانات السلطة المحلية بالمحافظة ، مضيفاً أن هذه الكارثة تحتاج لشركات متخصصة في مجال مكافحة التلوث ، مشيراً في هذا الصدد إلى أن السلطة المحلية تدرس حالياً توقيع اتفاقية لاستقدام شركة متخصصة في هذا المجال للقيام بأعمال تفريغ الناقلة من مادة المازوت ومن ثم سحب إلى موقع آمن في عرض البحر ، وكذا السيطرة على التلوث البيئي الذي خلفه تسرب أكثر من 300 طن من المازوت . تقديم الملف للنيابة وأضاف الديني وهو يتحدث في اللقاء الذي عقد اليوم بالمكلا بحضور لجنة الطوارئ الشعبية المكونة من شخصيات أكاديمية وصحية واجتماعية أن هذه الكارثة لن تعود بالضرر على محافظة حضرموت وحسب بل سيتجاوز ضررها حدود الوطن إلى الدول المجاورة . وقال المحافظ الديني أن السلطة المحلية قدمت صباح اليوم للنيابة ملف يضم كافة المخالفات القانونية للناقلة شامبيون بما يسهم في محاسبة المتسببين في هذه الكارثة. التحفظ على جوازات طاقم الناقلة وأشار محافظ حضرموت إلى أنه تم التحفظ على جوازات طاقم الناقلة ، وسيتم إلقاء القبض عليهم وإيداعه في الجسن حال وصول فريق متخصص من وزارة النقل لقيادة الناقلة في هذا الظرف العصيب نظراً لعدم تعاون الطاقم الموجود حالياً كونه يحاول أن يشكل ضغطاً على المحافظة بترويج الأكاذيب بأن ثمة من يطلق النار بشكل يومي على الناقلة. جهود متواضعة لن تثمر وأكد الديني أن كل ماتبذله السلطة المحلية جهود متواضعة ولن تثمر شيئاً فاعلا في التخلص من آثار هذه الكارثة البيئية على المنطقة ، في الوقت الذي يتنصل فيه الكثير من أصحاب القرار في صنعاء من مسئولياتهم في مساعدة حضرموت لمواجهة هذه الأزمة ، مشدداً على ضرورة أن تتحمل مصافي عدن مسئولياتها تجاه الموافقة على إبحار مثل هذه الناقلة المتهالكة. مخاوف من منع استيراد الأسماك من حضرموت الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت صالح عبود العمقي تحدث في اللقاء عن مخاوف من منع استيراد الأسماك من حضرموت في حال إعلانها منطقة ملوثة الأمر الذي سيعود بالضرر على قطاعات واسعة من الصيادين الذين يعتمدون على الاصطياد كمصدر رزق لهم ، مشدداً على ضرورة أن تتوحد الجهود حالياً لتخليص حضرموت من هذه الكارثة الخطيرة بعيداً عن أية حسابات سياسية ، مبيناً أن استمرار الضخ يجب أن يستمر حتى يتم الاتفاق على استقدام شركة متخصصة ، ونوه بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطة المحلية منذ جنوح الناقلة في شواطئ المكلا ، مؤكداً أن السلطة على استعداد لإنقاذ حضرموت من هذه الكارثة ولو كان ذلك باستقطاع مبالغ البرنامج الاستثماري كاملا . تعامل لم يكن بحجم الكارثة الدكتور عبدالقادر محمد بايزيد عضو لجنة الطوارئ الشعبية وجه كلاماً صريحاً للمحافظ الديني أكد فيه أن تعامل المركز في صنعاء والسلطة المحلية على حد سواء لم يكن بحجم الكارثة التي تتهدد حضرموت حاضراً ومستقبلاً ، وأن هناك ثمة تقصير في التوعية بمخاطر هذه الكارثة على المواطنين ، في ظل كل السموم التي تنفثها الناقلة في مستشفى المكلا للأمومة والطفولة التي يعاني فيها الأطفال من ويلات هذه السموم. واستغرب بايزيد هذا الصمت الحكومي في الوقت الذي تتعرض فيه حضرموت لدمار شامل في البر والبحر ، مشيرا إلى أنه كان يتوجب على رئيس الجمهورية إصدار توجيهاته أو التوجيه للوزراء المختصين بالنزول إلى حضرموت للوقوف عن كثب على حجم هذه الكارثة ، واصفاً كل هذا التعامل بالاستهزاء المستمر بحضرموت وأهلها الذين يقدمون للمركز ميزانية كبيرة سنوياً . وتابع بايزيد يقول : من هذه الكارثة أناس قد تموت وأسماك تنفق وهواء يلوث ، ومع هذا لانرى من الدولة إلا التعامل مع هذه الأزمة تعامل هواة ، مبيناً أن الكثير من مرضى حساسية الصدر والعين سيتضررون لامحالة من سموم المازوت الذي انتشر في سواحل مدينة المكلا. حضرموت لاتمتلك قارب مكافحة تلوث وشدد الدكتور بايزيد على ضرورة أن تقترب السلطة المحلية بحضرموت من المواطنين وتستمع لمخاوفهم من هذه الكارثة ، وضرورة الضغط على المركز لتوفير قارب مكافحة تلوث أسوة بالحديدة وعدن. ناقلة لزيوت الطبخ نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية الكابتن أسامة علي سالم قاسم كشف عن فضائح كبيرة للناقلة حيث أكد أن الناقلة مجهزة لنقل زيوت الطبخ لا المازوت ، مشيراً إلى المشاكل التي اعترضتهم في عملية التفريغ ، مشيراً إلى أن الناقلة قد تنقسم نصفين أثناء عملية التفريغ إن لم يتم التوازن في ذلك بين الخزانات المتبقية ، وأكد أن الباخرة تفتقد لكل إجراءات السلامة ، وأن ميناء المكلا رفض دخولها قبل أن تقذفها الأمواج إلى الساح. مبادرة شخصية الدكتور حسين علوي الجنيد وكيل وزارة المياه والبيئة أكد أن قدومه إلى المكلا جاء بمبادرة شخصية وليس بتكليف من الوزير بعد متابعته لحجم الكارثة التي ألمت بحضرموت ، وأشاد الجنيد بتواصل ومتابعة محافظ حضرموت لكنه أكد أن مايحدث في حضرموت من كارثة بيئية تحتاج إمكانات لاتمتلكها السلطة المحلية بالمحافظة وأن الوضع يحتاج لشركات علمية متخصصة في مواجهة مثل هذه الأزمة ، واضاف أنه تم إصدار نذاء استغاثة لاستقدام خبراء دوليين للوقوف على حجم هذه الكارثة ، وطالب بضرورة متابعة إنشاء مركز استجابة في حضرموت خاصة وأن المنطقة بحاجة ملحة لمثل هذا المركز لرصد أية مخاطر ، مستغرباً صمت الدولة عن احتواء هذه الكارثة بالمقارنة مع الجهود الكبيرة التي بذلتها في حادثة الناقلة ليمبرج.