كانت حضرموت ما شاء الله لها ان تكون ، ثم جاء عهد فيه تقسمت الى اقسام بيد سلطنات وجماعات مصغرة إلا ان الهوية بقيت حضرمية ، حتى جاء عام 67م عام النكبة الحضرمية ، وتحت اكذوبة ووهم القومية العربية تغيرت من حضرمية الى جنوبية يمنية ثم تغيرت بفعل مجموعة من الاشتراكيين الى هوية يمنية. في عام 97م وبعد ثلاث سنوات من الانقلاب على الوحدة السلمية ، خرجت حضرموت في عاصمتها المكلا بقيادة المناضل حسن احمد باعوم رافعة شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" رافضة الوضع الذي خلفته الحرب ، وسقط في تلك المظاهرة شهيدان. ثم بعد انتخابات عام 2006م بدأت الاحتجاجات لأبناء الجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتصاعد تحت مطالب حقوقية ، ثم تحولت هذه الاحتجاجات المطلبية الحقوقية الى احتجاجات سياسية تطالب بحق عودة الوطن المحتل ألا وهو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عودته لأبنائه. اصطف الكثير الكثير من ابناء الوطن تحت سقف المطالبة بالحق السياسي في تقرير مصيرهم ، ولكن هناك اشياء غير مفهومة! فكوني حضرمي يبحث عن هويته الحضرمية لينتزعها من الاحتلال ، وجد نفسه ينادي الى هوية لا تمت له بصلة ، ولم يكن جزء منها ألا وهي هوية "الجنوب العربي" ، ومن المعلوم ان اوسع انتشار شكله الجنوب العربي كان عام 65 م حسب الخريطة الموضحة ادناه. http://im28.gulfup.com/2012-05-25/1337948147451.jpg لازلنا في الإملاءات رغم غياب السلطة ،،، فالاسم: الجنوب العربي ،، العاصمة: عدن ،، العلم: علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرفع ايضا علم الجنوب العربي ،،، فما الفرق اذا بين املاءات صنعاء وفرض الهوية اليمنية واملاءات الجنوب العربي بفرض هويتهم ورفض هويتنا؟!! صراحة اقولها ، لا لوم على واضعي هذه الاملاءات ، فهذه طبيعة الانسان العربي الذي لم يتوحد عبر التاريخ كله إلا تحت راية دين الإسلام ، ولكن اللوم علينا معشر الحضارم ، وخصوصا قيادات الحراك والذي ترى احدهم كالأسد اذا لم يسمح له باعتلاء المنصة وأخذ اللاقط في اوساط حشود الحراك ، ثم اختفاء تلك الروح اذا تعلق الامر بالهوية ، ثم اني اتوجه باللوم على الاب الفاضل حسن احمد باعوم وأقول له: يا ابا المناضلين ، الم تخرج وخرجت معك حضرموت في عام 97 رافعين شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" ؟!. ثم اني اتوجه باللوم الى اعيان البلاد وأشياخ قبائلنا وأقول لهم: ان الذين لا يشاركون في صناعة الحاضر وتشكيله ، لن يكون لهم الفضل في صناعة المستقبل ، ولعلكم نسيتم او تناسيتم ما آل إليه الوضع بعد عام 67م ، حيث اصبح من كان بالأمس مناضلا قد تحول في اعراف الدولة الناشئة مرتزقا وخائنا وكهنوتيا الخ. اعرف ان الكثير هنا لن يعجبه الكلام وسيقول انت تشق الصف وانته تغرد خارج السرب وانت وانت ، ولكنها حقائق فكفى عبثا بالهوية الحضرمية ، ولماذا لا يتم الاشارة الى الهوية الحضرمية في المسمى ام ان هذا كثير علينا؟! لقد هانت هويتنا في نظرنا فهنّا في انظار الاخرين ، فمن نكبة الى نكبة ، ومن احتلال الى احتلال ، ومن سقطة الى سقطة ، وعزائنا الوحيد لأنفسنا في نسيان الحاضر المرير هو التغزل في الماضي التليد الذي خلفه اجدادنا ولم نصنعه نحن. دخلت في حوارات مع اشخاص لهم وجهات نظر شتى،،، سالت حراكيا حضرميا – وكلنا حراكيون – على ماذا تناضل؟ فقال: لأجل طرد الاحتلال. فقلت: وماذا بعد طرد الاحتلال؟ فرد علي بلهجتنا الحضرمية اولا نطرد الاحتلال وبعدين بايقع خير!. ثم سالت قياديا في الحراك ماذا سيكون شكل الدولة القادمة بعد التحرير؟ فقال: فدرالي برلماني ، فسألته وأين الدستور؟ فقال: مكتوب . واعلم علما اليقين ان الدستور الذي قصده ذلك الدستور الذي اعده نخبه من الشخصيات المثقفة ، إلا انه لم يناقش ولم يقر لان هناك مناطق لم توافق عليه. تحاورت مع اصلاحي فسألته كيف ترى ثورتكم؟ قال: ناجحة بإذن الله ، فقلت: صدقت! فهي ناجحة من منظور كل اصلاحي وليست من منظور كل من ينتمي للجمهورية اليمنية ، ولكن ما رؤيتكم لحضرموت بعد الثورة؟ فقال: مثلها مثل بقية المحافظات ، فقلت: اوليس هناك مميزات كون التاريخ والثروة والأرض و و و؟ فقال لي بالحرف الواحد: ما هذه العنصرية؟!…… علما انه حضرمي!! دخلت حوارا مع حراكي جنوبي ، فسألته عن نظام الحكم في الجنوب ، فقال: سيقرره الشعب في حينه بعد التحرير. فقلت: له ان الماضي له دور في عدم توحد حاضرنا فهلا اريتني تصورك للمستقبل حتى يطمئن قلبي؟ فقال: نظام جمهوري وعاصمته عدن فقلت: ولكني لا اقبل بعدن عاصمة إلا اذا كان مسمى الدولة حضرموت، فقال: وهل تظن ان العوالق او اهل عدن او المناطق الاخرى سيوافقون على ان يكونوا حضارم؟! فقلت: له بالطبع لن نفرض عليهم ان يكونوا حضارم ، ومن حقهم الرفض ، ولكن ، اليس من حقي ان ارفض ان تكون هويتي الجنوب العربي فلم يرد على سؤالي وغير الموضوع!. متى سيدرك الحضارم انه من ابسط حقوقهم الحفاظ على هويتهم؟! وان المسالة ليست مسالة برميل نفط او حبة سمك وإنما المسالة مسالة تاريخ وحاضر ومستقبل والهوية عنوان كل تلك الأزمنة. ارث خلفه اجدادنا ولكننا لم نحافظ عليه ، فلا مثقفينا قاموا بالدور المنشود في التوعية ، ولا شيوخ قبائلنا قاموا بدورهم في الوقوف مع هويتهم بقوة رجالاتهم ، ولا علمائنا ساندوا هويتهم علما انه لا تعارض بين هوية الارض والتاريخ والهوية الدينية ، ولا تجارنا ساهموا في دعم بقاء الهوية علما انهم مستفيدين حين يطلق عليهم مجرد لفظة حضارم. [email protected]