انتصارات هزيلة تأتي بشق الأنفس، وهزائم كبيرة، وغياب تكتيكي واضح، ومدرب مرتبك لا يعرف كيف يتعامل مع المباريات صغيرها وكبيرها، ولاعبون أنانيون في كثير من الأحيان ويفتقدون للقائد الميداني والفكر الفني الذكي في التعامل مع المنافسين. كل هذا يحدث ولكن ليس في زيمبابوي كما قد يتخيل البعض، بل في واحد من أعرق وأكبر وأشهر الأندية العربية على الإطلاق ألا وهو النادي الأهلي القاهري، صاحب الأمجاد العريقة محليا وعربيا وأفريقيا. فماذا يحدث في القلعة الحمراء؟ سؤال يطرحه كل محبي الأهلي وهم بالملايين ليس في مصر فقط بل في كافة أرجاء الوطن العربي. فريق كبير بكل شيء، وعمليا لا ينقصه شيء سواء من النواحي المادية أو المعنوية، ميزانيته ضخمة بكل المقاييس إذا ما قورنت بحال الأندية العربية التعبانة والغلبانة، وقد بلغت أرباحه عن كرة القدم فقط في الموسم الماضي 49 مليون جنيه، وهو فريق "مدعوم" من أعلى السلطات والأجهزة في مصر، ودعم صفوفه خلال الأشهر القليلة الماضية بعدد من أفضل نجوم كرة القدم المصرية، ومع ذلك هذا الفريق يؤدي أداءً هزيلا أمام أندية صغيرة، ويواجه "الإذلال" في عقر داره وأمام جماهيره من فريق منافس وكبير هو شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا الذي بات من الواضح أنه لن يكون من المنافسين على عرشها. فما هي الأسباب؟ إنما الناس بملوكها وقادتها، فإذا كان القادة جيدين كانت الشعوب كذلك، ومن الواضح أن هناك خللا ما في مجلس إدارة النادي الأهلي، حيث نلاحظ التخبط والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة، ووضع الثقة في غير محلها مع أن الأمور واضحة للعيان، فمثلا الكل يعرف أن البدري غير مؤهل لقيادة الأهلي، والراجل يحتاج لدراسة فن التدريب من جديد، ومع ذلك نجد إصرارا عجيبا من مجلس الإدارة العتيد على هذا المدرب الذي أثبت فشله مرارا وتكرارا، صحيح أن الأهلي فاز بالدوري الموسم الماضي، ولكن ليس هذا لقوة الأهلي وعبقرية مدربه بل لضعف الأندية المنافسة وعلى رأسها الزمالك. وفي الحقيقة لو كان الزمالك في نصف وضعه الطبيعي الموسم الماضي لما فاز الأهلي باللقب أبدا. حان الوقت لرحيل البدري ووضع مدرب كفء آخر مكانه، ولا بأس من العودة للبرتغالي جوزيه الذي حقق معه الأهلي انجازات كبيرة ما زالت جماهير الأهلي تتحسر عليها حتى الآن. لكن ، وحتى نكون منصفين فلا تتحمل الإدارة أو البدري كل المسؤولية بل يتحمل اللاعبون أنفسهم جزءا كبيرا منها. من الواضح غياب التفاهم والتنسيق بينهم وطغيان الأنانية عليهم، ويبدو أن الوقت الذي كان فيه ابوتريكه هو الرأس المفكر لهذا الفريق قد ولى وانتهى، بل نجد ابوتريكه نفسه في كثير من الأحيان يعود أدراجه لملعبه كي يأخذ الكرة فلا احد يثق به ليمررها له، أو لا احد يريد أن يثق به، الكل يلعب لنفسه، والكل يقول اللهم نفسي، كذلك هناك لاعبين كانوا كبارا ولا نريد أن نسميهم، ولم يبق منهم الآن سوى ظل لما كانوا عليه فتجدهم كالأشباح في الملعب، ولا تجد القائد أو المدرب الذي يملك الشجاعة كي يقول لهؤلاء كفى استقيلوا أو اعتزلوا فقد ذهب زمانكم. وخلاصة القول: الأهلي بحاجة لدماء جديدة على كل الصعد كي يعود إلى سابق مجده وعهده وتألقه، بدءا من إدارة جديدة إلى مدرب جديد إلى لاعبين جدد وإلا اقرأ على الأهلي السلام. عليه السلام.