لا يخفى على احد ما تمارسه أمريكا من إجرام وقتل لا بناء الشعب اليمني بوسائل متعددة ومؤامرات هي من تصنعها .. فالمتابع للوضع في اليمن يجد أن هناك من يسعى إلى دفع البلد إلى الفوضى الخلاقة والانهيار الأمني المتعمد وهذا يأتي عبر مسلسل الاغتيالات والاختطافات والتفجيرات وإثارة الفتن والتي تعتبر أوراق أمريكية بامتياز .. فالأمريكان يتحركون على جميع الأصعدة والمستويات سواء على المستوى الأمني والعسكري والسياسي والإعلامي .. وكلا له سيناريو وأدوات محلية قذرة تنفذه بإشراف الاستخبارات المركزية الأمريكية وهذا ليس خفيا على احد .. فالوضع في البلد بات صعب والأمور تتجه نحو منعطف خطير سيجرف بالجميع إذا لم يتحرك أبناء الشعب اليمني ويكون هناك اصطفاف وطني لإنقاذ اليمن من براثن المؤامرات الأمريكية .. فالاغتيالات التي تستهدف الأحرار والأشراف في هذا الوطن سواء العسكريين أو السياسيين أو الإعلاميين أو غيرهم .. وكذلك الاختطافات هي سياسة استعمارية متعمدة من اجل ضرب النسيج الاجتماعي والقيم العالية التي يتسم بها أبناء الشعب اليمني المسلم .. فما حصل اليوم في وزارة الدفاع خير دليل على محاولة أمريكية لعرقنة اليمن وضرب أمنه واستقراره وتقديم المؤسسة العسكرية اليمنية عاجزة وغير قادرة أن تدفع عن نفسها الخطر .. فلذا لابد من المزيد من التدخل والهيمنة وبناء القواعد العسكرية الأمريكية وبناء سجون أمريكية في سقطرى وتحليق مستمر لطائرات الاستطلاع الأمريكية وبلا طيار التي باتت تحصد أرواح اليمنيين كل يوم والتحرك ألاستخباراتي النشط .. كما أن المشهد السياسي القاتم والضجيج الإعلامي المفتعل له المدلولات الكثيرة التي تؤكد أن أمريكا لن تترك اليمنيين في خير بل تسعى إلى تحويل اليمن إلى محمية أمريكية وذلك لأهمية الموقع الاستراتيجي لليمن والسيطرة على الممرات المائية وفرض الهيمنة الكاملة عليه .. طبعا ما حصل اليوم وما حصل من قبل وما سيحصل في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الأخرى من بعد له ارتباطات واضحة بالزيارات الأمريكية المكثفة لليمن وآخرها زيارة وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى برئاسة مساعد نائب وزير الدفاع الأمريكي وليام وسيسويلير، والذي وصل صنعاء مطلع الأسبوع الماضي لإجراء مباحثات عسكرية مع الجانب اليمني .. وتأتي هذه الأحداث التي تشهدها اليوم العاصمة صنعاء بالتزامن مع زيارة لوزير الدفاع اليمني مع وفد عسكري وذلك من اجل ما أسموه مباحثات \"الحوار الإستراتيجي الثاني بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدةالأمريكية\" الذي اختتم أعماله أمس الثلاثاء في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية .. فيما ترأس الجانب الأمريكي مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية \"توم كيلي\" حيث تناقلت وسائل إعلام محلية وغربية موضوع الزيارة .. وانه جرى خلال المباحثات استعراض التطورات على الساحة اليمنية في المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية والاجتماعية .. وبحث المساعدات الأمريكية العسكرية للسنوات الثلاث القادمة على ضوء احتياجات قوات الأمن والجيش .. وكذلك تعزيز الشراكة القائمة بين اليمن وأمريكا في جوانب التدريب والتأهيل وصيانة المعدات وإزالة الألغام ومكافحة ما يسمى بالإرهاب الأمريكي .. وكذا الدعم الفني لمراحل إعادة هيكلة قوات الأمن والجيش الذي تكفلت أمريكا بهيكلته والى جانب آخر تم استعراض خطط تطوير سلاح الجو اليمني وإمكانية رفده بالمعدات الحديثة وتعزيز قدرات العمليات الخاصة وحماية الحدود البرية والإقليمية .. وخلال اللقاء تم طرق نتائج لقاءات فرق العمل المشترك حول ملف المعتقلين في غوانتانامو .. في المقابل كل هذه الأعمال الحثيثة من قبل الأمريكيين لم تأتي من اجل اليمن ولا لمصلحة اليمنيين فأمريكا دائما وعبر التاريخ لا تسعى إلا لمصلحتها .. فهي صاحبة النظرية المشهورة \"حروب دائمة من أجل سلام دائم \" وهناك أيضا قاعدة أثبتتها الأحداث أن أي جيش تدربه أمريكا وتزوده بالمعدات يكون اضعف جيش ولنا عبرة بالجيوش الخليجية .. فهل سيعي أبناء الشعب اليمني المؤامرات الكبرى التي تحاك ضده اليوم من قبل أمريكا ؟ أم انه سيقف مكتوفي الأيدي حتى يصل الجندي الأمريكي ليهدم بيته ويخرب بابه ويدخل ليفتش عن الإرهاب المزعوم في دروج المطابخ وغرف النوم كما هو حاصل في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها ؟ كما أن المخرج الوحيد من الاستعمار الأمريكي يتأتى في المجابهة بكل الطرق والسبل المشروعة والتمسك بالقران الكريم كمنهاج للسير على خطاه في إفشال مخططات الأعداء وقطع دابرها .. وكذلك لابد من اصطفاف وطني وشعبي والتحرك بجد واهتمام ضد المحتل قبل فوات الأوان وقبل وقوع الفأس في الرأس .. فلا تعويل على الحكومة لأنها باتت أمريكية بامتياز والمعول عليه اليوم هو الشعب لأنه من سيتضرر من المستعمر وهو الضحية ولنا عبرة بما جرى ويجري في العراق وسوريا وفلسطين وأفغانستان وباكستان وغيرها .. فالشعب اليمني معروف عنه منذ القدم بأنه يأبى الضيم والاستبداد والرضوخ للمستعمر عبر التاريخ حيث اشتهرت اليمن آنذاك بأنها مقبرة الغزاة والمستعمرين ونحن بدورنا لابد من التحرك لتبقى اليمن كما كانت مقبرة للغزاة والمستعمرين, بقلم / علي القحوم [email protected]