عقدت بصنعاء اليوم ندوة حول الدولة الاتحادية وخيار الأقاليم نظمها الملتقى الوطني لأبناء الجنوب تحت شعار "تنفيذ مخرجات الحوار صمام أمان مستقبل اليمن". وفي الندوة أكد رئيس الهيئة العليا لملتقى أبناء الجنوب علي أحمد السلامي أن قيام دولة اتحادية متجانسة الأقاليم الستة في اليمن ضمان للحكم الرشيد الذي سيساعد على نجاح التنمية المحلية. واعتبر السلامي انعقاد الندوة من المسؤليات الجسام للملتقى الوطني لأبناء الجنوب سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن خلال المرحلة الراهنة .. لافتا إلى الموقع الاستراتيجي الذي تحتله اليمن لكونها تتحكم في عملية التواصل بين الشرق والغرب. وقال "إن تجارة الدول الغربية ودول آسيا ترتبط بالممر البحري الدولي خليج عدن " .. داعيا القوى السياسية كافة إلى تحمل المسؤلية في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن وخاصة في جنوب الوطن. وأضاف "أن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وخروجه بنتائج في غاية الأهمية كفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة إذا تحققت ونفذت على الواقع العملي " .. مبينا أن مخرجات الحوار ضمنت للجميع الحكم الرشيد والعدل والمساواة وحقوق الانسان وكل ما يحقق للانسان اليمني حريته وكرامته". فيما استعرضت رئيسة تحالف متطوعين من أجل قضايا النساء الدكتورة بلقيس أبو اصبع في ورقة عمل الفيدرالية السياسية، ضمانات تعزيز كيان الدولة الاتحادية، بالإضافة الى التحديات التي تواجه مشروع الدولة الإتحادية. وتطرقت إلى مفهوم الفيدرالية وكيف يمكن تبني الفيدرالية في مناطق شهدت صراعات سابقة ..مؤكدة أن أسباب التحول إلى الفيدرالية يتمثل في الجانب الأمني الذي يعتبر هاجس الجميع في تحقيقه. وخلصت الدكتورة أبو اصبع إلى أن الفيدرالية خيار استراتيجي للعبور بالوطن إلى بر الأمان .. لافتة إلى الصعوبات والتحديات التي تعترض عملية انتقال الدول إلى النظام الفيدرالي. فيما قدمت عضو الملتقى الدكتورة حفيظة الشيخ مداخلة حول الفيدرالية ومدى توافق الولايات أو الأقاليم على التعايش وكذا طبيعة التجمعات الإنسانية وشعورها بالذاتية والاستقلالية ..مؤكدة أن ملتقى أبناء الجنوب يطمح إلى قيام دولة اتحادية ذات أقاليم ستة تضمن توزيع السلطة والصلاحيات والثروة بين المركز والأقاليم ووضع أسس وضوابط تجعل الأقاليم تتمتع باستقلالية ذاتية. في حين أشار أستاذ الإدارة العامة بجامعة صنعاء الدكتور أحمد محمد الماوري في ورقة عمله إلى الجوانب الإدارية في الإنتقال نحو الفيدرالية .. لافتا إلى سمات الإدارة العامة في اليمن من حيث التضخم الوظيفي والهيكلي والعجز المالي وضعف البنى المؤسسية وتنامي الفساد المالي والإداري. بدوره قدم وكيل وزارة التربية والتعليم عبدالله لملس تعقيبا على ورقة عمل الدكتور الماوري حول الجوانب الإدارية في الفيدرالية. كما أثريت الندوة بنقاش مستفيض حول الدولة الإتحادية وخيار الأقاليم وأسس نجاح عملية التحول نحو النظام الفيدرالي تنفيذا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.