يبدو أننا قد تعوَّدنا على أن يرتبط بدء العام الدراسي بطرح قضية الكتاب المدرسي وانعدامه تقريباً أو نقص المنهج في مختلف مراحل وصفوف التعليم، ومناقشة هذه القضية والكتابة عنها أصبحت من المسلمات المفروضة علينا وعلى المعنيين بهذا الشأن ابتداء من الطلبة وأولياء أمورهم ومروراً بالكتاب والكتابات الصحفية ووصولاً إلى المعنيين بطباعة وتوفير الكتاب المدرسي وعلى رأس الجميع أهمية ومسؤولية وزارة التربية والتعليم التي تعد أول المعنيين ببحث ومعالجة هذه القضية، لئلا تظل هاجساً دائماً ومحل انعقاد وشكوى بشكل مستمر. بالنسبة لي شخصياً لا أتذكر كم مرات سبق وكتبت فيها عن هذا الموضوع الشائك، غير أنني أعتقد أنه للعام الرابع على التوالي أتطرق إليه في كتاباتي، ومن عام لآخر نجد ألا جديد يذكر أو تغيير يعتري مشكلة القصور في توفير الكتاب المدرسي.. وها أنا أيضاً للعام الرابع أذكر بأن الشوارع تكاد تكتظ أرصفتها بالكتب المدرسية من كل نوع ولكل مستوى بكميات تضاهي ربما ما يوجد في معظم مدارس العاصمة بينما أبناؤنا يعودون من مدارسهم وفي حقائبهم بدلا من الكتب حسرات مرة وحالات من اليأس، خصوصاً حين يتردد بين معلميهم أن ثمة مشكلة بل مشكلات كبيرة وعويصة تتعلق بتوفير وتسليم المناهج وفي أحسن الأحوال أن الطلبة سيعانون من نقص في المنهج لفترة ربما تصل إلى نصف العام الدراسي.. مع أن المعلومات تؤكد تواصل أعمال وإنتاج مطابع الكتاب المدرسي وأن مليارات الريالات تصرفها الدولة على طباعة وتوفير المناهج. كثيراً ما خطر في بالي وفي بال الكثيرين قضية الاحتكار المتعمد والتواطؤ من جهات معينة مع باعة وتجار الكتب المدرسية، الذين ربما عما قريب يضاهون تجار وباعة القات، وأن التأخير والتقصير في توفير الكتاب المدرسي للتلاميذ يجري بشكل مقصود لإنعاش سوق الكتاب المدرسي خصوصاً وأنه أصبح سوقاً موسمياً مزدهراً يعود بأرباح خيالية، يتزامن ازدهاره ونشاطه الأقوى مع بدء كل عام دراسي!! وهذا لعمري أمر يبعث على الأسى والحسرة، ويستنفر الاهتمام والغيرة لإعادة وتكرار طرح الموضوع ومناقشته ووضع التساؤلات الجمة التي من المفترض أن تتصدى للإجابة عنها الجهات المعنية أو صراحة وزارة التربية والتعليم. كنت في العام الماضي قد كتبت في ذات الموضوع وكنت قبلها قد تجولت في عدد من الشوارع المكتظة أرصفتها بالكتب المدرسية، وكان الموضوع برمتة قد أحزنني كما يحزن أو يجب أن يحزن الجميع، لما يعود به من أثار سلبية على الطلبة من جانب وعلى العملية التربوية التعليمية من جانب آخر، غير أن ما لفت حزني وغضبي حينها أن الكتب المعروضة للبيع مع بدء العام الدراسي كانت مؤرخة الطباعة للعام الدراسي ذاته 2011-2012م وهذا ربما يؤكد على أن ما خطر في بالي وبال سواي أمر حقيقي، فكيف تتسرب هذه الكتب إلى تجارها قبل أن تصل إلى وجهتها المفترضة، وتنزل الأسواق قبل أن توجد في المدارس!! أليس هذا يضعنا في المواجهة مع المعنيين بالأمر لطرح هذه التساؤلات المرة؟! ثم لفت انتباهي هذا العام أيضاً توفر المنهج المدرسي في المدارس الخاصة منذ وقت مبكر وأن هذه المدارس تقوم بتسليم المناهج كاملة للطلبة الملتحقين بها منذ فتح باب التسجيل قبل شهر تقريباً.. فمن أين تتوفر هذا المناهج بينما تغيب وتنعدم في المدارس الحكومية التي لها الأسبقية والأقدمية في الحصول على المناهج؟! هذا وأسئلة كثيرة يجب على وزارة التربية أن تضعها في الاعتبار.. والله من وراء القصد