الطفل ذلك الزهرة الباسمة والغصن الغض ماذا يعني لنا كآباء ومجتمع ؟ وماذا يعني للدولة الممثلة بوزاراتها المعنية بالجوانب الثقافية والتربوية لدى المجتمع ؟ وماذا يعني للمجتمعات المتقدمة ؟؟؟ أسئلة حائرة أثارها في ذهني شيآن الأول دراسة تربوية تقول أن العقل البشري تصل قدرته التخزينية إلى ما يعادل مائة وخمسين جهاز كمبيوتر حديث وذلك يتمثل في خلايا العقل التي تتعرض للتلف كلما تقدم العمر وهي بدون استخدام وتغذية وخصوصاً عندما يكون الطفل في سن مبكر ، أما الشيئ الآخر هو لمبدع أحمد الشقيري في برنامجه المتميز( خواطر خمسة بعنوان رحلة إلى اليابان ) والذي بثه على قتاة أم بي سي ذلك البرنامج الهادف الذي كان مثار إعجاب الكثير ومثاراً لإعجابي مما جعلني من شدة الإعجاب به احتفظ به في جهاز الكمبيوتر لأطالعه بين الحين والآخر عندما تحدث في إحدى حلقاته عن الثقافة لدى الشعب الياباني وتناول (ثقافة الطفل) من خلال زيارته لمكتبة عملاقة في طوكيو عاصمة اليابان التي تحتوي على جناح ضخم يتكون من العديد من الطوابق خاص بثقافة الطفل وما يحتويه ذلك الجناح الضخم في تلك المكتبة العملاقة من كتب خاصة بالأطفال مشروحة بأجمل وأروع الطرق بالرسوم التشكيلية والصور الشيقة والألعاب والتسالي ، التي تغذي عقول الأطفال استغلالاً لما وهبهم المنعم جل وعلا من قدرات وتعمل على تنميتها وتطويرها، ثم في مكان آخر يعتبر حديقة ومتنزه للأطفال كلها مشتملة على أجهزة والعاب شيقة تتمثل في العاب علمية ومعلومات قيمة ،وأنا أشاهد ذلك أدركت سراً من أسرار تقدم تلك المجتمعات وهو الاهتمام بالأطفال تلك الزهور الباسمة التي ستصبح في المستقبل ثماراً ناضجة تبني وتصّنع وتنتج خادمةً لأوطانها ومجتمعاتها بل والبشرية جمعا ، فسألت نفسي أين نحن من ثقافة الطفل في المجتمع اليمني ؟ أين كل ذلك أين الأموال الطائلة التي تنفقها الوزارات الثلاث المعنية بالثقافة والتربية المجتمعية ((التربية الإعلام الثقافة )) وأخص وزارة التربية والتعليم سائلاً إياها أين المكاتب المدرسية ؟ التي كثيراً ما دخلتُ مدرسة من مدارسنا وشدتني اللوحة المكتوب عليها (مكتبة المدرسة )فأسرع إلى الداخل وأنا أتصورها مليئة بالكتب والبرامج الشيقة التي تثقف ألأطفال وتنمي مداركهم وتمثل نزهة ثقافية يقضيها الطالب داخل المدرسة ،ولكن سرعان ما تخيب ظني عندما أجدها فارغة إلا من بعض الكتيبات التي قد علاها الغبار نتيجةً لعدم فتح المكتبة . سيقول القارئ الكريم هذه وزارة التربية فما دور وزاراة الأعلام ؟ فأقول أين القنوات الفضائية المعنية بثقافة الطفل ؟ وكذا وزارة الثقافة أين الكتب والمجلات والتي إن وجدت فإنها لاتفي بالغرض (ولا أنسى في هذه العجالة أن أشيد بجهود الإخوة في صحيفة الجمهورية ممثلة بمجلة المثقف الصغير ألأسبوعية وما تلعبه من دور بارز في هذا المجال )؟ ثم أين الحدائق والمنتزهات التي تهدف إلى ذلك ؟ . بل ويمتد عتابي للإخوة أصحاب رؤوس الأموال لماذا لايستثمرون أموالهم في مثل هذه الجوانب ؟ ماذا لو فكر أحدهم بنقل نموذج المنتزه الياباني المتمثل في حديقة ألأطفال التي تحدثت عنها في بداية مقالي هذا ؟ماذا لودرس الفكرة وقام بنقلها إلى بلاده ؟ وسيحصل على الأرباح الوفيرة ويقدم خدمة للمجتمع وينمي ثقافة أبناء مجتمعه ؟! وأخير المجتمع فيتمثل دوره في دور رب الأسرة والذي من المفترض أن يعمل على تنمية مدارك ومواهب أبنائه بتوفير الوسائط الثقافية كالبرامج والمجلات والكتب ويربطهم ببرامج الأطفال التي تبث في القنوات الفضائية المعنية بهذا الشأن . وأخيراً يحلو لي أن أختم كلامي بعبارة جميلة لأحد المفكرين المعاصرين تأركاً تفسيرها للقارئ الكريم والتي تقول((الياباني ينجب طفلين أحدهم يصعد إلى الفضاء والآخر يصنع صاروخاً ، والعربي ينجب عشرة لايزيدونه إلا عناءً )) .