أعرب عدد من السياسيين اليمنيين عن أملهم في أن تدعم قمة الدوحة لدول مجلس التعاون الخليجي بلادهم لتجاوز المخاطر التي تهدد وحدتها واستقرارها، خاصة بعد التطورات التي طرأت على الساحة اليمنية بعد سقوط العديد من المحافظات الشمالية بما فيها العاصمة صنعاء في 21 من سبتمبر/آذار الماضي بيد جماعة الحوثي. وأكد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي ووزير خارجية اليمن الأسبق، الدكتور أبوبكر القربي ل»المدينة» أن الشعب اليمني يقدر لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود موقفهم الداعم والمساند لليمن، وإخراجه من الأزمة التي تعصف به، بالإضافة إلى مواقفهم القومية تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية. «قمة وحدة الموقف» وقال القربي ل"المدينة": لاشك أن موضوع اليمن يحظى باهتمام الأشقاء في قادة مجلس التعاون الخليجي، وسيكون اليمن ضمن جدول أعمال قمة الدوحة.. مضيفا أن اليمنيين يعرفون بأن قادة مجلس التعاون لديهم إدراك بما يعانيه اليمن، والمأمول منهم دعمه للخروج من هذه الحالة. وقال: «وكما اعتدنا من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أنهم يدركون خطورة الأوضاع الحالية في اليمن اقتصاديا وأمنيا، وأنهم بكل تأكيد سيبحثون في سبل دعم اليمن لمواجهة هذه التحديات وضمان إنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفي مقدمتها صياغة الدستور الجديد والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية»، وأضاف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام أن حزب المؤتمر سيظل متمسكًا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل لما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره، وقال في ختام تصريحه: نتمنى للقمة الخليجية النجاح في أعمالها وفي وحدة الموقف في مواجهة الأخطار والمخاطر التي تهدد أمن دول مجلس التعاون والجزيرة العربية. إيران ودول الخليج من جانبه قال المحلل السياسي يحيى عبدالرقيب الجبيحي في تصريح ل»المدينة»: إن المواطن اليمني يأمل من أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي أن يقدموا المساعدة للشعب اليمني من خلال فتح مكاتب لمشروعاتهم الممولة في اليمن، وأن يعطوا الفرصة للعمالة اليمنية الماهرة بحكم الجوار والعلاقات الوطيدة والتاريخ المشترك قبل غيرهم. وتمنى الجبيحي أن يعمل قادة مجلس التعاون على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بما فيها وثيقة شكل الدولة الاتحادية من ستة أقاليم كما هي لأن أي تغيير فيها سيكون بداية النهاية، وطالب الجبيحي قمة الدوحة بأن تعمل على وضع حد نهائي لكل المليشيات المسلحة في اليمن بدون استثناء، كما طالب قادة مجلس التعاون المجتمعين في الدوحة معرفة ما اسماه «التواطؤ الرسمي مع الحوثيين». وقال: «إذ ليس من المعقول أن تسلم القيادة السياسية في اليمن البلد لإيران عبر الحوثيين وتريد مساعدات من الخليجيين»، وتساءل المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء اليمني- الجبيحي- قائلا: «هل الأشقاء قادرون على تحقيق مثل هذه المطالب الشعبية، وذلك هو ما يأمله الشعب اليمني منهم»، وأشار الجبيحي إلى أن العلاقة السعودية- اليمنية ستظل فوق كل اعتبار حتى ولو جاءت إيران بكلها وغيرها فلن تصل إلى ما نسبته 1% مما هي عليها بين شعبي المملكة واليمن. خطة خليجية لدعم اليمن إلى ذلك، قال القائم بأعمال السفارة اليمنية في الدوحة الدكتور محمد عبدالله الزبيري في تصريح صحفي: إن اليمن ينظر باهتمام بالغ إلى القمة الخليجية التي تنعقد في الدوحة، مبديًا تفاؤله بالنتائج التي ستخلص إليها قمة القادة الخليجيين في سبيل زيادة اللحمة والتعاون بين دول المجلس، وتوقع الزبيري من القادة الخليجيين أن يقفوا على حقيقة الأوضاع في اليمن، والدفع بالجهود لإخراج اليمن من أزمتيه السياسية والاقتصادية، منوهًا بحكمة القادة الخليجين تجاه اليمن في الوقت الحاضر. ولفت الزبيري إلى أن هناك الكثير الذي يمكن أن ينجزه القادة الخليجيون من أجل حفظ سلامة اليمن، متمنيًا أن يحظى الملف اليمني بالقسط الأوفر من المباحثات بين القادة في مجلس التعاون الخليجي خلال القمة المقبلة، وأضاف: «نعول كثيرا على قرارات قمة الدوحة، وأملنا أن تخرج بخطة خليجية لدعم اليمن، لأنه بحاجة ماسة لأشقائه في دول مجلس التعاون، من أجل إنجاز ما اتفق عليه من خلال اتفاق السلم والشراكة بين الفصائل اليمنية، وتجسيد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
