نشر موقع جريدة الرياض يوم أمس الأول الثلاثاء خارطة رسم بياني جديدة لمناطق النفوذ والصراع في اليمن، في سياق تغطية صحفية شاملة لملف الأوضاع الساخنة في اليمن والتطورات السياسية المتصاعدة والمتشابكة في الجنوب والشمال، ودور المملكة العربية السعودية ودول مجلس " التعاون الخليجي " في مهمة إنقاذ اليمن . وركزت معطيات الرسم البياني، للخارطة الصادرة عن مركز الرياض للدراسات والمعلومات الاستشارية، في مجملها على مناطق النفوذ في اليمن ل جماعة أنصار الله "الحوثيين"، في إطار ثلاثة محددات رئيسية، المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، والمناطق التي لم يسيطروا عليها، والمناطق التي تشهد حالة من الصراع والممانعة . وحددت معطيات الرسم البياني للخارطة، مناطق النفوذ والسيطرة للحوثيين في اليمن والمشار لها باللون الأحمر، محافظة صعده الواقعة في شمال الشمال، بمحاذاة المملكة العربية السعودية، وتعد المعقل الرئيسي للجماعة ونقطة انطلاقتهم ،بالإضافة إلى المحافظات والمناطق المجاورة لها وهي الجوف، وعمران، وحجة ،والمناطق الواقعة خارج حدودها وهي صنعاء ،وذمار، والحديدة، وإب . كماحددت معطيات الرسم البياني للخارطة، المناطق الواقعة خارج نفوذ وسيطرة الحوثيين في اليمن، بمحافظات ومناطق الجنوب كاملة وبعض المحافظات والمناطق في الوسط والشمال، وهي محافظة حضرموت، والمهرة، وشبوة، وعدن، وأبين ، والضالع، ولحج، وتعز. فيما حددت الخارطة في معطيات رسمها البياني، منطقة واحدة عجزوا عن السيطرة عليها ، أشير لها باللون الأصفر، وهي المنطقة الأبرز التي دارت فيها معارك وجولات من الحرب والقتال العنيف بمساندة الطيران الأمريكي، حاول الحوثيون السيطرة عليها وإخضاعها لهم فلم يتمكنوا وهي محافظة البيضاء . ولتسليط الضوء على ما ورد في مادة الخارطة أعلاه، التي وسمت ب "خارطة النفوذ في اليمن "، نجد من حيث التحقيق في الجملة أن معطيات الرسم البياني للخارطة ليست مكتملة وغير دقيقة إن لم تكن مهنية، طبقاً لاعتمالات ما يجري في الواقع على الأرض، وحالة الرفض والممانعة الشعبية المفتوحة للحوثيين وحلفائهم في المدن والمناطق التي تم اعتبارها تحت سيطرتهم، وخروج الكثير من أبناء الشعب اليمني، من مختلف مكوناته السياسية والمجتمعية في هذه المناطق والمحافظات يومياً للتظاهر والتنديد بانتشار المليشيات المسلحة . عدا سيناريوهات الصعود الدراماتيكي المتسارع للحوثيين، وموضوع الانسحابات والاستلام والتسليم للمليشيات المسلحة، التي كانت تتم بصورة مكشوفة من لدن موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مواقع السلطة والنفوذ والجيش، وكون هذه المدن والمناطق واقعة قبل الأحداث في الأساس تحت سيطرة الرئيس السابق صالح ونفوذه وتدين له بالولاء الحزبي والسياسي ، ولم يكن للمعارضة فيها أي نصيب . ومن اللافت في هذا السياق، صدور عدد من الخرائط والدراسات والتحليلات، التي تتحدث عن معطى خارطة النفوذ والسيطرة للحوثيين في اليمن، وهذا في تقديري محض تهويم وتضليل روج له الإعلام الحوثي وتلقفته بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وانزلقت فيه دون وعي مراكز أبحاث وباحثون ووسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية، لم تسطع في الواقع هضم وإدراك واستيعاب معطيات الصراع القائم وأطرافه وأدواته في اليمن . على أن هذه الخرائط والتقديرات تظل احتمالية وتقريبية لمايجري ويدور في اليمن، وليست واقعية وحقيقة بحيث يتم الاستناد لها والتعاطي معها لكونها صيغت وبنيت من ركام الزيف والتضليل الإعلامي المحلي والخارجي الكثيف، فلايصح على هذا الأساس احتساب معطى النفوذ والسيطرة للحوثيين ومسلحيهم، بمنأى عن إدراك واستيعاب المؤثرات في المشهد العام في اليمن والحاضن الاجتماعي والسياسي للحوثيين، وهو الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام . والذي نخلص إليه، نهاية هذه السطور والتناولة اليسيرة النقدية التحليلية لخارطة مناطق النفوذ في اليمن، الصادرة عن مركز الرياض للدراسات والمعلومات الاستشارية، والتي نشرتها جريدة الرياض يوم أمس الثلاثاء، يتركز بدقة في تفنيد إضفاء معطى النفوذ والسيطرة للحوثيين المتوهمة في اليمن كونه غير واقعي ويفتقر إلى أسس منهجية وموضوعية، والممكن في هذا الإطار هو رسم خارطة ذهنية وجغرافية لمعطيات ما يجري في اليمن، وذلك في حدود تواجد الحوثيين ومناطق تأثيرهم في شمال الشمال، والانتشار المسلّح للحوثيين و" المتحوثين " أتباع الرئيس السابق صالح والموالين لهم في المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، والتي شهدت حالة من التجاذبات والصراع فيما بينهم وبين خصومهم .