تقوم مؤسسة "سوجيتز" اليابانية حاليا باستكمال إعداد الدراسات النهائية لمشروعها الاستثمارى لاستزراع وتربية وتسمين أسماك التونة ذات الزعانف الصفراء فى السواحل اليمنية، تمهيدا لبدء الأعمال التنفيذية للمشروع خلال العام القادم 2009. وتقدر التكاليف الأولية للمشروع الذى يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية أربع مليارات ريال يمنى أى مايعادل حوالى 20 مليون دولار. وبحسب مذكرة تفاهم وقعها وزير الثروة السمكية اليمنى محمد صالح شملان مع رئيس مؤسسة "سوجيتز" فى الشرق الأوسط وإفريقيا شوهى إينوي، فإن المشروع يهدف إلى تطوير وتنمية الثروة السمكية فى اليمن وخصوصا أسماك التونة من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة فى مجالات تنمية الصادرات السمكية واستزراع وتربية وتسمين أسماك التونة داخل أقفاص التربية والتسمين فى البحر. وستقوم الشركة اليابانية من خلال مشروعها الاستثمارى باصطياد أسماك التونة حية وبأوزان صغيرة، وإدخالها إلى أقفاص فى البحر لتربيتها وتسمينها، حتى تصل إلى وزن 600 كيلواجرام للسمك الواحد ويتم تصديرها إلى الأسواق العالمية وفى مقدمتها الأسواق اليابانية التى يزداد فيها الطلب على أسماك التونة. ووفقا للوكيل المساعد لقطاع الاستثمار والبحوث بوزارة الثروة السمكية فى اليمن المهندس خالد الشمسي، فإن الشركة اليابانية التى ستستكمل الدراسات النهائية للمشروع فى غضون تسعة أشهر ابتداء من سبتمبر الجاري، ستستخدم تقنيات وتكنولوجيا متطورة فى هذا المشروع، وتتولى تنظيم دورات تدريبية لعدد من الفنيين المتخصصين فى اليمن بهدف نقل تجربة اليابان لاستزراع الأسماك إلى اليمن. وقال: "ان استزراع وتسمين التونة داخل أقفاص مغلقة تجربة تعد الأولى من نوعها فى اليمن والمنطقة بشكل عام"، مؤكدا أن وزارة الثروة السمكية ستحرص على تقديم كافة التسهيلات للمؤسسة اليابانية بما يمكنها من استكمال الدراسات والمسوحات اللازمة لإقامة المشروع حسب البرنامج التنفيذى المتفق عليه مسبقا معها وذلك فى إطار تشجيع الوزارة للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية فى القطاع السمكى فى اليمن. يشار إلى أن عائدات اليمن من صادرات الأسماك والأحياء البحرية ارتفعت خلال الربع الأول من العام 2008 إلى 56 مليونا و452 ألف دولار مقارنة ب 48 مليونا و268 ألف دولار خلال نفس الفترة من عام 2007م، و بنسبة زيادة بلغت 8 بالمئة. وبحسب تقارير صادرة عن وزارة الثروة السمكية فإن قيمة الإنتاج السمكى لليمن خلال الخمس السنوات الماضية ينمو بمعدل سنوى متوسط بلغ 21 بالمئة. ويعد القطاع السمكى أحد أهم القطاعات الإنتاجية فى اليمن ويحتل المركز الثانى من حيث نسبة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى بعد القطاع النفطي. ويذكر أن السواحل اليمنية تمتد لمسافة 2500 كيلومتر على البحرين العربى والأحمر وتوجد فيها أكثر من 350 إلى 400 نوع من الأسماك والأحياء البحرية تتيح اصطياد ما يقرب عن 400 ألف طن سنويا منها، فى حين أن ما يستغل من تلك الثروة حاليا 60 نوعا بما لا يتعدى نسبة 17 بالمئة من إجمالى أنواع الأسماك والأحياء البحرية المتوافرة فى المياه اليمنية عموما.
