فؤاد الحميري... حين تكون الكلمة وطناً    إصابة 4 مواطنين من أسرة واحدة برصاص مليشيا الحوثي الإرهابية في الضالع    أثناء إشهاره إنذاراً.. القبض على حكم في مباراة كرة قدم    «الملعب الملعون» يهدد حلم ميسي أمام باريس سان جيرمان    العليمي: برحيل الحميري خسر الوطن قامة وطنية وإعلامية مشهوداً لها بالعطاء والنزاهة والإخلاص    وفاة وإصابة 6 مواطنين بينهم امرأة جراء صواعق رعدية في 4 محافظات    مات فؤاد    يا فؤادنا الذي تركنا نبكي الغياب    مفاجأة مدوية.. عرض "زيزو" على ناديين أوروبيين    - اقرأ ماذا يحدث الآن في مدارس صنعاء الحكومية والأهلية من حزن؟! \r\nمطالبة الوزير الصعدي بسرعة انقاذهم    خطأ شائع في طهي المعكرونة قد يرفع سكر الدم بسرعة    بيان مهم للقوات المسلحة بعد قليل    عام على الرحيل... وعبق السيرة لا يزول في ذكرى عميد الادارة الشيخ طالب محمد مهدي السليماني    الهلال في موقعة نارية ضد السيتي    الجنوب العربي كقوة صاعدة: قراءة استراتيجية في ملامح دولة تتشكل    تحديد موعد اختبارات الدور الثاني للشهادة الأساسية    الرئيس الزُبيدي والعرادة يؤكدان ضرورة معالجة الأوضاع الاقتصادية في البلاد    - دكتور جامعي:صنعاء بدأت الدراسة بالهجري ويطالب بتعديل مسمى الإجازة الصيفي إلى شتوي    كيف حول التحالف الجنوب إلى ساحة للموت البطيء    تحديد موعد اعلان التطبيع بين سوريا والكيان    سيطرة مدريدية في مدرجات المونديال    في الرياض.. نزالات «سماك داون» تمهد «ليلة الأبطال»    دراسة حديثة.. الصوم قبل العمليات عديم الفائدة    "وثيقة".. عدن .. وزارة الداخلية تضع شرطا جديدا للحصول على جواز السفر    اليمن العلماني هو الحل والبديل عن الدولة الطائفية المذهبية    أتلتيكو مدريد يسعى لضم انجيلينو    رغم الهبوط التاريخي.. ليون يتلقى مفاجأة سارة من "اليويفا    تراجع كميات الهطول المطري المسجلة وتوقعات باستمرار التهاطل على أجزاء من المرتفعات    لامين يامال سيخلف فاتي بإرتداء القميص رقم 10    عام دراسي يبدأ واسر تواجه معضلة تعليم ابنائها وسلطات لا ترى الواقع إلا من زاوية ظل القمر    90 % من مواليد عدن بلا شهادات ميلاد بسبب الجبايات المتوحشة    حادث مأساوي يهز مصر.. مصرع 18 فتاة تحت عجلات شاحنة وقود    وصول أبراج المحطة الشمسية الإماراتية المخصصة لشبوة    إلى متى الرضوخ؟    صنعاء : تشييع جثمان شيخ قبلي بحضور رسمي كبير    "مسام" يتلف 4620 قطعة من الذخائر ومخلفات الحرب في ابين    من يومياتي في أمريكا .. أطرش في زفة    حواري مع "أبو الهول الصناعي".. رحلة في كهف التقنية بين الحيرة والدهشة    ليس للمجرم حرمة ولو تعلق بأستار الكعبة    خبير أثار يكشف عرض 4 قطع أثرية يمنية للبيع بمزاد عالمي    الوزير البكري يزور مسجد عمر بن الخطاب في عدن ويستنكر اقتحامه واعتقال إمامه    روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    خبير دولي يحذر: العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ    الحثالات في الخارج رواتبهم بالدولار ولا يعنيهم انهيار سعر الريال اليمني    أحزان الكعبة المشرفة.. هدم وحرائق من قبل أمراء مسلمين    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    عدن تشتعل بالأسعار بعد تجاوز الدولار حاجز 3 آلاف ريال    التكتل الوطني يحذر من تفاقم الأوضاع ويدعو الرئاسة والحكومة لتحمل مسؤولياتهما    عن الهجرة العظيمة ومعانيها    من الماء الدافئ إلى دعامة الركبة.. دراسة: علاجات بسيطة تتفوق على تقنيات متقدمة في تخفيف آلام الركبة    بفاعلية الحقن ودون ألم.. دراسة : الإنسولين المستنشق آمن وفعّال للأطفال المصابين بالسكري    طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة    من يدير حرب الخدمات وتجويع المواطنين في عدن؟    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«بلس» اليمن... فرصة عمل موسمية في التين الشوكي
نشر في مأرب برس يوم 09 - 09 - 2019

"أخرج من المنزل في الساعة السابعة صباحاً، وأرجع في التاسعة ليلاً أو قبلها إذا استطعت بيع كلّ البلس (التين الشوكي) الذي معي، لأستمر حتى منتصف الليل وأنا أنزع الشوك العالق في يديّ". بهذه الكلمات المختصرة يحكي عبد الخالق اليريمي (23 عاماً)، يومياته مع بيع ثمرة التين الشوكي المشهورة والمنتشرة في اليمن صيفاً والتي باتت فرصة عمللعدد كبير من اليمنيين.
يقول اليريمي ل"العربي الجديد": "في الشتاء، لا أجد عملاً يحقق لي شيئاً من الاكتفاء ويوفر لي دخلاً مناسباً، لكنّ الصيف يأتي بفرص مختلفة، مثل بيع القات الذي يكون متوفراً وبأسعار رخيصة أو بيع البلس". ويشير إلى أنّه دائماً ما يذهب لشراء التين الشوكي من مديرية بني بهلول، جنوبي شرق صنعاء (20 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً)، ليبيعها في شوارع العاصمة متجولاً بعربته. ويضيف: "أمشي طوال اليوم وأقطع مسافات طويلة، لكي أعود بربح بسيط أستطيع من خلاله توفير وجبات اليوم التالي لأسرتي".
وتعتبر ثمرة التين الشوكي، أو البلس كما يسميها اليمنيون، من الفواكه كثيرة الانتشار في البلاد حتى أصبح العمل في بيعها فرصة لآلاف الشبان العاطلين من العمل الذين تعج بهم شوارع صنعاء والمدن اليمنية الأخرى. شبان وأطفال يجوبون الشوارع والطرقات ويقفون أمام المؤسسات الحكومية والمتنزهات والحدائق والمدارس بعرباتهم اليدوية.
من هؤلاء سمير الإبي (25 عاماً)، الذي ظل عاطلاً من العمل فترة طويلة قبل أن يقرر بيع التين الشوكي في شارع الحصبة بصنعاء. يقول: "بسبب عدم توفر الأعمال، لم يكن أمامي إلّا البحث عن مشروعي الشخصي الذي لا يحتاج مني مالاً كثيراً للبدء فيه". ويشير إلى أنّه لم يجد إلا العمل في بيع بعض الفاكهة لا سيما التين الشوكي طوال فترة الصيف.
يواصل: "يفضل اليمنيون تناول البلس صباحاَ، ولهذا أقف أمام المؤسسات الحكومية منذ الصباح لأبيعه للمارة، إذ يفضل غالبيتهم تناوله في التوّ واللحظة أمام العربة". ويلفت إلى أنّه يقشر التين الشوكي للزبائن وهو ما يعرضه لوخز الشوك، ما يجعله يعاني طوال اليوم منه. ويبيع الإبي ما بين خمسة صناديق وستة صناديق يومياً، ليحصل على مبلغ 4 آلاف ريال (8 دولارات أميركية)، وأحياناً يزيد مبلغ الربح إلى 4500 ريال يمني (9 دولارات)، وهو مبلغ يوفر الاحتياجات الضرورية لإطعام أفراد أسرته في اليوم الواحد.
العمل في بيع التين الشوكي ليس مقتصراً على الشبان واليافعين فقط، فالأطفال يبيعونه أيضاً. يقضي الطفل خالد العبدي (15 عاماً)، أغلب ساعات النهار في شارع خولان بصنعاء، يبيع فاكهة التين الشوكي للمارة. ويقول ل"العربي الجديد": "أستغل عطلة الصيف كلّ عام للعمل في بيعه. فأحياناً أستطيع توفير البلس من حقل أحد أقاربي خارج صنعاء مجاناً، أو أشتريه بسعر بسيط وأبيعه وأستفيد من الربح بالرغم من أنّه ضئيل ولا يكفي أسرتي".
ولا تخلو عملية بيع التين الشوكي من المخاطر، فقد تضرر العبدي مراراً بسبب الشوك لعدم خبرته في التعامل معه. يقول: "عندما بدأت في البيع، جرحت أصابعي أكثر من مرة خلال التقشير للزبائن. لكنّ الأسوأ أنّي عانيت لأكثر من أسبوع بعدما دخل بعض الشوك في عيني أثناء غسل البلس قبل الخروج به إلى الشارع للبيع".
بدوره، يقول محمد السياغي إنّ "للبلس مذاقاً حلواً، وهو مفيد للجسم، لا سيما إذا أكلناه كلّ صباح". يشير إلى أنّه يأكل التين الشوكي وهو مطمئن: "الفلاحون لا يرشون عليه مبيدات لكي ينمو، بخلاف بقية الفواكه التي يستخدمون من أجل نموها الكثير من المبيدات والأسمدة".
من جهته، يشير محمد الخولاني، وهو صاحب حقل للتين الشوكي في منطقة غيمان بصنعاء، إلى أنّه يبيعه للبائعين المتجولين بأسعار متفاوتة بحسب جودة المحصول. ويؤكد ل"العربي الجديد"، أنّ العائد من وراء زراعة التين الشوكي أكبر من زراعة القات الذي يحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة بسبب ضرورة توفير المياه والسماد والمبيدات.
ويلفت إلى أنّ كثيراً من الفلاحين باتوا يزرعونه بكثرة: "كانت هذه النبتة مهملة في السابق، ولم يبدأ الناس ببيع ثمارها إلا خلال السنوات القليلة الماضية. كان الناس يأكلونها في الأرياف فقط ولا تزرع بشكل ممنهج، إذ كانت تنبت من تلقاء نفسها". ويشير إلى أنّ كثيراً من الأسر اليوم باتت تعتمد بشكل كبير في معيشتها على زراعة التين الشوكي بعد ما شهدته من إقبال السكان على شرائها.
إلى ذلك، تقول بيانات الإحصاء الزراعي في اليمن إنّ التين الشوكي يوفر أكثر من 13 ألف فرصة عمل موسمية في البلاد، فضلاً عن البائعين الدائمين، والذين تقول تقديرات إنّ عددهم في العاصمة صنعاء وحدها يصل إلى 20 ألفاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.