في الوقت الذي تحدثت السعودية اليوم الجمعة أن هجومها ضد الحوثيين سيستمر الى أن تنهي أي وجود للجماعة على أراضيها بعد أن تسلل مسلحون الى داخل المملكة وهاجموا أفرادا من قوات حرس الحدود مما أسفر عن مقتل ضابط أمن سعودي واحد على الأقل. ورأى تقرير بثته وكالة "رويترز" أن إرسال السعودية جنود عبر الحدود لمواجهة مقاتلين يسكنون الجبال قوت الحرب شوكتهم يعد أمرا محفوفا بالمخاطر بالنسبة لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وبالنسبة للمنطقة. ورغم أن القوات المسلحة السعودية مزودة بمعدات أمريكية وموارد اكبر من اليمن، لكنها لم تختبر نسبيا في حرب العصابات. وتعتبر السعودية هي الحليف الرئيسي لليمن الى جانب الولاياتالمتحدة. وتعتمد الحكومة اليمنية على المساعدات المالية السعودية. ورأى أن صنعاء لم تنجح في إخماد التمرد بالشمال على الرغم من بدء عملية (الأرض المحروقة) في اغسطس الماضي. لكن التحرك العسكري السعودي المباشر لن يحظى بتأييد بين بعض اليمنيين الذين يشعرون بحنق تجاه جارتهم الشمالية، وهي مشاعر يمكن أن يستغلها جناح تنظيم القاعدة بالمنطقة وقد تلهب صراعا يتفجر من وقت الى آخر منذ عام 2004. ويأتي اليمن على رأس مصادر القلق بالنسبة لمسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين الذين يشاركون السعودية قلقها العميق من انعدام الاستقرار والتشدد المتزايد في اليمن والمكاسب التي قد يجنيها تنظيم القاعدة من إضعاف سيطرة الحكومة. وقد لا تؤيد الولاياتالمتحدة توغلا سعوديا لكن من غير المرجح أن تعترض بشدة إذا أوضح اليمن أنه يرحب بمساعدة الجيش السعودي في مواجهة المتمردين بالشمال. وقد يثير تدخلا عسكريا سعوديا ردة فعل أكثر حدة من قبل طهران،التي تبدي تعاطفا مع الحوثيين وتنفي دعمها لهم. وتركز السعودية على تأمين حدودها ضد تسلل متشددي القاعدة الذين يتخذون من اليمن مقرا لهم. ويعقد العصيان الشيعي المطول في شمال اليمن بشدة أمن الحدود بالنسبة للسلطات السعودية واليمنية. كما أن السعودية تنظر الى المتمردين على أنهم وكلاء لإيران ألد خصومها في المنطقة التي يغلب على سكانها الشيعة على الرغم من أن الرياض نفسها لها سجل من دعم قبائل زيدية عدة لكسب النفوذ في اليمن. إضافة الى أن هناك اختلافات ايديولوجية بين السعودية والمتمردين الذين تشمل دوافعهم تأكيد هويتهم الزيدية الشيعية ضد ما يعتبرونه انتشارا للجماعات السلفية التي تدعمها السعودية وتستلهم المذهب الوهابي الذي تتبعه المملكة المحافظة.