دعا وزير الخارجية التركية احمد داود أوغلو المعارضة السورية إلى مواصلة تحركاتها ضد نظام الرئيس بشار الأسد بالسبل السلمية، فيما رسى اسطول طائرات روسي بالسواحل السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية إن "المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال اجتماع وفد منهم مع وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو إنه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية"، مشيرا إلى أن برهان غليون رئيس المجلس الوطني كان من بين أعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع. وأشار المتحدث التركي إلى أن المجلس الوطني افتتح مكتبا له في اسطنبول. يذكر أن ذلك هو اللقاء الثالث منذ أكتوبر/ تشرين الأول بين داود أوغلو والمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة في سوريا. وانضمت تركيا التي كانت على علاقة جيدة في الماضي مع النظام السوري إلى الجامعة العربية لفرض عقوبات على نظام دمشق المتهم بقمع حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام بقوة. انتقاد لقطر في هذه الأثناء ، وجهت الصحافة الرسمية السورية الاثنين انتقادات شديدة اللهجة لوزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني واتهمته بالسعي "لإعاقة" مهمة المراقبين العرب في سوريا. وفي افتتاحية حملت عنوان "مواقف حمد المخزية"، هاجمت صحيفة تشرين الرسمية السورية الشيخ حمد قائلة إن "سوريا ورغم محاولات حمد وغيره إعاقة الدور العربي في حل أزمتها، ستبقى حريصة على تقديم كل ما يلزم من تسهيلات وتعاون لبعثة المراقبين العرب بغية إنجاح مهمتها في تقديم ورصد حقيقة ما يجري على الأرض." من جهتها كتبت صحيفة الثورة الرسمية إن "سوريا التي تعاونت مع المراقبين في المبدأ كانت جادة وستبقى كذلك ما دامت بعثتهم تقوم بدورها الحيادي وموضوعيتها ونزاهتها التي تخدم سورية والعرب وما دام رئيسها يلتزم بما هو وارد في البروتوكول ويحكم ضميره". وكانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري اعتبرت في ختام اجتماع لها في القاهرة مساء الأحد، أن الحكومة السورية نفذت "جزئيا" التزاماتها للجامعة العربية، ورأت أن استمرار عمل بعثة المراقبين العرب "مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الفوري" لتعهداتها. وبعد ذلك قال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس اللجنة العربية، في مؤتمر صحافي إن "اجتماعا سيعقد للجنة العربية ومجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشة تقرير المراقبين يوم 19 أو 20 يناير/كانون الثاني". وتابع "لن نعطي مزيدا من المهل، ما زلنا نأمل في أن تتمكن البعثة العربية من أن توفق في عملها، وهذا يتوقف على الحكومة السورية من خلال وقف القتل وسحب الآليات العسكرية من المدن والسماح للإعلام بالعمل والدخول إلى الأراضي السورية". وأضاف "أنادي الحكومة السورية بوقف القتل ووقف الاعتقال"، مضيفا "نرجو أن يكون للقيادة السورية قرار تاريخي تلبية لتطلعات الشعب السوري". الأسطول الروسي من ناحية أخرى، قام وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة بزيارة الأسطول الحربي الروسي الذي وصل الأحد إلى قاعدة طرطوس البحرية السورية ، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية(سانا). وفي كلمة له خلال الزيارة نوه العماد راجحة ب"مواقف روسيا المشرفة إلى جانب سوريا في هذه المرحلة مؤكدا ثقته بصلابة هذه المواقف في وجه المؤامرة التي تتعرض لها سورية" كما ذكرت الوكالة السورية. وأضاف "على مدار التاريخ العريق للأسطول الروسي والعلاقات التاريخية الروسية السورية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل بما يخدم السلم والأمن وتعزيزهما في المنطقة والعالم." من جانبه أكد السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف أن "زيارة حاملة الطائرات الروسية إلى سوريا دليل على عمق الصداقة والتعاون الذي يربط بين البلدين وتأكيد على الرغبة المشتركة في تطوير التعاون المثمر بينهما في المجالات كافة". وأضاف أن "هذه الزيارة دليل آخر على اهتمام روسيا بما يجري في سوريا فالاتحاد الروسي يهتم جدا بأن تعود الأجواء الطبيعية إلى سورية من خلال تحقيق تطلعات الشعب السوري فيما يخص الديمقراطية والحياة الأفضل". وترفض روسيا رفضا قاطعا أي تدخل في الأزمة السورية واستخدمت حق النقض في أكتوبر/ تشرين الأول ضد مشروع قرار في مجلس الأمن ينص على إمكانية فرض حظر على تسليم الأسلحة إلى سوريا التي تعد روسيا ابرز مزوديها منذ الحقبة السوفياتية. استمرار القتل الى ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 19 شخصا قُتلوا اليوم الاثنين برصاص الأمن خلال احتجاجات تطالب بإسقاط النظام في عدد من المدن. وأشارت المعارضة إلى أن من بين القتلى التسعة عشر سيدتين وطفلا وثلاثة جنود منشقين، وأضافت أن تسعة منهم قضوا تحت التعذيب. وفي هذه الأثناء، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن بلدة مضايا بريف دمشق تعرضت لقصف مدفعي من مدرعات الجيش. وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت رتلا من الدبابات يقتحم مضايا صباح اليوم، مصحوبا بعربات مدرعة. وكانت قوات الجيش قد قصفت عدة منازل في بلدتيْ مضايا والزبداني ليلا بالأسلحة الثقيلة ومدافع الهاون، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين، بعضهم في حالة حرجة، وذلك إثر انشقاق قام به عساكر في المنطقة، كما تعرض محيط مسجد البراق للقصف. وفي مدينة سراقب بإدلب، أطلقت الدبابات النار بشكل كثيف على مفرق الترنبة، وفي حمص قصف حي عشيرة بالآلات الثقيلة وهدمت قوات الأمن خمسة منازل، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية. وفي الأثناء، تعرضت سيارة لمراقبي جامعة الدول العربية في سوريا لإطلاق نار بمدينة حمص خلال عودتهم إلى دمشق. ولم يصب أحد بأذى لكن السيارة تعطلت بالكامل. مظاهرات من ناحية أخرى، تظاهر اليوم الاثنين آلاف السوريين في عدد من المحافظات منددين ببيان الجامعة العربية بشأن المراقبين في سوريا. وبث ناشطون صورا لمظاهرة في بلدة كرناز في حماة وأخرى في بلدة خطاب بالمحافظة ذاتها. كما بثوا صورا لمظاهرات طلابية في بعض بلدات ريف دمشق, في حين نظمت مظاهرات بمناطق في إدلب بينها كفر روما, وفي بلدات بدير الزور ودرعا, وفي الحسكة. وفي مدينة السويداء انطلقت مظاهرة للمطالبة بإسقاط النظام وتضامنا مع المدن المحاصرة، وقال ناشطون إن أعدادا كبيرة من الأمن والشبيحة اعتدوا على المتظاهرين بعنف وتم اعتقال عدد منهم. وفي دير الزور هاجمت قوات الأمن مظاهرة خرجت بالتزامن مع قدوم وفد المراقبين العرب.