شارك عشرات الآلاف اليوم في مسيرات حاشدة بمحافظة ذمار (وسط اليمن)،احتفلت برحيل صالح واعتبرته "أولى بشائر الانتصار"، فيما احتشد ثوار البيضاء بساحة ابناء الثوار لاحياء جمعة "من نصر الى نصر". شاهد فيديو وجابت المسيرات شوارع المدينة وهتفت بالوفاء لدماء الشهداء والجرحى والسير على دربهم ومحاكمة القتلة والمجرمين. كما هتف المشاركون بالحرية للمعتقلين وطالبوا بسرعة الإفراج عنهم ، ودعوا أبناء الشعب إلى وحدة الصف والاتجاه نحو بناء اليمن الجديد. وقد احتشدت الجماهير في شارع المعارض المحاذي لساحة التغيير لأداء صلاة جمعة "من نصر إلى نصر " ، حيث حيا خطيب الجمعة الشيخ يوسف الرخمي الثوار في مختلف الساحات والميادين وقوة صبرهم وقدرتهم على الصمود بعد عام كامل من الأداء الثوري متحدين كل الظروف والعقبات ماضيين بثبات وعزيمة نحو تحقيق الانتصارات الثورية ، مشيدا بثورتهم السلمية وحكمتهم في الالتزام بنهجها السلمي. وتطرق الشيخ الرخمي إلى ما انجزه الثوار من انتصارات خلال الثورة وقال وقفت دول عربية وغربية ودعمت صالح بالمال والسلاح ليقتلوكم ويقتلوا ثورتكم ، لكنكم أجبرتم العالم على الرضوخ لمشروعكم وثورتكم السلمية ، كما غيرتم نظرة الجنوبيين في وجهه نظرهم في الانفصال ، صاروا اليوم أكثر الناس دعوة الى الوحدة». ودعاء الخطيب الشعب اليمني إلى المشاركة الفاعلة في إنجاح الانتخابات الرئاسية وقال : «في 21 فبراير نطوي صفحة سوداء في تاريخنا ، فليهب الشعب لنخلع عن صالح الشرعية الدستورية ، كما دعا قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام الذين مازالوا يهتفون لصالح «أن هلم معنا لبناء الوطن ، فصالح أخذ الحصانة لنفسه وترك من يقفون معه ، وان فرط صالح فيكم نحن لن نفرط فيكم فانتم اخواننا ، أبقوا في المؤتمر باسم الوطن لا باسم الظالم». و حث حكومة الوفاق على العمل الجاد في تحقيق تطلعات الشعب اليمني وقال : «ان بوسعكم أن تقبلوا المعونات في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد ، لكن لا يسعكم في المستقبل أن تقبلوها ، نريد أن نبني المؤسسات ونبني الاقتصاد ونبني اليمن بخيراتها». البيضاء على صعيد آخر،احتشد الآلاف في ساحة أبناء الثوار بالبيضاء في جمعة «من نصر إلى نصر» ، مجددين العزم على الاستمرار في الثورة حتى تحقق جميع أهدافها ، مطالبين بمحاكمة صالح وأعوانه . وطالبوا برحيل المحافظ الذي يتهمونه ب"التواطؤ مع المسلحين وتسليم رداع ومحاولة اثارة الفوضى والفتنة والاقتتال داخل المحافظة" ، و"تسببه في تدهور الاوضاع بالمحافظة"، حسب تعبيرهم. وقال خطيب الجمعة الاستاذ محمد النعماني :«ان عهد الطغيان والاستبداد ولى الى غير رجعة وان طاغية اليمن رحل بفضل صمود الثوار في الساحات وسلميتهم التي انتصرت على أسلحة الدمار التي حشدها نظام المخلوع، وتمكن الثوار بالساحات من قهر المدرعات والدبابات والطائرات» . مشيرا الى «ان دماء الشهداء ستلاحقه وتطالبه ولعنة التاريخ ، مؤكدا ان دماء الشهداء لن تذهب سدى وأن إنتقام الله سيكون قريب لا محالة» .
وقال النعماني : «ان الثورة التي أسقطت نظام صالح تخوض اليوم مسيرة البناء الجديد للدولة المدنية على أنقاض دولة القهر والاستبداد التي تتهاوي أركانها تباعا بعد ترحيل صالح مجبرا بالإرادة الثورية خارج الوطن والتاريخ». مضيفاّ «ان معالم النصر والنجاح لهذه الثورة تلوح في الأفق وتتحقق في الواقع شيئا فشيئا وهي بحاجة منكم إلى مزيد من الصبر والثبات والتعاون ووحدة الصف ووحدة الموقف والتعاون في المتفق عليه والتزام الآداب والأخلاق الفاضلة عند الخلاف والتبشير بأن العسر يتبعه اليسر والشدة يتبعها الفرج» .