استبشر الحاج محمد فاضل بثورة 26سبتمبر وعاد من غربته في قطر بعد عامين من الثورة ليشارك في نهضة وطنه - حسب قوله – مركزاً على التعليم كأهم عنصر في نهضة الشعوب. بدأ في تعليم أبناء منطقته "نفيع" في مديرة النادرة محافظة إب تحت ظل الأشجار.. وبجهوده شُيدت مدرسة "الإشراق" حتى أصبحت مكتملة لجميع المراحل التعليمية، لكن من أسماهم بالمتنفذين والمخربين وقفوا أمام هذا المشروع العملاق بحرمان المدرسة من المستلزمات الأساسية إضافة إلى ترحيل المدرسين المتميزين واستبدالهم بمهملين . منذ 1968م إلى 2002 والحاج فاضل مديراً ومدرساً في مدرسة "الإشراق" ، وأحيل بعدها إلى التقاعد ثم حرمانه من راتبه بعد مقتل ابنه، حيث تعاون قتلة ابنه مع مدير المركز التعليمي في المديرية لصرفه عن المط البة بالقصاص من قاتلي فلذة كبده – حسب قوله – ، وتعرض الحاج فاضل لانتهاكات أكبرها حرمانه من راتبه الذي لا زال حتى اليوم يطرق أبواب المسؤولين لاستعادة مستحقاته . لم تكن كلماته وحدها مثيرة للشفقة، ملامح وجهه أيضاً تتحدث عن ألمه الذي عبر عنه بقوله: "بكيت دماً وأنا أتابع المسؤولين لاستعادة مستحقاتي" ، مشيراً إلى جملة أخرى كتبها العديد من المسؤولين في أوراقه مضمونها: "يُرجى النظر في موضوعه واتخاذ مايلزم" . تعاقب على معاناته أكثر من ثلاث حكومات ونظام بأكمله.. لكن هذا كله لم يغير مصطلح "اتخاذ الإجراءات اللازمة" منذ 12 سنة، وآخر مذكرتين كانتا لرئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة ومدير مكتب رئيس الجمهورية نصر طه مصطفى .. وذات التوجيه كان رداً على مذكراته.