الأمم المتحدة باتت أيضاً تشعر بضيقٍ من السعودية ومن تصرفاتها «غير المتّزنة». لقد حدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موعد «مؤتمر جنيف» في 14 من الشهر الحالي، من دون أن يشير في البيان الذي أصدره السبت الماضي إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2216 كمرجعية وحيدة للمؤتمر، بحسب رغبة الرياض. إنما أشار إلى كل القرارات الدولية والاتفاقات المتعلّقة باليمن. الرياض تريد من «جنيف» أن يطبق القرار الأخير وحسب لأنه يعوّضها في جنيف ما فشلت عن نيله في صنعاء. كذلك، لوحظ أن بان المستاء من السعودية لأسباب عدة، خفض تسمية «جنيف» من «مؤتمر» إلى «مباحثات» يمنية برعاية الأممالمتحدة. وفي ذلك دلالة على تقليص مستوى التوقعات رغم أن الوضع الإنساني في اليمن تجاوز شفير الكارثة منذ وقتٍ بعيد. لكن الأمين العام مستاء أيضاً من تصرفات السعودية، لأسباب مادية. فالسعودية تعهدت، قبل تعيين اسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثاً دولياً لليمن، تسديد كل النداء الإنساني لليمن بقيمة 274 مليون دولار، رابطةً هذه المساعدة بالتعيين. والأممالمتحدة التي تدرك مدى صعوبة جمع أموال في الوقت الذي تكاثرت فيه الكوارث الانسانية في العالم، قبلت المساومة، وعينته استجابةً لرغبة السعودية، لكن المبلغ لم يُدفع حتى اليوم بعد مرور أشهر على التعهد به، بل إن السعودية أبلغت الأممالمتحدة أنها ستتولى إرسال المساعدات إلى اليمنيين عن طريق ترتيباتها الخاصة من دون إشراف الأممالمتحدة. وهذا يعني أنها تريد استخدام المساعدات ورقة ضغط على اليمنيين لشراء الذمم، ولا سيما أن باع المملكة في هذا المجال طويل. فاللجنة الخاصة السعودية التي تضم أسماء مئات السياسيين اليمنيين هي المسؤولة عن توزيع «المكرمات الملكية» وشراء الذمم والولاءات في اليمن، حتى إن فسادها شمل حتى كبار يساريّي عدن ونواحيها. هذا الاحتيال على الأممالمتحدة هو الثاني من نوعه للسعودية خلال أقل من عام. في العام الماضي جاء عادل جبير، الذي كان سفير السعودية في واشنطن آنذاك، إلى بان كي مون حاملاً صكاً بقيمة 100 مليون دولار لتمويل مكتب «مكافحة الإرهاب»، وسلمه إياه على مرأى من وسائل الإعلام. لكنه اتضح فيما بعد أن مقر مكتب «مكافحة الإرهاب» يقع في السعودية نفسها، أي إن السعودية سلمت الصك في نيويورك لكي يُصرف في الرياض، ونالت السمعة المطلوبة بأنها «تحارب الإرهاب». اليوم يشعر بان بأن السعودية تلعب معه لعبة «غير شريفة». وكان المسؤول الدولي قد عبّر مراراً عن استيائه من القصف العشوائي ومن رفض الرياض تمديد الهدنة الإنسانية استجابة لطلبه، ولا سيما أن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية ينوء تحت أعباء مالية هائلة في أزمات تمتد من جنوب السودان إلى أفغانستان وبورما. هذا كلّه في العلن. أما في السرّ، فقد أدرك الأمين العام أن المبعوث الجديد الذي اختارته السعودية لا يتمتع بالمؤهلات اللازمة لتولّي المهمة. لقد ارتكب ولد الشيخ أخطاء فادحة في مساعيه وجولاته، ليس أقلّها أنه سأل السعودييين: «كم تريدون من الوقت لإتمام حملتكم؟». فهو يهادن الرياض على حساب أرواح اليمنيين، الأمر الذي أغضب «أنصار الله» وجعلهم يُضعفون تواصلهم معه. ولم يخرج ولد الشيخ بأي تصريح يدلّ على أنه صاحب موقف أو خطة سياسية لامعة بعدما أزيح عن المنصب جمال بن عمر الذي سجل نجاحات كبيرة وتميز بالمرونة والحنكة النادرتين. وقالت أوساط سياسية مطلعة في نيويورك عن ولد الشيخ إنه «يتخبط في مساعيه كالضائع». فالمهمة أكبر منه بكثير. هو يعمل على عقد مباحثات جنيف، وهو يدرك أن الاجتماع لن يكتب له أي نجاح بسبب شروط السعودية غير الواقعية.
من تقرير نزار عبود - الأخبار أخبار من الرئيسية عاجل من قناة المسيرة الفضائية عندما يصبح "سكود" "كاتيوشا" في قاموس حسناوات العربية : الإعلام الحربي في مهمة إستثنائية وجنود الكبسة كومبارس الأدوار الثانوية نصر الله: حرب اليمن سترسم مستقبل المنطقة واليمن بحاجة إلى الدعم الصادق وقول الحقيقة للعالم بسبب التضليل الإعلامي الهائل «أنصار الله» يحاورون موسكو... ويهاجمون بحاح