فيما اعتبره مراقون تطوّرا أذهل الدوائر الدولية وجعلها تلغي مؤتمر جنيف حول اليمن، الذي كان مقرراً في 28 مايو أيار الحالي، فرضت الرياض شروطاً على المشاركة اليمنية، من النوع الذي يعد إهانة للأمم المتحدة لا للشعب اليمني وحده. وطبقا لصحيفة الاخبار اللبنانية فان الشروط، التي وضعتها الرياض أثناء زيارة مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، فاقت كل التصورات، ذلك أنها طلبت اختيار المشاركين وإدارة المؤتمر وتوجيه دفّته وتحديد نتائجه قبل انعقاده، الأمر أرغم الأمين العام للأمم المتحدة صاحب الدعوة إلى إرجاء المؤتمر، بسبب شعوره بالإهانة المتكررة. بان كي مون كان قد طالب مراراً بوقف إطلاق النار في اليمن، وأعرب عن استيائه من عدم التجاوب، واليوم يواجه تعنّتاً سعودياً دفعه إلى تجميد مبادرته، بينما بدأت الكارثة الإنسانية تعضّ الجسم اليمني، برغم تدفّق بعض المساعدات، التي كان جزء منها يقصف بعد وصوله إلى المستودعات. وهكذا بات مؤتمر جنيف في حكم المؤجل، بعد إيقاف الفريق المعني بتنظيمه، من السفر إلى جنيف.. إذ أن الفريق كان سيسافر ليل الأحد، وألغى حجوزاته في اللحظة الأخيرة. من جانبه كتب مسئول العلاقات الخارجية لانصارالله في اليمن حسين العزي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي جملة تساؤلات ، وقال "لماذا أصرت السعودية على إفشال المبعوث الأممي الجديد من أول يوم ؟ وما هو السر في الإصرار السعودي على الإستخفاف بمساعي الأممالمتحدة وتحضيراتها لحوار جنيف وكذا الإصرار على إعاقة وعرقلة كل هذه المساعي ؟ ولماذا قبلت الأممالمتحدة أن تنال السعودية وحلفاؤها من مصداقية أمينها العام وجهوده الصادقة التي يبذلها من أجل السلام ؟ وما مدى خطورة استمرار العدوان السعودي وانتهاكاته المستمرة للقوانين والمواثيق الدولية وكل القيم الإنسانية المشتركة على مكانة الأممالمتحدة لدى شعوب العالم ؟ والى أي مدى يمكن لمثل هذه السياسة السعودية أن تستمر في مجافاتها وتحديها للمنطق والعقل والقيم ؟". وأضاف يقول "هذه التساؤلات تمثل فقط جزءا بسيطا من سلسلة تساؤلات طويلة ماتزال معلقة في أروقة ومكاتب الأممالمتحدة ولا يدري أحد في هذا العالم الى متى ستظل معلقة ودونما جواب .. لذلك فإن قدر شعبنا أن يستمر في نضالاته الكبيرة إنتصاراً لنفسه وللإنسانية جمعاء ، تلك رسالته وهذا دوره وإنه لأهل لتلك الرسالة وهذا الدور .. والعاقبة للمتقين".