في أمسية تحدث فيها أ. ناصر عبدالله سرور: اتحاد الأدباء بالمكلا يستضيء بصفحات من تجربة د. سعيد عبدالخير النوبان نجم المكلا / المكلا – خاص: للمرة الثانية تحتفي سكرتارية اتحاد الأددباء بالمكلا بالقامة التربوية والأكاديمية الراحلة أ.د. سعيد عبدالخير النوبان، إذ خصصت أمسية الأربعاء: 23 مايو 2012 لإضاءة جوانب من تجربته الشخصية والعملية إدارياً وأكاديمياً، مستضيفة أ. ناصر عبد الله سرور الذي تحدث عن النوبان نشأةً وتعليماً وتأهيلاً منوهاً بتميزه منذ الصغر، وبروز علامات الاستثنائية في شخصيته منذ وقت مبكر، سواء في بداياته الأولى أو في المدرسة الوسطى، أو كلية عدن أو في السودان أو ما تلاها من مراحل انطلاقه في مجالات البحث العلمي والإدارة الكفؤة، والعمل في مجال التربية والترجمة والتاريخ بوصفه عالماً وخبيراً مشهوداً له محلياً وعربياً ودولياً. حديث أ. سرور كان إضاءات وإشراقات على درب طويل قطعه النوبان بالجد والاجتهاد والمثابرة والتواضع، ولذلك كانت بصماته واضحة للعيان في كل مجال عمل فيه سواء في التربية والتعليم أو الجامعة أو المنظمات الإقليمية والدولية. وقد أعقب حديث أ. سرور مداخلات وتعقيبات من عدد من الأساتذة الحاضرين نوهت بالدكتور النوبان علماً من أعلام حضرموتوالجنوب، ووضعت اقتراحات للتحضير لاحتفاء نوعي به في ذكرى رحيله التي توافق 24 يونيو القادم. إضاءات عن أ.د.سعيد عبدالخير النوبان: ولد الأستاذ الدكتور سعيد عبدالخير النوبان سنة 1935 في حضرموت، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط. وأكمل تعليمه الثانوي في عدن. وتحصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الخرطوم، وعلى دبلوم عال في الإدارة التربوية من جامعة ريدنيك البريطانية. ومن أكاديمية برلين في ألمانيا حصل على دكتوراة في التربية. أما حياته العملية فقد بدأها في سيؤن حيث عمل هناك في نهاية الخمسينات من القرن الماضي في مكتب (ورشة) التنمية الزراعية التابع لإدارة مستعمرات عدن الشرقية. ثم انتقل إلى المكلا وعين مساعدا ثم نائبا لناظر المعارف. وفي تلك الفترة تولى كذلك منصب سكرتير نادي الشباب الثقافي في المكلا.وبعد طرد المستعمر البريطاني من جنوب الوطن عيّن الأستاذ وكيلا لوزارة التربية التعليم في عدن. وخلال عقد السبعينات من القرن الماضي ظل وزيرا للتربية والتعليم سنوات عدة إلى أن عين رئيسا لجامعة عدن سنة 1978. وفي الثمانينات انتخب عضوا في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى وانتخب عضوا في أول مجلس نواب في دولة الوحدة سنة 1990. لهذا لن يختلف اثنان في أنّ الأستاذ الدكتور سعيد عبد الخير النوبان كان إحدى أبرز الشخصيات التربوية والأكاديمية والعلمية في اليمن. فهو، من خلال عمله في مختلف المستويات التعليمية والقيادية في وزارة التربية والتعليم، أسهم في وضع اللبنات الأولى في الصرح التربوي في المحافظات الجنوبية من اليمن. ومن المعلوم أنه في أثناء توليه أعلى منصب قيادي في تلك الوزارة قد رفض الانصياع لكثير من المزايدات والهتافات والإجراءات الحزبية والسياسية التي اتخذت بعد تنحيه من الوزارة وأثرت سلباً في مستوى التعليم الأساسي والثانوي ومخرجاته لسنوات عدة.وبعد انتقاله إلى إطار التعليم الأكاديمي، شهدت جامعة عدن خلال سنوات رئاسته لها تطوراً كبيراً في مختلف المستويات الإدارية والعلمية والبحثية؛ فهو قد أسهم في وضع جزء كبير من الهياكل الإدارية للجامعة ولوائحها ونظمها الأكاديمية التي ساعدتها على اكتساب شهرة طيبة على المستويين العربي والعالمي منذ مطلع الثمانينات. وحتى يوم وفاته يوم الخميس الماضي، ظل – بالإضافة إلى عمله مستشاراً لمجلس جامعة عدن- يواصل عطاءه باقتدار في إطار قسمه العلمي: قسم التربية وعلم النفس في كلية التربية عدن حيث بذل جهودا كبيرة من أجل إيجاد قاعدة سليمة لدراسات الدكتوراه التي بدأت في هذا القسم منذ بضع سنوات. وبالإضافة إلى إسهاماته تلك، دأب الأستاذ د. سعيد عبد الخير النوبان على كتابة الأبحاث العلمية لاسيما في مجالي التربية والتعليم العالي. كما أسهم في تأليف كتابي "التربية والمجتمع" و"تطور التعليم العالي في اليمن". وقام الأستاذ النوبان كذلك بنقل عدد من النصوص التربوية والتاريخية المرتبطة باليمن من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية. فهو قد قام في الثمانينات من القرن الماضي، بالاشتراك مع أحمد زين العيدروس ومسعود عمشوش، برفد المكتبة اليمنية والعربية بكتاب تاريخي مرجعي في غاية الأهمية إذ أنه يتضمن أول ترجمة عربية لمجموعة من "الوثائق والمعاهدات البريطانية-اليمنية، دار الهمداني للطباعة والنشر". وفي الثمانينات أيضاً صدرت الطبعة الأولى من كتاب "حول مصادر التاريخ الحضرمي" الذي يحتوي على ترجمة قام بها د. سعيد النوبان لخمس دراسات مهمة للباحث المستعرب البريطاني روبيرت سيرجانت. في مقدمة هذا الكتاب يتناول النوبان أهمية الترجمة والدور الذي ينبغي على الجامعة أن تضطلع به للنهوض بها والإشراف عليها وتوجيهها؛ فهو يرى "إنّ الاهتمام بمسألة الترجمة العلمية ينطلق من اقتناع الجامعة بأنها الصرح الأكاديمي الذي يفترض أن يخطط لمجموعة الدراسات التي ترى ضرورة ترجمتها.. ولعل في التاريخ العربي الإسلامي خير ما نستدل به على أهمية الترجمة في التقدم العلمي. ففي العصر العباسي اهتمت الخلافة بالترجمة من تراث الأمم التي سبقتهم في فنون احتاجوا إليها في زمانهم". وفي تلك المقدمة يؤكد النوبان أيضاً على ضرورة اطلاع الباحث العربي اليوم على الكم الكبير من الدراسات والنصوص المختلفة التي كتبها الأجانب عن بلادنا وعلى إسهامه في "نقل بعضه إلى طلاب العلم والمعرفة أو تعريفهم به على أقل تقدير". http://www.facebook.com/pages/رابطة-محبي-الفقيد-سعيد-النوبان/116692555111201