بلغة مناطقية "تشطيرية" صريحة، خص بيان أصدرته أحزاب اللقاء المشترك من وصفهم ب"أبناء المحافظات الجنوبية" بمطالبة السلطات "بضرورة حل مشكلة المطالب الحقوقية والوطنية" لهم، معلنة تأييدها للمسيرات والاحتجاجات، فيما تحدث بلسان حال الشعب اليمني – وليس اللقاء المشترك- ليعبر عن "خيبة أمل المواطنين اليمنيين فيما تم الإعلان عنه من مبادرة"،رئاسية، وأعتبرها هروبا من مواجهة الاستحقاقات الوطنية الراهنة المتمثلة بضرورة حل مشكلة المطالب الحقوقية والوطنية لأبناء "المحافظات الجنوبية". كما أكد البيان – الذي خلا تماماً من أي ذكر ل"المحافظات الشمالية"- على "أن الإصلاح الانتخابي هو المدخل الحقيقي للإصلاح السياسي"، داعياً إلى "معالجة موجات ارتفاع الأسعار ومواجهة البطالة والفقر المتفشي في المجتمع والوقوف بجدية وبرؤية سريعة لحل هذه المشكلات والاستجابة للمطالب الشعبية ومكافحة الفساد واتخاذ إجراءات صارمة بشأنه". واتهم وسائل الإعلام "المملوكة للدولة" بأنها "خالفت الدستور والقانون بما تناولته ونشرته خلال هذا الأسبوع والأسابيع الماضية"، محذراً "هذه الوسائل التي فرغت نفسها للهجوم على أحزاب المشترك وقياداته ومهاجمة المواطنين والمسيرات السلمية والتظاهرات الدستورية، وحولت مبادرة الرئيس إلى ملهاة شعبية ومأساة سياسية"، مهدداً برفع الدعاوى على هذه الوسائل الإعلامية. كما أشار اللقاء المشترك في بيانه إلى مفردات المبادرة الرئاسية، وأعتبر أن ما جاء فيها واحتوته قضايا مطروحة على أجندة الحوار وقد تم التوقيع عليها في الوثيقة التي أعلنتها الأحزاب وكل وسائل الإعلام في 16 يونيو الماضي، وأعاد الاجتماع التأكيد على تمسك المشترك بالحوار الجاد والصادق والنزيه وفي إطار القضايا والضوابط التي تم التوقيع عليها, وجدد مواقفه السابقة المطالبة بأن تقدم كل الرؤى والأفكار والمبادرات إلى طاولة الحوار، وان اللقاء المشترك يتعامل مع ما قدم أو ما سيقدم من ناحية مسئوليته الوطنية واحترام التزاماته ودفاعه عن الحقوق والمطالب الشعبية والجماهيرية. وجدد المشترك- في بيانه الذي أصدره في أعقاب اجتماع مساء أمس الأحد- دعوته للسلطة والمؤتمر الشعبي العام إلى الوقوف بجدية ومسئولية أمام المطالب الوطنية الاقتصادية والشعبية والوطنية الراهنة، وكذا دعوتهم للحوار الجاد وفق الضوابط التي تم الاتفاق حولها. كما ناقش الاجتماع التطورات الخطيرة على الصعيد القومي والإقليمي وفي المقدمة توصيات مجلس الشيوخ الأمريكي الخاصة بتقسيم القطر العراقي الشقيق، وعبر الاجتماع عن استنكاره لهذا القرار ولهذه السياسيات، وحذر الإدارة الأمريكية من مغبة تقسيم العراق, ودعا الشعب العراقي وقوى المقاومة إلى تفويت الفرصة على هذا المخطط الخطير، كما دعا الحكومات العربية إلى تحمل مسئولياتها الدينية والقومية والسياسية تجاه ما يشهده العراق وشعب العراق من مؤامرات بدأت بالاحتلال تستهدف شعبه وكيانه وتستهدف الأمة بكل أقطارها، هذا ومن المتوقع أن تواصل هيئات المشترك اجتماعاتها هذا الأسبوع استعداداً لعقد مؤتمرا صحفياً يعقده المجلس الأعلى للإعلان عن رؤيته ومواقفه مما يستجد خلال هذا الأسبوع.