فجر محمد يسلم بشير- أبرز قيادات وخطباء التجمع اليمني للإصلاح بسيئون- استياءً شديداً جداً لدى أبناء سيئون من محافظة حضرموت، فيما عصف الخلاف في أوساط حزبه على خلفية خطبة منبرية أعدها لصلاة الزينة، وحصر الترحم على أرواح شهداء الثورة فيها على عناصر الحزب الاشتراكي فقط، متنكراً لجميع الآخرين. وأوضحت مصادر محلية مطلعة ل"نبأ نيوز": إن عدداً كبيراً ممن حضروا صلاة العيد بمصلى سيئون العام غادروا المصلى في منتصف الخطبة بعد أن ترحّم الخطيب على شهداء الثورة، وحصر الذكر على الشهيد غالب لبوزة ورفاقه من عناصر الحزب الاشتراكي ضمن ما كان يسمى ب"الجبهة القومية" فقط متجاهلاً كل الأسماء الأخرى. وأشارت إلى: أن محمد يسلم بشير كان أحد قادة الجبهة القومية قبل انضمامه لحزب الإصلاح، وتحوله إلى القيادي رقم واحد على مستوى منطقة الوادي والصحراء بحضرموت، والمسئول الأول عن توزيع الخطب المنبرية المركزية لبقية أئمة وخطباء الإصلاح، وهو الأمر الذي تم تفسيره على أنه "حنين للماضي" و"تعصب" للانتماء الأيديولوجي السابق. وحول طبيعة الخلافات التي انفجرت في أوساط نخب الإصلاح، كشفت شخصية بارزة في فرع حزب الإصلاح بسيئون ل"نبأ نيوز": أن خطبة محمد يسلم بشير أعادت فتح الجدل أمام المعارضين "المتشددين" لقبول عناصر الحزب الاشتراكي في عضوية الإصلاح، والذين يشككون بولاء أصحاب "الأيديولوجيات العلمانية"، مشيرة إلى أن ما حدث يؤكد صوابية رأي من تصفهم قيادة الإصلاح ب"المتشددين". وكشف المصدر نفسه: أن محمد يسلم بشير كان يشغل منصب رئيس الدائرة الإيديولوجية للجبهة القومية في سيئون، وهو أول من استقدم كتب "ماوتسي تونغ" و"لينين" إلى مكتبة الجبهة القومية، متسائلاً: "كيف بالله تمنحه قيادة الإصلاح كل هذه الثقة، والمسئوليات وهذا هو ماضيه"؟ ونوه إلى أن "المسألة الدينية مختلفة عن المسألة السياسية والحزبية، ولا يجوز الخلط بينهما تحت أي مسوغ أو مصلحة كانت.. فلا ينبغي تعريض العقيدة الدينية لمسخ حزبي، وتسييس، وتدليس- كما هو حاصل اليوم عندما يتنكر الخطيب لشهداء الأمة اليمنية، ويهب فضل الشهادة لمن شاء ويحجبه عمن يشاء". وبحسب المصادر المحلية فإن الانتقادات الشديدة، والجدل الواسع الذي فجرته خطبة محمد بشير يوم العيد، ثم عاد لمثل قولها في خطبة الجمعة الماضية، زجت عناصر حزب الإصلاح المصنفين تحت وصف "متشددين" في مواقف محرجة للغاية، ودفعتهم إلى تصعيد مواقفهم داخل تنظيماتهم، وهو الأمر الذي استدعى تدخل قيادات عليا في الإصلاح لمحاولة تهدئة الوضع، والتي من المتوقع أن تعقد لقاءً في سيئون خلال نهاية الأسبوع الجاري.