تعز.. مليشيا الحوثي تشن هجوماً على قرية في ماوية وتختطف عدداً من المواطنين    مجلس الوزراء يقر استراتيجية الدين العام وإجراءات لمعالجة أزمة الخدمات    حضرموت تشهد إشهار جمعية مهنية جديدة للسياحة والسفر    جنوب أفريقيا توقع اتفاق قرض ب1.5 مليار دولار مع البنك الدولي    لاعب ليفربول الإنجليزي السابق لالانا يعلن اعتزاله كرة القدم    على خطى الريال.. برشلونة يقترب من صفقة مميزة    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    مليشيا الحوثي تشن حملة اختطافات واسعة في محافظة إب    النصر يتخلَّى عن مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي    استشهاد امرأة برصاص قناصة مليشيا الحوثي غربي تعز    بين النجاح والفشل غلطة    "DF-41".. صاروخ صيني يربك الحسابات الأمريكية    الثعابين تغزو عدن    سي إن إن : مخزون اليورانيوم في إيران لم يدمر وأجهزة الطرد سليمة    برشلونة يعلن موعد العودة إلى كامب نو    مصر تمنح 6 مناطق لشركات عالمية للتنقيب عن الغاز    البرلمان الإيراني يعلّق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    ضمن خططه الاستراتيجية لتطوير كرة القدم النسائية.. "كاترينا فاليدا" تقود أخضر الناشئات    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    عينيك تستحق الاهتمام .. 4 نصائح للوقاية من إجهاد العين في زمن الشاشات والإضاءة الزرقاء    رفع السيارات المتهالكة من شوارع الأمانة    جرعة سعرية ثالثة على البنزين في عدن    مناقشة مستوى أداء مكتب هيئة الأوقاف بمدينة البيضاء    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    كيف تمكن الموساد من اختراق ايران ..والى أي مستوى وصل    افتتاح مشاريع زراعية وسمكية بأمانة العاصمة بتكلفة 659 مليون ريال    طارق سلام:عدن تعيش حالة عبث غير مبرر    فلامنجو يفرض التعادل على لوس أنجليس    90 مليونا.. بطاقة خروج رودريجو من الريال    الشاعر المفلحي.. رافعات الشيادر روحن فوق جيل الديس    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    الجنوب.. الحوثي والشرعية وما بعد تأثير إيران    استشهاد بطلين من القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع الحدودية    تفاصيل إخماد تمرد في معسكر القوات الخاصة بلحج    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد خطة عسكرية ضد "انصارالله"    اليمنية توضح تفاصيل حادث عرضي لطائرة في مطار عدن    إدارات أمن عدد من مديريات إب تحيي ذكرى الولاية    تاريخ المنطقة خلال سبعة عقود تم تلخيصه في عامين    الأندية المغادرة والمتأهلة لثمن نهائي كأس العالم للأندية    إصابة 7أشخاص بحادث مروري بذمار    الوزير الزعوري يشيد بمشاريع هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية وجهودها في دعم الفئات المحتاجة    الصحة الإيرانية تعلن استشهاد 44 سيدة و13 طفلاً في هجمات الكيان الصهيوني على إيران    "حققنا هدفنا".. الحكومة الإسرائيلية تعلن رسميا سريان وقف إطلاق النار مع إيران    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    موقف غير أخلاقي وإنساني: مشافي شبوة الحكومية ترفض استقبال وعلاج أقدم كادر صحي في المحافظة    هلال الإمارات يوزع طرود غذائية على الأسر الأشد فقرا بشبوة    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    هيئة الآثار والمتاحف تسلم 75 مخطوطة لدار المخطوطات بإشراف وزير الثقافة    الشعر الذي لا ينزف .. قراءة في كتاب (صورة الدم في شعر أمل دنقل) ل"منير فوزي"    الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    مرض الفشل الكلوي (9)    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    الحديدة و سحرة فرعون    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي سيف: القاعدة هي المشروع الوحيد المؤهل لمليء فراغات الساحة
نشر في نبأ نيوز يوم 23 - 01 - 2008

أوضح الأستاذ علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية أن ما يحدث في الجنوب قضية خطيرة ومؤشر يتحدى الميزة الإستراتيجية اليمنية وهي ميزة الواقع.
وقال: إذا ما تطورت الأوضاع في الساحة الجنوبية وانساقت بعض الأطراف في السلطة أو في المعارضة وراء مغامراتها وتصلبها وعدم حكمتها، وبلغنا مرحلة من انهيار الدولة فإن القاعدة هي المشروع الوحيد المؤهل لملىء الفراغات.
وأضاف: الأوضاع الاقتصادية في اليمن تتدهور بشكل تاريخي والمعاناة والشحة لصيقة بنا منذ القدم، متمنياً وجود عملية صمود ووقف للنزيف والتدهور الحاصل، الذي لن يتحقق إلا من خلال استشعار كل القوى السياسية بمسؤوليها وإيمانها بالآخر، وتغيير مواقفها السلبية وصياغة رؤية وطنية جديدة تقوم على الشراكة والمواطنة المتساوية.
وعبر علي حسن عن أسفه لتدهور مستقبل العلاقة بين السلطة والمعارضة بشكل مستمر نتيجة لفقد الثقة وتجاوز وإقصاء الآخر السياسي.
وحول رؤيته لتضاريس الاستحقاق الانتخابي القادم قال ستكون الحملات الانتخابية أقسى مما شهدناه، ولكن في الواقع لن يكون هناك تغيير كبير.
حوار: خالد العلواني
* أستاذ علي: يلاحظ اليوم وجود مسحة من اليأس والإحباط في أحاديث كثير من السياسيين وقادة الرأي.. برأيكم ما سر ذلك ؟
السبب هو التكرار، عندما نكرر أنفسنا وتتكرر الأحداث، ويكون ما نقوله اليوم نفس الذي قلناه قبل سنة أو سنتين أو خمس، بالتأكيد سيصل الإنسان إلى الإحباط، والسبب أننا مدرسين في ثقافتنا، ومناهج تفكيرنا، لا نحاول تجاوز الثقافة المدرسية التي تعودنا عليها ونشحذ تفكيرنا بصوره إبداعية، ونعيد صياغة رؤانا وتفكيرنا.
* بواعث اليأس.. مكونٌ ثقافي أم عوامل موضوعية؟ اليمن الجديد لا يعني أنه أكثر نهضة اقتصادية.
بالتأكيد الأسباب الموضوعية هي الأصل؛ اليمن معروف تاريخياً بأنه بلد شحيح الموارد جداً و كان كلما فاض به سكانه هاجروا منتشرين في الأرض بحثاً عن موارد جديدة، الآن لم يعد هذا ممكناً، وها قد امتلأ اليمن بسكانه واستنفذنا معظم مواردنا الطبيعية، والحلول ليست مجرد صياغات نظرية فهذه الصياغات لا تستطيع أن تحل مشكلة الجفاف، مشكلة نفاذ النفط،.. إلخ، قد نستطيع أن نواجهه الفساد أو قضايا أخرى بالسياسة لكن في الأخير القضايا الإستراتيجية، قضايا الموارد الطبيعية، قضايا التنمية تحتاج إلى جهد عملي أكثر منه إلى التنظير والرؤى السياسية النظرية.
* نفهم من كلامك أن مسحة اليأس تعني نوعاً من الواقعية، ومعرفة بطبيعة!! وكم التحديات التي أمامنا وبالإمكانات المتوافرة والتي هي قطعا غير قادرة على التعاطي الإيجابي مع هذه التحديات؟
معرفة التحديات، وعدم المقدرة على التفكير بأساليب عملية لمواجهة هذه التحديات، ومعرفة ضعفنا ومحدودية إمكانيتنا للمواجهة .قضية الانتقال من مشروعية إلى أخرى مهمة وطنية
* المخاطر المترتبة جراء تموضع اليأس في صفوف النخبة التي يعول عليها في إحداث التغيير؟
المخاطر بالتأكيد كبيرة جداً جداً، وأخشى أن نصل إلى مرحلة نكون فيها قد فقدنا مزيداً من الأدوات التي لا زالت متاحة أمامنا للمعالجة.
* مشروع ومتطلبات التغير؟
- تحفيز واستفزاز غريزة البقاء والمقاومة عند القادة، عند الأحزاب، عند المجتمع بشكل عام؛ لأن القضية الآن أصبحت بالنسبة لنا قضية بقاء، وأن نبلغ مرحلة من اليقين أن الآثار والصعوبات الاقتصادية لا تمس أو تخص جهة بعينها، أو مجموعة بعينها، وإنما تضر وتؤثر على الجميع، وأن نقتنع أننا جميعاً مطالبون بمواجهة التحديات، والاجتهاد و التفكير، وأننا جميعاً مطالبون بأن نكون كما نحن، كل واحد منا يحتفظ بهويته الذاتية كما هي.
نعم، كل منا يحاول أن يغير الآخر ليصبح شبهة، لن نصبح شبه بعض حتى ولو حاولنا لأن هذا يتصادم مع طبيعة الوجود.
* أستاذ علي من خلال تتبعكم لما يعتمل في الساحة الوطنية ما الحقائق والقناعات التي توصلتم إليها؟
أبرز القضايا الأكثر حدة هو ما يحدث في الساحة الجنوبية، هذه قضية خطيرة ومؤشر يتحدى الميزة الإستراتيجية اليمنية، وهي ميزة موقع اليمن، فإذا ما مس هذا الموقع أو فقد دوره فإن هذا خطر جداً.. دعني أنظر في الخارطة أمامي وأرى ذلك المنظر الممتد من شبوة إلى المهرة في حدود عمان ستجد مساحة من الأرض منخفضة السكان، أجزاء منها خالية و مفتوحة على البحر المفتوح ومفتوحة من الجهة الأخرى على حدود صحراوية رملية مع المملكة العربية السعودية ومع عمان، ما أتمناه هو جود عملية صمود ووقف للنزيف والتدهور.
هذه المنطقة إذا ما تطورت الأوضاع في الساحة الجنوبية وانساقت بعض الأطراف في السلطة أو في المعارضة وراء مغامراتها وتصلبها، أو وراء عدم حكمتها وبلغنا مرحلة من انهيار أو وجود الدولة أو الأمن في تلك المنطقة. من المؤهل ليملأ ذلك الفراغ ؟ ! هل توجد منظومة اجتماعية سكانية قبلية أو غير قبلية متماسكة قادرة علي تغطية ذلك الفراغ؟ أشك في ذلك، هل توجد أحزاب سياسية مشروعة قادرة على تغطية ذلك الفراغ؟ أشك في ذلك!! إذن من المتربص بالمنطقة ويبحث له عن موطئ قدم بمثل تلك المزايا؟؟ لا أحد غير تنظيم القاعدة!! فسيجد في ذلك الموقع موطناً ممتازاً يستطيع أن يتنقل من خلاله ما بين دول الخليج والبحر بسهولة،
* يعني كلامك أن ما يجري في الجنوب أبعد من مسألة المطالبة بالحقوق؟
لا.. هي مطالبة بالحقوق، ومواجهة لهذه المطالب، هما طرفان يعملان، ولن يحصل انهيار أو ضعف إلا بتصرفات غير صائبة من الطرفين، وبالتالي فالمسؤولية مسؤولية الطرفين، قد تكون نظرة المطالب بالحقوق ونظرة المقاوم لهذه المطالبة محدودة في معايير محلية ذاتية ضيقة جداً، لا يأخذ في الاعتبار النتائج التي قد تحصل دون إرادته، النتائج التي قد تحدث بدون قصد، التي قد تحصل بذاتها، وتفلت الأمور من بين أيدي الجميع ولا يصبح بمقدور أحد تجنبها.
* بمعنى أن منبع الإشكال أو الخطر لا يكمن في طبيعة المطالب وإنما في التفاعلات المتولدة من التعاطي الجدي مع الحقوق؟
الخطورة في التفاعلات، هو عدم الصوابية أو عدم الحكمة والحصافة من الطرفين، المطالب للحقوق والمجابه أو المتعامل مع هذه المطالب.
* هل نفهم من كلامك عن الفراغات وملاها أنك تخشى من وجود محاولات لأحياء المشاريع الصغيرة على الساحة الوطنية؟
هي ليست مشاريع صغيرة هي مشاريع دولية عالمية، القاعدة ليست مشروع صغير، القاعدة أممي، منضومة عالمية ليس لها حدود وليس لها وطن.
* لماذا القاعدة بالذات ؟
لأن القاعدة هو المشروع المؤهل الوحيد اليوم في المنطقة ليملأ الفراغات حيثما وجدت فراغات وأرتخاء، من يملأها . تملأها القاعدة أو الاختلال.
* وأين يحتمل أن تحدث الفراغات؟
المناطق الجنوبية مقسمة إلى جزئين جزء توجد به كثافة سكانية ولا اعتقد إمكانية حدوث فراغات فيه، وهي المناطق الغربية وجزء خفيف الكثافة السكانية، وهو واسع وممتد، حدود مفتوحة هنا أخشى أن تحدث الفراغات.
* طيب أستاذ/ من خلال فهمي القاعدة فكر يحمله أناس في أوطان عدة وبالتالي فإنه لا ينقصها الأرض حتى تنطلق أو تسعى لملأ الفراغات هنا وهناك؟
- ممكن أن تنفذ مشروعها حتى في ظل دوله، هي تقاتل على مستوى العالم ووجودها غيرمشروع في كل دول العالم.
* ومع ذلك تتواجد ؟
- تتواجد، لكنها تبحث عن فراغات جديدة، هاهي موجودة في فراغات الصومال، هاهي موجودة في فراغات أفغانستان وباكستان، هاهي وجدت في العراق، فهي توجد دائماً أينما وجدت الفراغات.
* بنظرة متفائلة أليس متوقعاً أن يحدث تغييراً للأفضل من خلال هذا الحراك المطلبي؟
ممكن ولكن التنبيه للقضايا الخطيرة هو من أجل ترشيد المواقف، ترشيد موقف المطالبين، وترشيد موقف المقاومين.

* من خلال؟
من خلال أن تكون الأمور مدروسة ومنضبطة من الطرفين.
* لكن البعض يرى أن السياق السياسي والاقتصادي الحالي سياق مأزوم وصانع الأزمات وبالتالي فهو المسؤول عما يجري اليوم في الوطن؟
- القضية ليست قضية سياق مأزوم الاقتصاد هو حقيقة طبيعية الطبيعة اليمنية في الأصل طبيعة شحيحة، نحن نتحدث عن حوالي 300،000 برميل من النفط يومياً جزء منها ما زال يدفع للشركات، بينما السعودية كواحدة من دول الجوار تتحدث علي عشرة مليون، كم سكانهم و كم سكاننا؟ فشحة الموارد إضافة إلي الانفجار السكاني، بالإضافة إلى البنية الأساسية، هناك عوامل كثيرة .الأوضاع في اليمن تتدهور اقتصادياً بشكل تاريخي طويل.
* لكن أليس هناك من إمكانيات للنهوض الحضاري في ظل هذه الشحة فاليابان مثلاً لا يوجد لها أي مقوم طبيعي ومع ذلك هي في القمة ..؟
اليابان لديها مستوى إنساني مؤهل لا يقارن بأي بلد في العالم هل لدى المواطن اليمني اليوم هذا التأهيل ؟ انظر حواليك تجد أن فرص عمل كبيرة جداً متوفرة لأجانب في اليمن لعدم وجود كفاءات مهنية يمنية بالإضافة إلى السياسات أو غيرها، ما أقوله اليوم نحن لا نتوقع وليس منطقياً أن نكون طموحين للحديث عن انبعاث حضاري، ما أتمناه هو وجود عملية صمود ووقف للنزيف والتدهور وأن نبدأ بإعادة تصليب الذات، بناء الذات لكي نستمر ونساير الآخرين في مستوانا، لن نسبق لن نتطلع لان نصبح قادة للحضارة في المنطقة.
* وهل يتحمل نظام التعليم والتثقيف مسؤلية بقاءنا في هذا الدرك من التخلف؟
مسؤولية الجهات كاملة ليس فقط النظام التعليمي، النظام الإداري، نظام الدولة، نظام الأحزاب، منظومة القيم، وفي طبيعة الإنسان، في عملة، في الاقتصاد، وفي الجهد الذي يبذله. كل هذه العوامل متداخلة مع بعضها البعض.
أنظر حواليك في القرى اليوم، في العادة معظم دول العالم التي لا تعتمد على موارد مركزية مثل النفط، تجد أن القرية والريف يمول المدينة بكثير من المنتجات، اليمن الوحيدة من بين الدول التي لا تمتلك موارد مركزية ضخمة. الريف يعتمد على تمويله لاحتياجاته من المدينة والمدينة تأتي بها من الخارج نحن نستورد كل شىء.
* ومع ذلك فهذا الاختلال ربما يكون ناتج عن غياب العدالة في توزيع الخدمات ومشاريع التنمية بين الريف والمدينة؟
ليست المشكلة في التوزيع، لكن مواردنا بشكل عام محددة، ثم أننا تأثرنا بثقافة وقيم دول الخليج المجاورة ونحن لا نمتلك مواردهم الاقتصادية.
* هل يعني هذا أننا لن ننتقل إلى اليمن الجديد ما لم نكن في مستوى التغيير المنشود؟
- اليمن الجديد لا يعني أنه أكثر نهضة اقتصادية كبيرة، اليمن الجديد هو يمن متوازن متماسك لا ينزف، ولا ينهار، ولا يتراجع.
* فيما يتعلق بالحاله المعتملة اليوم في الساحة، البعض يرى أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لطبيعة النظام السياسي. ففي ظل النظام الذي يضعف دور البرلمان ويمنح الرئيس صلاحيات واسعة تغدوا المظاهرات إحدى الوسائل القليلة المتاحة للمعارضة.. ما تعليقكم على هذا التوصيف؟ هذا بحث عن كبش فداء.. الاوضاع في اليمن تتدهور اقتصادياً بشكل تأريخي طويل لم تكن في يوم ما في العهد القريب منتعشة اقتصادياً مع أختلاف أنظمة الحكم في الشمال والجنوب، المعاناة والشحة الاقتصادية لصيقة بتاريخنا منذ القدم، تاريخنا الغابر القديم جداً الذي يتحدثون عنة ولا نعرف حقيقتة الذي كان يعتمد على تجارة الترنزيت، نحن لم نكن ننتج لا البخور ولا الحرائر، ولم نكن نستهلكها كنا فقط منطقة مرور،عندما تغيرت طرق المرور أنتهى دورنا.
* من المعروف أن إدراك شرعية المطالب وإمكانية القبول بها من الطرف الآخر هو ما يجعل الإضرابات والاحتجاجات ذات معنى.. فهل يعني عدم تعاطي الحكومة بشكل إيجابي مع هذه المطالب محاولة لإفراغ الحراك الاجتماعي المطلبي من معناه ؟
لا فالحكومة قدراتها محدودة بطبيعة تركيبها وبطبيعة الحكم المتوارث في اليمن منذ فترة طويلة جداً.. بنية الحكم في اليمن ليست فقط مبنية على شخص الرئيس وإنما مبنية على أكثر من عامل وبالتالي هذا النظام الذي تراكم خلال فترة طويلة جداً أصبح هو ذاته معيق لحركة الحكومة ومحدد لقدراتها على مواجهة المطالب، أنا لا أستطيع أن أشك في حسن نوايا أعضاء الوزارة، ولكن حدود السلطة التنفيذية ذاتها ومواردها وتركيبتها جعل إمكانيتها محدودة، طبعاً هناك لوم كبير على السلطة التنفيذية بشكل عام، أنا لا ابرأها، ولكن أيضاً لا احملها كل هذه المسؤولية، لأنة في ألاخير الإنسان مسؤول عن توفير مقومات حياته، أي إنسان في أي مجتمع في الكون كله هو المسؤول عن توفير مقومات حياته.
* يعني تعاطي الحكومة مع المطالب بهذا الشكل ليست نتيجة تقصير منها وإنما لنوع من القصور البنيوي الذي يكتنفها؟
- وأنا افترض أن أي حاكم لديه من الذكاء درجة كبيرة جعلته يصل إلى مستوى الحكم وبالتالي هو يعلم مخاطر عدم معالجة هذه المشاكل، وبالتالي لا أعتقد انه بنية وقصد يحاول أن يدمر ذاته.
*هل يمكن القول أن تلبية السلطة للمطالب خطوة ستعمل على رسم خارطة طريق يترتب عليها تغيير اتجاهات سائدة وفتح دروب جديدة للحراك والتعاطي السياسي؟
- بالتأكيد.. ولكن ليس فقط موقف السلطة أو الحكومة هو المسؤول، مطلوب تغيير موقف كل القوى السياسية في البلد من هذه المطالب وصياغة رؤية وطنية جديدة تجاه اليمن أخذاً في الاعتبار كل المتغيرات الجغرافية والطبيعية والموارد السياسية وغيرها، اليمن اليوم أصبحت أكبر بكثير مما كانت عليه قبل عام 90م.
أن نتأهل جميعنا، إحساسنا بالشراكة جميعاً، وإحساسناً بالمسؤولية جميعاً، وممارستنا لهذه الشراكة في الحياة وفي دورنا في المجتمع لكي نوقف النزيف، نوقف التراجع ثم نبدأ بالتأهيل للسير إلى الأمام.
* يلاحظ أن الجميع يتحدث عن الشراكة فيما الواقع يقول بخلاف ذلك؟
- الشراكة مطلب، ولكنها تصبح مطلب ضروري ومطلب حاسم في ظل الأزمات وبالتالي لا بد من المشاركة السياسية لكن المشاركة السياسية محتاجة إلى ثقافة فن التسويات، لا يعني الحوار بأي شكل من الأشكال أن تطلب من منافسك أو الذي يقف أمامك في الحوار أن يتبنى رؤيتك، أو يطلب هو منك تبني رؤيته،، الحوار هو تفهم ظروف كل طرف، تفهم خلفية تفكيره كيف وصل إلى هذه الرؤية ثم الوصول إلى تسوية ممكنة عملياً، آخذاً في الاعتبار بقاء الكل، لأنه إذا فكرنا أن التغيير لا يأتي إلا أن يحل هذا محل هذا، ونحن في مرحلة لم تتأهل بعد لثقافة وقيم التداول السلمي للسلطة فهذا لن يتم، أين الخطورة الآن؟ نحن نتحدث عن تداول سلمي للسلطة ولا يوجد في الواقع مقومات التداول السلمي للسلطة، بالتالي المعارضة عندها مشكلة، والحزب الحاكم عنده مشكلة أكبر، إذا أخذنا في الاعتبار حجم المنظومة السياسية والحزبية التي تعتبر منظومة سياسية مدنية الحاكم والمعارضة مدنية تجمع الحاكم والمعارض مؤسسات المجتمع المدني والإعلام وكل مقومات المجتمع المدني الحديث تمثل أقل من 50% من قوة الفعل السياسي في المجتمع اليمني، وفي ظل هذا الواقع يبقى لدى المعارضة إشكالية ولدى الحزب الحاكم إشكالية.
* وما طبيعة المشكلة لدى كل من المعارضة والسلطة؟
- إشكالية المعارضة هي عدم الاتساق وعدم التوازن بين مستوى خطابها السياسي والإعلام، وبين قدراتها الفعلية في الأرض، مما يجعلها تقوم بما قاله الشاعر عبدالله البردوني: "يوقظون الذئاب حولنا ويناموا".. يعني أنهم يرفعون خطاب عالي جداً جداً يتجاوز قدرتهم. في المقابل الحزب الحاكم يعلم يقينا أنه لن يستطيع أن يتحمل أكثر من هزيمة واحدة، بمعنى إذا ما هزم وخرج من السلطة لا تتوافر إمكانيات لا لديه ولا في الواقع تمكنه من العودة إلى السلطة مرة ثانية.. إذا بالنسبة له الهزيمة في السلطة ليست تداول سلمي في السلطة وإنما نهائية.. خروج نهائي، وهذا يجعله يلجأ ويستخدم كل الإمكانيات والوسائل المتاحة لمواجهة المعارضة بمستوى صوتها المرفوع وليس بمستوى واقعها فتتحول الممارسة الديمقراطية إلى صخب، إلى معارك، إلى تحدي مرهق جداً لكل الأطراف.
* أنت بكلامك هذا تؤكد مقولة أنه لا يوجد في اليمن حتى الآن تبادل سلمي للسلطة وإنما تمديد سلمي؟
- ليس تمديد سلمي، من قال إنه تمديد سلمي، هو استمرار قاسي جداً جداً، لا أحد يأخذ السلطة في اليمن بسهولة! ما أقصده أن الواقع الاجتماعي لم يبني معطيات حقيقية للتداول السلمي للسلطة بصورة سلسة بعد، أنا قلت إن الأحزاب بمجموعها ما زالت تمثل أقل من 50% من قوة الفعل السياسي.
* قلت إن نسبة الأحزاب مجتمعة في ميزان الفعل السياسي تمثل أقل من 50% ألا يشكك في المشروعية السياسية؟
- المشروعية السياسية هذا مصطلح نظري، ومصدرة الفعلي لا يقتصر حاليا على الأحزاب والأليات الديمقراطية وحدها، بل يشمل دور القوى الفاعلة والمؤثرة الأخرى.هو محتاج لمزيد من الزمن والثقافية والقيم، والمعطيات الاقتصادية والإدارية وغيرها لكي يصبح حقيقة في الواقع.
* يرجع البعض عودة الحديث عن جنوب وشمال بعد 17 عام وحدة إلى فشل السلطة في استغلال كاريزما الوحدة برؤية استراتيجية يجري من خلال الانتقال من دستور الدولة إلى الدولة الدستورية.. ما تعليقكم؟
- كيف نترجم هذا عملياً، عندما تحدد هذا الكلام، والصياغة الجميلة عملياً تجد أنك تتحدث في فراغ، عليك عندما تصيغ موقف سياسي أن تصيغه من الواقع اليمني ذاته كما هو، وليس الواقع اليمني المفترض، وتصيغه في ظل وجود كل الأطراف السياسية الحالية الحزبية وغير الحزبية القبلية والمناطقية وغيرها، هؤلاء هم حقائق فعلية واقعية من حقائق المكون السياسي اليمني، لا نستطيع أن نأتي بنص نظري جميل ونقول لازم نطبقه، لا بد أن يتصاحب هذا مع تغيير تدريجي في الواقع، الأنظمة السياسية لا تأتي هكذا مرة واحدة وإنما تتخلق تتشكل تتطور، فنحن بحاجة إلى شيء يتخلق يتكون يتطور لكي ينتقل إلى مستوى أرقى من الوضع الحالي.
* ما محددات رقي النظام السياسي؟
- من وجهة نظري أنا، القناعة بقيمتين أساسيتين وهاتين القيمتين لن تأتيان بين عشية وضحاها، القيمة الأولى أن تكون المواطنة اليمنية ذاتها مصدراً لكل الحقوق والواجبات في اليمن وليس أي مصدر آخر سواها، القيمة الثانية أن نقبل بعض كما نحن، لا نفترض أنه إما أنا أو أنت، إما هذا أو ذاك، ولكن نقبل بعضنا بعضاً كما نحن بتعددنا الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي قبول حقيقي وبالتالي هذا القبول لا يعني فقط أني أقول نعم أن أقبلك لا، ولكن عندما أصيغ رؤيتي السياسية أو الاقتصادية يجب أن آخذ رؤيتك ووجودك في الاعتبار: لا أستطيع اليوم أن أصيغ رؤية سياسية تعددية تقبل الواقع اليمني كما هو وترتقي به إلى الأمام دون أن أضع في اعتباري وفي مكونات هذه السياسية وفي مكونات هذه الرؤية كل المكونات الحالية التي تعجبني والتي لا تعجبني، التي أتفق معها والتي لا أتفق معها.مطلوب تغيير موقف كل القوى السياسية في البلد، وصياغة رؤية وطنية جديدة.
* وإلى أي مدى برأيكم استطاعت النخبة السياسية الحاكمة الانتقال من مشروعية الوحدة إلى مشروعية الإنجاز؟
-قضية الانتقال من مشروعية إلى أخرى مهمة وطنية وهذه المهمة الوطنية يشارك في صياغتها أو بنائها كل مكونات المجتمع وما السلطة إلا جزء من هذه المكونات، وبالتالي الفشل الذي وصلنا إليه هو فشل لنا جميعاً، كلنا فشلنا.
* والسبب؟
- الفشل يعود إلى طبيعة المنهج السياسي القائم في البلد لدى السلطة والمعارضة.
* وكيف تقرأ مستقبل العلاقة بين السلطة والمعارضة؟
- مستقبل العلاقة بين السلطة والمعارضة يتراجع بشكل مؤسف بسبب فقدان الثقة في بعضهم البعض، وكل منهم يعمل دون أخذ في الاعتبار لوجود الآخر كحقيقة واقعة من واقع المجتمع اليمني والسياسة اليمنية.
* وما الذي تستشفه من ملف اللجنة العليا للانتخابات؟
- اللجنة العليا للانتخابات مكون واحد، وهو مكون ليس هام ولكنه حساس، يعكس عدم ثقة مطلقة بين الأطراف، بلغت درجة غياب الثقة إلى حد مخيف تمثل ونتج عن ذلك هذا الصيغة اللجنة العليا للانتخابات.
* وإلى أين تتجه عقارب الديمقراطية في ظل هذه الأجواء؟
- افترض أنك تشبهها بعقارب الساعة وليست العقارب السامة؟
* نعم؟
- في الأخير قادة الأحزاب سواءً الحاكم أو المعارضة أو النخب السياسية هم محترفين سياسيين وممارسين سياسيين وأعتقد أن لديهم وعي كامل بأن مصلحتهم مرتبطة ببقاء السياسة ببقائهم في المعلب السياسي، وبقاء دولاليب السياسة تدور، لا أعتقد أن أحد سيسعى للخروج من معلب السياسة أو توقيف عجلتها عن الدوران.
- هي ليست صفقات، السياسة هي فن التسويات، كل السياسة منذ فجر التاريخ وإلى الأزل هي فن تسويات، ليست حق مطلق، ليست أبيض وأسود، في العالم كله تسويات، ما ينقصنا نحن في الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص ثقافة فن التسويات، ولهذا ولأن ثقافتنا فلاحية قبلية نعتبر في الأصل أن التجارة مهنة مذمومة تجد كثير من المثقفين رغم ثقافاتهم التي تعتبر متجاوزة للثقافة القبلية أو البدائية يشبهوا العمل الحزبي بالدكاكين السياسية، وكأن الدكان شيء قبيح مع أنه أجمل مكان في القرية والمدينة، وكأن الصفقة شيء مذموم، وما التاريخ إلا صفقات وما التاريخ إلا تسويات.
* رؤيتك لتضاريس الاستحقاق الانتخابي القادم؟
- ستكون الحملات الانتخابية ربما أقسى مما شهدناه في السابق ولكن في الواقع لن يكون هناك تغيير كبير.
* لماذا؟ الشراكة مطلب ولكنها تصبح مطلب ضروري حاسم في الأزمات
- لأن أدوات الحسم في الانتخابات ليست متوفرة لدى الطرفين المعارضة تمتلك مهارات ومقومات وأدوات الزرع السياسي ولكنها تفتقر إلى مهارات وأدوات ومعطيات الحصاد، في المقابل الحزب الحاكم يمتلك مهارات وأدوات ومقومات الحصاد ويفتقر إلى مهارات ومقومات الزراعة أو الحرث.
* والحل؟
- أن يعمل الطرفين على اكتساب ما ينقصهم، المعارضة عليها اكتساب مهارات الحصاد ومقومات والحزب الحاكم عليه اكتساب مهارات الزرع لكي يطمئن الحزب الحاكم أن خروجه من مربع السياسة لا يعني نهاية وجودة، والمعارضة يصبح لديها قناعة أن فوزها في الانتخابات لا يعني إلغاء أو نهاية الطرف الآخر.
* في ظل هذه المعادلة سيكون الحزب الحاكم سيكون الأقدر على رسم تضاريس المشهد السياسي القادم؟
- لا، ليس المؤتمر كحزب وإنما لأولئك الذين يمثلون نسبة أكثر من 50% من عوامل أو مصادر الفعل السياسي في اليمن وهي القوى الغير حزبية.
* المستقلين؟
- ليس مستقلين، القضية ليست قضية مستقلين، هي قوى فعلية هي قوى في المجتمع، مؤسسات، مؤسسة قبلية مؤسسة عسكرية، مؤسسات مناطقية، مؤسسات مختلفة، تكوينات المجتمع التقليدية السابقة، إذا فشلت المكونات الجديدة فستعود الأمور إلى التكوينات التقليدية.
* وهل لهذه التكوينات التقليدية مشاريعها الخاصة؟
- هي لا تعتقد أنها مشاريع خاصة، هي تعتقدها مشاريع وطنية ولكن برؤيتها وأسلوبها، نحن في اليمن كنا موجودين لآلاف السنين لدينا حكومات ولدينا دول بدون أحزاب، بدون منظمات المجتمع لمدني فستعود الأوضاع إلى الحالة التي كانت عليها.
* قلت في حديث قديم لك أن السلطة تصنع المعارضة فما الذي عنيته بذلك؟
- أنا قلت من فترة طويلة، أن طبيعة السلطة تحدد طبيعة المعارضة وهذه ظاهرة حقيقية أنا لم أخترع الفكرة وإنما صغتها، حيثما توجد سلطة متمكنة تمارس عمل ديمقراطي حقيقي ستجد أن المعارضة لن تضطر لأن تلجأ أو تخرج عن العمل الديمقراطي الطبيعي المشروع لتمارس حقوقها، لكن عندما تأتي السلطة لتمنعها المعارضة ستضطر للتعبير عن نفسها بوسائل أخرى.
* شهدنا خلال فترة وجيزة ثلاث مبادرات سياسية ومع ذلك لم نلمس ثماراً لذلك لماذا برأيكم؟
- لو كانت المبادرات بذاتها تعطي الثمار المرجوة لتم تعليبها وإرسالها عبر العالم، أعود للتأكيد أن الواقع بحاجة إلى عمل حقيقي في الأرض، ليس مجرد نصوص نظرية.
* العمل يجب أن يسبقه تنظير وفكر؟الشراكة السياسية بحاجة إلى فن التسويات
- هناك فرق بين فكر ممكن التحقيق، وفكر غير ممكن التحقيق.
* وكيف نفرق بينهما؟
- الفكر ممكن التحقيق هو الذي يأخذ في الاعتبار معطيات الواقع كما هي، ويأخذ في الاعتبار العوامل الفاعلة أو المؤيدة أو الدافعة لهذا الفعل.
* لكنه لا يمكن الحكم على فكرة بالنجاح من عدمه إلا من خلال محك الواقع؟
- هي تبدأ كفكرة، خذ مثلاً أي شخص أعطاك فكرة عبر البريد الالكتروني، فكرة نيرة، هل ستحظى وستأخذ حقها وإمكانية تنفيذها كفكرة تبناها حزب أو مجموعة سياسية، بالتأكيد لا، هناك فرق كبير لأن هذه تمتلك معطيات وتلك لا تمتلك.
-معظم هذه المبادرات التي شهدناها هي أحاديث تشبه إلى حد بعيد سبب المشكلة أو تكرارها.
* كيف؟
- إما أن تعمل على تجاهل الآخر كما هو أو تلغيه أو تفترض عدم وجوده أو تفترض خصماً أو منافساً آخر غير موجود، أو تصور خصمها أو نفسها بصيغة تفترضها هي كما تحب هي أن يكون او كما ترى تحب هي ان ترى نفسها وهذا طبعاً عمل غير واقعي، وإما إنها تحاول جمعنا كلنا معاً وتجاهل أو قسر أو إلغاء تعددنا وتنوعنا.الأحزاب مجتمعة تمثل أقل من 50% من ميزان الفعل السياسي
* نفهم من كلامك أن الفكرة لا تستمد معايير نجاحها من ذاتها وإنما من البيئة والوسط الذي تعيش فيه؟
- بالتأكيد.
* هل يعني هذا أن الأحزاب السياسية سلطة ومعارضة تعيش بعيداً عن الواقع؟
- هي ليست بعيدة عن الواقع وهي تمثل جزء من الواقع وليس كل الواقع، فالثقافة الحزبية بذاتها ومفهوم التعددية السياسية لذاته ومفهوم التداول السلمي للسلطة لا يمثل الواقع اليمني كله بقيمة وتقاليده.
* وما الأسباب في اعتقادكم التي تجعل العمل السياسي بدون فعالية أو خارج العصر؟
- هل شاهدت ذلك الشخص الأفريقي في أدغال أفريقيا الذي يلبس برنيطة.. أخشى أن نكون كذلك، نحن نتحدث عن مصطلحات تجنلها نقفز عادة للمقارنة بيننا وبين فرنسا أو بريطانيا الذي مروا بمئات السنين ونريد أن نطبق النتيجة وليس المنهج، وما نحن بحاجة اللجنة العليا مكون حساس يعكس عدم ثقة مطلقة بين الأطراف إليه هو تعلم المنهج الذي ساروا عليه، بالتأكيد ستكون ظروفنا أسرع ومعطيات واقعنا أسرع لا نقول إننا بحاجة إلى تكرار نفس المدى الزمني ولكن علينا أن نتعلم المنهج، هم أخذوا في الاعتبار واقعهم كما هو واتبعوا منهج معين ووصلوا إلى ما وصولوا إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.