توقفت حركة العمل صباح اليوم الاربعاء في القطاع النفطي (S1) شرق مديرية عسيلان بمحافظة شبوة بعد محاصرتها للمرة الثانية من قبل ثمانية عمال مفصولين وذلك بعد الوصول الى طريق مسدود مع مدير شركة أوكسيدنتال النفطية العاملة في القطاع بعد رفض توجيهات رئيس الجمهورية بشأن اعادتهم إلى أعمالهم وأيضاً عدم الإكتراث لمذكرة وزير النفط والمعادن بتنفيذ التوجيهات الرئاسية. وقال مصدر مقرب من العمال المفصولين ل"نبأ نيوز": أن مدير شركة أو كسيدنتال الرئيسية بصنعاء رفض إعادة العمالالثمانية المفصولين وابدى تإمتعاضه من استدعاء وزير النفط والمعادن لعدة مرات بشأن مناقشة قضية العمال الثمانية المفصولين واتخاذ الاجراءات اللازمة لما من شأنه تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية. وهو الأمر الذي دفع بالعمال المفصولين بمساندة رجال القبائل في المنطقة توقيف النشاط العمالي داخل القطاع النفطي(S1) والسماح فقط لعمليات الضخ النفطي. وأوضح العمال: أن رجال القبائل قد ضربوا صباح اليوم حصاراً على موقع الشركة ومنع الدخول والخروج منه وإليه . وكان العمال الثمانية قد فرضوا حصاراً في فترة سابقة للموقع توقف على أثرها العمل في القطاع إلاّ أنه تم رفعه بعد تدخل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي على ان يتم التواصل مع إدارة الشركة وإلزامها بتنفيذ توجيهات الأخ الرئيس في إعادة العمال المفصولين الثمانية إلى عملهم إلاّ أن نائب رئيس الوزراء إكتفى بالتوجيه إلى وزارة النفط التي لم تتجاوب مع إدارة الشركة حتى الآن. * الحصار الأول للشركة وكان العمال الثمانية أنهوا مساء يوم 6 يناير 2008م حصارهم الأول للقطاع (1S) النفطي التابع لشركة أوكسيدنتال الأمريكية والذي فرضوه منذ يوم الأول من يناير، بعد قيام الدكتور رشاد العليمي – نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية- بتكليف الشيخ عوض عبد الله حويله رئيس محلي عسيلان، وشخصية اجتماعية بارزة بالتواصل مع المحاصرين وإقناعهم بفك الحصار. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في عسيلان- في حينها: أن اقتناع المحاصرين بفك حصارهم جاء على خلفية التزام تم تقديمه لهم بالعمل على متابعة إدارة الشركة لما من شأنه تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية القاضية بتمكينهم من العودة إلى العمل في موعد أقصاه أسبوع واحد ينتهي يوم السبت القادم. وقد جاء إنهاء الحصار بعد يوم واحد من قيام النقابة العامة للنفط والتعدين بتحميل شركة "أوكسيدنتال" الأمريكية ومن يقف إلى جانبها المسئولية الكاملة في عرقلة تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية القاضية بإعادة العمال الثمانية المفصولين من الشركة إلى أعمالهم، وما قد يترتب من تداعيات تضر بالمصلحة العامة للوطن، مؤكدة أنها لن تتخلى عن عمالها وستقف إلى جانبهم باستخدام جميع الحقوق المكفولة دستوريا وقانونياً حتى يتم تنفيذ التوجيهات، في الوقت الذي يدخل الحصار المفروض على الشركة يومه الثالث. ففي مذكرة رفعها الأخ حسن إبراهيم هندي رئيس النقابة العامة للنفط والتعدين والكيماويات إلى وزير النفط والمعادن خالد محفوظ بحاح- حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منها، أوردت النقابة ما يلي: "تعقيبا على مذكرتنا السابقة والتي طالبناكم فيها العمل على تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية– حفظه الله- القاضية بإعادة العمال الثمانية المفصولين من شركة أوكسيدنتال بشبوة إلى أعمالهم، وقد مر على تلك التوجيهات أكثر من شهرين ولم نلمس من معاليكم أي إجراءات عملية تلزم الشركة بإعادتهم إلى أعمالهم تنفيذا للتوجيهات الصريحة من رئيس الجمهورية.. وقد تلقينا صورة من مذكرة الأخ مدير عام مديرية عسيلان الموجهة إلى محافظ المحافظة، وكذا صورة من مذكرة الأخ محافظ محافظة شبوة الموجهة إلى معاليكم، وما نُشر في موقع "نبأ نيوز" من تداعيات قد تؤجج الموقف مرة أخرى نتيجة لتعنت الشركة التي ما زالت ماضية بها ولعدم وجود من يردعها أو يقف أمامها." وأكدت المذكرة: "إن النقابة قد حاولت مراراً وتكرارا الضغط على عمالها وإلزامهم بالصبر وإتاحة الفرصة للحوار لعل وعسى أن تستجيب الشركة لإعادتهم، إلا انه وللأسف الشديد لم تقابل جهود النقابة بأي استجابة حتى لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية". وتابعت: "لهذا فإننا نحمل الشركة المسئولية الكاملة ومن يقف إلى جانبها لعرقلة تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، ونحملها المسئولية عما سيترتب عليه من تداعيات قد تضر بالمصلحة العليا للوطن.. ونحن في النقابة العامة لن نتخلى عن عمالنا وستقف إلى جانبهم وسنستخدم في ذلك جميع الحقوق المكفولة لنا دستوريا وقانونياً حتى يتم تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية وإعادتهم إلى أعمالهم... وتقبلوا خالص التحية". وعلى نفس الصعيد أكدت مصادر حكومية ل"نبأ نيوز" إن السلطة المحلية في مديرية عسيلان قد توصلت بعد مغرب يوم الأحد 6 يناير 2008م مع أفراد المجموعة المحاصرين لموقع الشركة إلى اتفاق بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية إلى العمال المحاصرين داخل القطاع النفطي بعد أن منعت دخول أي إمدادات إلى الموقع سواء كانت غذائية أو غيرها.. وكان الأمين العام لمحلي مديرية عسيلان الشيخ عوض عبد الله حويله- أكد في تصريحات خاصة ل"نبأ نيوز": أن العمال الثمانية المفصولين قد قاموا بالتمركز خارج موضع الشركة ومنعوا الدخول والخروج منها واليها، وذلك احتجاجا على عدم تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية الصادرة بتاريخ 28- 10-2007 ، والتي تقضي بإعادتهم إلى عملهم لدى الشركة. وقال: إن إجراءا تعسفيا قد اتخذته الشركة في حق العمال الثمانية على خلفية تمثيلهم لزملائهم بمطالبة إدارة الشركة بتحسين أوضاعهم التأمينية والمعيشية والصحية، محملا شركة اوكسيدنتال ومن يقف إلى جانبها مسئولية عدم تنفيذ توجيهات الرئيس والتداعيات التي قد تطرأ داخل الشركة. "نبأ نيوز" التي ما زالت تنفرد بمتابعة تطورات القضية- حصلت على معلومات من مصادر خاصة مطلعة يوم 2/ يناير تؤكد نزول قوة عسكرية إلى المديرية، ووصول وكيل وزارة النفط، للوقوف أمام المشكلة القائمة بين العمال الثمانية وإدارة الشركة، وباشر اتصالات ومساعي حثيثة لحل المشكلة، إلاّ أن هذه الجهود أخفقت في الخروج بالمشكلة إلى حل. وأضافت: أن السلطة المحلية في عسيلان رفضت أي تدخل عسكري في المشكلة لاسيما هناك تمركز قبلي في محيط موقع الشركة استعداداً لمواجهة القوات الحكومية في حالة إقدامها على استخدام القوة في فض الحصار الذي يفرضه (8) من عمال الشركة المبعدين. ولفتت المصادر إلى أن الجهات الحكومية سبق لها أن بادرت لمحاولة إقناع إدارة الشركة بإعادة العمال الثمانية إلى وظائفهم، إلاّ أن نائب مدير عام الشركة الأم – مقرها الولاياتالمتحدة- خلال زيارته لليمن في فترة سابقة رفض رفضاً قطعياً عودة العمال، وهدد بسحب أعمال شركة أوكسيدنتال من اليمن، فيما لو فرضت الحكومة اليمنية عودتهم إلى العمل. وتشير مصادر "نبأ نيوز" إلى أن العمال الثمانية المحاصرين للشركة، ينتمي ثلاثة منهم إلى محافظة تعز، فيما البقية ينتمون إلى قبيلة بلحارث. يذكر أن شركة اوكسيدنتال في قطاع S1 تنتج مابين ( 11500 – 12000 ) برميلا نفطيا يوميا. * تحذيرات للمصالح الأمريكية على صعيد آخر حذرت مصادر محلية في محافظة شبوة حدوث عرقلة للمصالح الأمريكية ومنها الأنشطة النفطية العاملة في المناطق القبلية، وخصوصا في مديرية عسيلان- شرق العاصمة صنعاء- ذلك في ظل حالة الاستهجان والغضب الشعبي الذي يسود المنطقة على خلفية عدم احترام شركة أمريكية تعمل في مجال النفط لتوجيهات صادرة من الرئيس علي عبد الله صالح تقضي بإعادة ثمانية عمال كانت الشركة قد اتخذت قرارا بفصلهم اثر تزعمهم مطالب لزملائهم. ووفقا لمراسل "نبأ نيوز" في شبوة، فان حالة من السخط والاستهجان قد عم مواطني مديرية عسيلان ذات التركيبة القبلية المعقدة، وذلك بعد انتهاء المدة المحددة من نائب رئيس الوزراء اليمني ووزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي، الذي وعد قبل أيام بالتواصل مع شركة أوكسيدنتال الأمريكية لما من شانه إلزامها بتنفيذ توجيهات الرئيس صالح القاضية بإعادة العمال الثمانية المفصولين إلى عملهم لديها بالقطاع S1 في عسيلان مقابل فك الحصار الذي فرضه العمال الثمانية على موقع القطاع؛ الأمر الذي أدى إلى توقف الأنشطة النفطية بداخله لفترة (6) أيام متواصلة. وعلى الرغم من انتهاء الفرصة التي طلبها وزير الداخلية لم يتم التوصل إلى حل جذري للمشكلة التي يخشى تطورها فيما بعد، وإلحاق الضرر بالمصالح النفطية لأمريكا الموجودة في المنطقة، سيما وان المسألة فيها توجيهات رئاسية يتعين احترامها والتعاطي معها. وقال مواطنون لمراسل (نبأ نيوز) في المنطقة "إننا نشعر بالغضب والامتعاض لعدم احترام إدارة شركة أوكسيدنتال لتوجيهات رئيس الجمهورية". وأضافوا: "إن إصرار شركة أوكسيدنتال على عدم تنفيذ توجيهات الرئيس (الصالح) أمر مرفوض لدينا ويدفعنا إلى تحديد موقف موحد قد يضر بمصالح الشركة أو فيرها المتواجدة في مناطقنا لان هذه التوجيهات نعتبرها سيادية، وعدم احترامها خط احمر لا يسمح لأحد بتجاوزه".
