الهموم والاغتراب والبعد عن الأهل والأحباب وثقل المسئولية والانتقال من بيئة إلى بيئة تختلف في عاداتها وتقاليدها عن تلك البيئة التي الفتها والفت العيش فيها وفجأة تشعر بنفسك انك غريب ووحيد كل هذه العوامل تكون هي المؤثر الحقيقي في التحصيل العلمي للطلاب المنح والبعثات اليمنيين في دول العالم ويكونوا في أمس الحاجة لمن يسأل عنهم ويواسيهم في غربتهم ويشعرهم أنهم يحظون بالرعاية والمتابعة من قبل دولتهم ومع مرور الأيام يبدأ الجليد يذوب والغيوم تنجلي وشمس الحياة تطلع عليهم من جديد وطلابنا في السعودية عانون ويعانون الكثير والكثير من الإهمال التهميش واللامباله من قبل المسئولين في الملحقية الثقافية الذين تعاقبوا على الملحقية الثقافية فلم يكن لهم أي نصيب في رعاية أبناء اليمن الطلاب ولو بنسبة الواحد في الألف. ومع ارتفاع الأسعار وقسوة الحياة المعيشية وشحة الموارد المالية لطلاب المنح والبعثات اليمنيين بدؤوا يبثون شكواهم وتعلو أصواتهم لعل الله يُقض المسئولين من سباتهم، ويفيقون من أحلامهم وينظرون إلى هذه الشريحة بعين الرحمة، وعظمة المسئولية، وذلك من خلال الرسالة التي بعثوا بها إلى الإخوة المسئولين في الملحقية الثقافية اليمنية بالرياض، والى المسئولين في وزارتي التعليم العالي والمالية عبر "نبأ نيوز- الحقيقة كما هي". ونحن بدورنا في "نبأ نيوز" نتمنى من الأخوين الدكتور أحمد الأميري الملحق الثقافي الجديد، والأستاذ أنيس محفوظ عمر بامقيدح نائب الملحق الثقافي في سفارتنا بالرياض أن ينظروا إلى طلابنا بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وأن يغيروا الروتين الممل الذي تركه سلفهم وتلك السمعة المليئة باليأس لدى الطلاب والمغتربين عن دور الملحقية الثقافية في خدمة أبناء المغتربين. إننا على ثقة بان الملحق الثقافي الجديد سوف يعمل على تحسين وضع الملحقية لما فيه خدمة أبناء اليمن- مبتعثين ومغتربين. وإليكم نص الرسالة التي تلقتها "نبا نيوز" من المهندس أيمن السروري احد الطلاب المبتعثين للدراسة في جامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية الدمام:
v طلاب المنح اليمنيين في السعودية بين جسر الأمل وبحيرة اليأس كما هو معروف العلاقات اليمنية السعودية والتميز الحاصل في قطاع البعثات التعليمية بين البلدين الشقيقين وتناميها المستمر حيث بلغت المنح المقدمة للجمهورية اليمنية من السعودية حوالي المائة منحة للتعليم العالي للبكالوريوس ومثلها للتعليم العالي و200 منحة لكليات المعلمين في المملكة. ولكن أساس التزود المادي لتغطية نفقات الدراسة هو السبب الرئيس وراء كتابة هذا الموضوع، وهو إن الطلاب في المملكة يعانون من نقص المساعدة المادية المقدمة من المملكة وهي مبلغ (990) ريالا سعوديا فقط وهي لا تكاد تغطي نفقات الأدوات الهندسية في قطاع كليات الهندسة والعمارة وبعض التخصصات الأخرى ناهيك عن الأكل والشرب والمواصلات التي تنهك كاهل الطالب اليمني. لذا فالطلاب اليمنيين رفعوا العديد من المذكرات إلى الملحية الثقافية الأولى برئاسة الأستاذ عباس المؤيد والأستاذ علي الذاري اللذان منذ توليهما مهام الملحقية الثقافية لم يزورا- على سبيل المثال لا الحصر- جامعة الملك فيصل، أو جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أو كليات المعلمين في المملكة حيث وأنا أحد طلاب جامعة الملك فيصل سابقا. فكيف يعقل بالله عليكم ان لا يزوروا الجامعات ويتلمسوا هموم الطالب اليمني وهو مكلفون أصلا بهذه المهمة فيا للعجب. أيضا أسوة بإخواننا في بقية الدول والذين يستلمون راتبا دوريا كل ثلاثة أشهر أرجو وأطلب ان يثبت لنا وزيرا المالية والتعليم العالي ومدير البعثات منحة مالية تعين الطلاب ولو بالشكل الرمزي بالإضافة الى مكافأة المملكة الطيبة والتي هي أصلا تصرف لكل طالب يدرس في الجامعة سواء كان منحة أم لا أو كان سعوديا أو أجنبيا. في الأخير أتمنى ان يصل صوتي الى الجهات المسؤولة وأ يتقوا الله في أرواح أبنائهم الطلاب الذين سيسألهم الله عنها يوم القيامة ونحن رعيتهم فلا يضيعونها .