اتخذت عملية الاغتراب في أمريكا هوسا يكاد يودي ببعض الناس إلى الجنون وخا صة في بعض المناطق ورغم إن الاغتراب في الولاياتالمتحدة يعود إلي نهاية الستينات وبداية السبعينات إلا أن الفترة الزمنية الأكثر حضورا في الاغتراب اليمني في أمريكا هي بعد أزمة الخليج في تسعينات القرن المنصرم حيث اتخذت عملية الاغتراب بعدا أكثر حضورا في بلاد العم سام بلد الأحلام والحرية والديمقراطية التي قتلتها إدارة بوش. والمناطق التي تشتهر بالاغتراب في أمريكا هي مديرية الشعر، بعدان، العود، جبن، رداع، يافع وبعض المناطق الأخرى ولكن بدرجة اقل، وتعتبر مديرية الشعر أكثر المناطق تواجد في أمريكا ويقدر عدد المغتربين بحوالي سبعين إلف مغترب موزعين بين مختلف الولاياتالأمريكية إلا أن التركيز الأكبر في ولاية نيويورك ومتشجن وكاليفورنيا والميسيسيبي. انه كفاح الاباء وصمود الأبناء من ملقم فحم على باخرة بريطانية متجه من عدن إلي لندن تتجه به المغامرة والأحلام نحو مستقبل أفضل إلي بلاد العم سام ارض الأحلام أمريكا بداية بمزارع كاليفورنيا حيث عرف اليمني هناك بانتاجيته العالية وعمله الكثيف، ثم في مرحلة أخرى انتقل من تلك المزارع إلى متاجر مانهاتن ولوس انجلوس، تغير كبير وجهد عظيم من ثقافة بسيطة إلى ثقافة عالمية مغايرة تهز العقل وتغير البشر، إلا أن الأبناء على خطى الآباء رغم دعوات التغيير ومحاولة الاتجاه نحو التعليم والإعمال الأخرى الأكثر نفعا والأقل خطراً. ورغم المخاطر الجمة التي تواجه اليمنيين في أعمالهم سواء في السوبر ماركات أو الدكاكين وبعض الورش و رغم أن بعضهم بدا يتجة نحو العمل في الشركات وخاصة من الجيل الثاني فتهديدات القتل لا تكاد تمضي عليها شهر دون وقوعها وهناك في ارض العم سام يواجه اليمني بوليس ومخابرات ال "ف بي أي" وعميل "السي أي اية" وتهم بيع المخدرات والحشيش والتهرب الضريبي إلى التعنت العنصري ضد كل ما هو مسلم. أما ألان فان تهمة تمويل الإرهاب هي البارزة فاليمني لا يستطيع أن يحول أكثر من 1000دولار ولا يصرف شيك أكثر من 2500 دولار، أما إذا كان له استثمار في اليمن فأنة يجد صعوبة في تحويل المبلغ هذه بلاد الحرية والديمقراطية وهذه بلاد الاعمال الحرة التي لا تستطيع أن تحول ما تملك أليس هذا ما يتنافى مع حقوق الإنسان التي يتشدقون فيها ليلا نهارا، كما أنة مراقب ومشكوك فيه باعتبار أن معظم الإرهابيين من اليمنيين وزعيمهم من أصول يمنية ومما يشكو منه المغتربين سوء المعاملات في القنصليات اليمنية والمماطلة والتسويف وكثر ة الغياب إضافة إلي سوء المعاملة من السفارة الأمريكية والمطالب التي لا تنتهي والتي تغيرت مع تغير أمريكا بعد أحداث سبتمبر. كما برزت مشكلة أخرى تواجه اليمني وهي انخراط بعض اليمنيين في صفوف المباحث الفدرالية الأمريكية (FBI) و المخابرات الأمريكية (CIA) وقيامهم بالتجسس على الجالية اليمنية وتواجه الكثير منهم عدد من المشاكل والمحاكم والمراقبات الغير منتهية حتى أن بعض الذين يحاكموا في أمريكا كان يتم مراقبتهم هنا في اليمن وتسجيل كل ما يقوموا به وكذلك مشاكل الطرد نتيجة لدخول البعض باسم سياحة ثم قيامه بالعمل بدون كرت عمل، وما أن يمسك به حتى يتم طرده رغم أن هناك فرصة للزواج من أمريكية والحصول على كرت إقامة، إلا أن العمل ومتطلبات الأسرة في اليمن يجعله يؤجل ذلك، ولا ننسى التنويه إلى بعض المغتربين الذين لازالوا يقبعون في السجون بتهم استضافت دعاة من أمثال عبدا لله صعتر قبل أحداث 11سبتمبر وغيرهم ومنهم المغترب اليمني تالبة. وما يجدر التنويه له السلوكيات السيئة من بعض المغتربين في أمريكا وهو ما ينعكس سلبيا على الجالية اليمنية بأكملها. كذلك يواجه المغترب اليمني عقبة عدم انخراطه في الحياة السياسية وضعف التنسيق بين المغتربين داخل أمريكا وسلبية المشاركة في الانتخابات وعدم الاهتمام بالإعلام وانشاء الجمعيات والتكتلات وعدم الاستفادة من فرصة تعليم أبناءهم في الجامعات الأمريكية وتمثل بادرة الجمعية الأمريكية للعلماء والمهنيين اليمنيين بادرة طيبة تستحق الشكر والتقدير وخاصة الدكتور طلال الأشول والدكتور الزاوية لقيامهم بالتنسيق مع الجامعات الأمريكية والمنظمات المدنية في مساعدات الطلاب اليمنيين لإكمال تعليمهم ومحاولة الحصول على منح مجانية. أما أخر التقليعات للسفارة الأمريكية فهي ورود خبر عن قيام السفارة الأمريكية بفحص طالبي الهجر من اليمنيين من اثار القات بحيث يمنع تناول القات لمدة ثلاث سنوات كشرط أساسي لحصوله على "الجرين كارد" وبفحص دوري كل ستة شهور للتأكد من امتناعه من هذه المادة المخدرة حسب تعليماتهم، ترى لماذا بلادنا لا تنفذ مبدأ المعاملة بالمثل ويمنع دخول أي أمريكي يتناول الخمر باعتباره محرما في ديننا؟ مجرد سؤال نتمنى تفيذه. أما المشاكل التي يعاني منها المغترب في اليمن فهي لا تنتهي قصة حتى تظهر أخرى، فما أن يحط المغترب اليمني على ارض المطار حتى يبدأ عكفي الأمن بابتزازه و تطفيشة رغم المحاولات المستمرة لتغيير أفراد الأمن والموظفين في المطار إلا أنة لا جدوى من ذلك. وهو ما ينعكس على نفسية المغترب بدلا من الترحاب به وما أن يبدأ بتكوين مشروع أو منزل له حتى تبدى لعبة "توم وجيري" بين المغترب والبلدية والشرطة (وهات يا زلاط ويا أذية وهات يا تحكيم وغرامات). أما يكفي المغترب ما يواجهه من مضايقات وتعسفات في بلد الاغتراب ليكملها بوليس اليمن و بلطجيا ته أما مشكلة الأراضي فمشكلتها لا تنتهي من بسط وبلطجة ونصب وأذية ومشاكل واعتداءات ودخول في مما حكات لا فائدة منها ومحاكم لا طائل من وراءها. ومن جملة المشاكل التي لا حصر لها قيامهم بالتبذير والبذخ وان كانت اخف بعد أحداث 11سبتمبر بسبب صعوبة تحويل الأموال. وكذلك التربية الإسلامية المنعدمة في جيل الأبناء وضياعهم في الثقافة الأمريكية السلبية وعدم الاهتمام بتعليمهم. ونتيجة للغياب الطويل في أمريكا وهو ما ينعكس أثره على الأسرة وخاصة الأطفال والشباب من مشاكل وسوء تربية وتعليم ومشاكل نفسية نتيجة لغياب الأب الطويل والتي قد تمتد عند البعض إلي أكثر من عشر سنوات. ولا ننسى قضية خطيرة وهي أن سعر زواج البنات وليس مهرها بلغ 60000 دولار لكل بنت تحمل الجنسية الأمريكية أنها تجارة "السدسن" كما يطلق عليها. رغم هذا كله فإنهم احد روافد الاقتصاد الوطني حيث يضخوا مليارات الدولارات على شكل استثمارات وبناء ومساعدات، إلا أن الحكومة لا توليهم أي اهتمام أو رعاية و ما حوادث القتل والتقطع التي يلاقيها إلا رد اعتبار ومكافئة نهاية خدمة اغترابية لهم وما حادثة مقتل الصايدي واختطاف سيارة الخنشلي ببعيد. إن المغتربين في الولاياتالمتحدةالأمريكية يعتبروا مورد اقتصادي وسفراء لهذا الوطن ينبغي الاهتمام فيهم ورعايتهم وتثقيفهم وتعليم أبناءهم وحل مشكلاتهم وتوجيههم نحو الاستثمار الجاد والناجح وكذلك تنمية مناطقهم حتى لا تتكدس المدن بمزيد منهم و إلا فان نصيبنا الإفلاس في كل شي ايجابي في هذا الوطن. يقول شاعر اليمن محمد محمود الزبيري إن كانت الغربة تشُجيني فما يخذلني الصبر ولا التجلدُ الفت هذا الليل، لا انتظر الصبح به ولا النجوم ارصدُ إن تنقم الدنيا علىً إنني أصرف عن أهوائها وازهدُ وإنني ضيعت عمري كادحاً وضيع الأهل معي والولدُ *عضو الرابطة العربية للإعلاميين العالميين Omer_naje @yahoo.com