مخطئ من يظن ان حديثنا عن الوحدة كمنجز عظيم تحقق، يبعدنا عن الحديث عن قضايا الوطن ككل لاننا لا نعيش في كوكب اخر او نغرد خارج الهم الوطني المشترك، فنحن من هذا الشعب نعيش كل همومه، ونسعد لتحقيق كل تطلعاته وآماله.. نتألم لما آلت الية الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للبلد، ونتآلم ايضاعندما نسمع ان هناك من ابناء هذا الشعب من يتاجر بهمومه ومعاناته، بشعارات رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع.. الشعب اليمني أوعى بكثير مما يظنه كل متاجر، او كاذب، او مخادع، او مظلل من اي اتجاه كان! لذلك لا داعي للاستمرار في المزايدات من هنا او هناك، ولا داعي للاستغلال الرخيص لمعاناة وهموم الناس، ولنقدم الحلول بدلا من الجري وراء المشاريع الشخصية الضيقة، او المغانم النفعية، او الاهداف الغامضة، او النوايا المغرضة الهدامة.. تعالوا الى كلمة سواء، واقتربوا اكثر من شعبكم، والتمسوا معاناته الحقيقية، وابدءوا برسم الخطط التنموية الفاعلة والواقعية عبر دراسات علمية وتشخيص جاد وواقعي للخروج بحلول ناجحة وسريعة للحد من تفاقم مشكلتي الفقر والبطالة، والقضاء على الفساد المالي والاداري والاخلاقي من جذورة.. هذا الثالوث الهدام - الفقر والبطالة والفساد- من وجهة نظري انه التحدي الاكبر امام الجميع إن اردنا الوصول الى مستقبل زاهر للوطن والشعب.. وعلية نحتاج الى وقفة صادقة وجادة خاصة في هذة المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا ووطننا الذي بالاضافة الى معاناتة الاقتصادية ومشاكله المعيشية لم يسلم من معاول الهدم التي تتربص به يوما بعد يوم، سواء عبر ما شهده الوطن من تمرد مسلح على امنه واستقراره في بعض مناطق محافظة صعدة على يد المليشيا الحوثية، او ما يشهده من بدايات مؤامرة جديدة على وحدتة التي بذل الشعب لتحقيقها الغالي والنفيس عبر تاريخة النظالي، أو ما تشهدة الساحة من تخبط سياسي لاحزاب المعارضة التي تغرد خارج السرب الوطني وتدعي يوميا انها كل الوطن، وانها حامي حماة، وان الحل فقط بيدها للخروج من كل المشاكل.. المهم هنا- حسب اعتقادها- ان نتوجة جميعا الى صناديق الانتخابات القادمة لاختيارها؛؛ بالله عليكم، مثل هذه الأحزاب كيف لها بعد ذلك ان تقول لنا انها تسعى وتشارك في بناء تجربة ديموقراطية حقيقية في البلد؟؟ هذه اهم قضايا الوطن، كل الوطن!! فقر يتوسع يومياً، وبطالة متصاعدة، وفساد متجذر، واحزاب تبحث عن المكاسب والمغانم وتقاسم الكراسي، وسلطة لم تصل بعد الى وضع الحلول الحقيقية او الجادة لكل تلك القضايا.. ولكي نكون موضوعيين في الطرح نقول ان الثالوث الهدام سالف الذكر لا يعفي السلطة من المسؤلية، ولكنها- اي هذه السلطة- بالمقابل لا تتحمل المسؤلية كاملة لان بناء الوطن وحل مشاكله ليست حكرا على اي حزب يصل الى السلطة فقط! لانه اذا سلمنا بهذا المنطق فان القول بان المعارضة تمثل الوجه الاخر للحكم ستصبح شعاراً فارغ المحتوى كما ان للقطاع الاقتصادي الخاص دور كبير الى جانب السلطة والمعارضة.. وبمعنى اخر لا بد من تظافر كل الجهود للخروج الى حلول حقيقية وجادة لمشاكل البلاد والعباد وفق الامكانيات الحقيقية للدولة. قضايا الوطن ككل تهم شعبنا في الداخل والخارج معاً، فلنساهم حتى بالكلمة الصادقة لوضع الحلول والابتعاد عن جلد الذات الذي لا ينفع، لان التشخيص الموضوعي والعلمي لكل مشاكلنا هو السبيل الوحيد لايجاد الحلول الحقيقية، وما غيره سراب! وبدون أمن واستقرار تنعدم اي فرص للتنمية والاصلاح والبناء لذلك يعتبرالجانب الامني او السلم الاهلي- الذي يحاول اعداء الوطن في الداخل اوالخارج النيل منه بشتى الطرق والوسائل التآمرية- هو الأهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا.. وهنا نسجل كلمة حق، وأرجو ألاّ أتهم بعدها بالانحياز للحزب الحاكم، وهي ان الحزب الحاكم او المؤتمر الشعبي العام يمثل حتى اليوم صمام أمان للوطن والشعب من الناحية الامنية والمحافظة على السلم الاهلي في البلد خاصة، وقد اثبتت ذلك الاحداث الاخيرة، وانه كحزب يقف بكوادره وقواعده (الوطنية) مع الشرفاء من بعض الاحزاب على الساحة السياسية الى جانب قوى الشعب الفاعلة والمؤسسة العسكرية والامنية البطلة في الدفاع عن أمن واستقرار ووحدة الوطن.. وان احزاب المعارضة- للاسف الشديد- وأخص هنا "اللقاء المشترك" تقف موقف المتفرج، واحيانا الخصم الذي لا يتحلى بأي حس وطني لان اهتماماتها تدور فقط في دائرة واحدة هي دائرة المصالح الحزبية الضيقة والبحث عن الفرص الدعائية للانتخابات القادمة.. أما أمن الوطن واستقراره فانه إن وجد على جدول اهتمامها فلن تجده للاسف الشديد إلاّ في ذيل القائمة، ورحم الله المناظل الكبير عبد الله بن حسين الاحمر الذي افتقدته الامة، وبالاخص الكثير من قواعد التجمع اليمني للاصلاح وبعض قياداته التي كان يمثلها عبر رئاسته لتجمع الاصلاح بحس وطني كبير، لذلك كنا نشاهده دائما الى جانب الاخ الرئيس متجردا من صفته الحزبية عندما يتعلق الامر بأمن واستقرار ووحدة الوطن. نقولها في ختام هذا الطرح ان أمن الوطن والمحافظة على السلم الاجتماعي، وتعميق الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب، ونبذ ثقافة الكراهية التي يحاول البعض نشرها بشتى الوسائل ثوابت وطنية وشعبية لا تخص حزب بعينه- سواء كان على رأس السلطة او المعارضة- بل تخص جميع الاحزاب لسبب بسيط هو ان هذه الثوابت من المسلمات الاولى لشرعية وجودها.. وبالاحرى هنا ان لم تنل هذه الاحزاب شرف الدفاع عن ثوابت الوطن والشعب، فلتشارك بشكل ايجابي حتى من باب الدفاع عن شرعية وجودها، وذلك اضعف الايمان..! واللة من وراء القصد.