دعا الدكتور سيف سلام الحكيمي– أستاذ الاقتصاد الدولي المساعد بجامعة الحديدة- إلى إعادة صياغة السياسات العامة للدولة في عدة محاور أساسية، من أجل بناء إستراتيجية المدى الطويل للحد من الفقر. وأشار إلى أن من تلك المحاور القناعة والالتزام السياسي والحكومي بان التنمية البشرية هي وحدها القادرة على أن تحدث النمو الاقتصادي، من خلال ترجمتها في صورة إعادة توزيع الاستثمارات لتحقيق التنمية البشرية، مؤكداً ان التنمية المستدامة لا تتحقق وليس لها القدرة على البقاء إلا ببناء تكنولوجيات محلية تتسم بأنها كثيفة العمالة، وكفوءة في استخدام الطاقة، ومنخفضة التكاليف، وغير ملوثة للبيئة ومحافظة على الموارد الطبيعية. جاء ذلك في محاضرة ألقاها أمس الخميس على قاعة منتدى السعيد بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز، تحت عنوان (التحديات العالمية للتنمية)، والذي تناول فيها أبرز التحديات التنموية التي تواجه العالم. موضحا ان أهمها تتمثل في الفقر والتنمية البشرية والصحة والتعليم والبيئة والطاقة ونظام إدارة ومكافحة الفساد والحروب والصراعات السياسية. وأشار المحاضر إلى الأسباب المؤدية لظاهرة الفقر في العالم، موضحا أنها تعود لأسباب داخلية وأخرى خارجية فأما الداخلية فتشمل طبيعة النظام السياسي والاقتصادي السائد في بلد ما فالنظام الجائر لا يشعر المواطن فيه بالأمن والاطمئنان إلى عدالة تحميه من الظلم والتعسف, لافتا إلى ان الأمر يستفحل إذا تضافر العامل السياسي بالعامل الاقتصادي. وعن الأسباب الخارجية لظاهرة الفقر، أشار الحكيمي إلى أنها تتمثل في تعرض الشعوب للإفقار نتاج للحروب وسياسات الحصار كما حدث بعد حصار العراق لمدة عقد ونصف, وأورد رأيين متعاكسين، وقال ان كل منهما يرى الإستراتيجية الأنسب لوضع حد للفقر من وجهة نظره واحدة على المدى القصير والثانية على المدى الطويل، مبيناً أنه في حين يشير الرأي الأول إلى ان استمرار الدعم يعد ضرورة حتمية في الحاضر والمستقبل القريب إذ يؤدي إلغائه إلى أعباء اقتصادية واجتماعية فادحة لا يجب حاليا استبدال دعم الأسعار ببديل نقدي يشير الرأي الثاني إلى ان استمرار الدعم للمشتقات النفطية وغيرها له انعكاسات سلبية على الاقتصاد ومن ذالك تشجيع ظاهرة التهريب. وتطرق المحاضر كذلك إلى إشكال الفقر موضحا ان أشكال الفقر كثيرة منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي وثقافي ووقائي وإنساني، مشيرا إلى ان التقديرات تتوقع ان يصل نسبة الفقراء على مستوى العالم الذين سيعيشون على دولار واحد يوميا 31 % بحلول عام 2015م. واختتم المحاضر محاضرته بتقديم حلول للحد من الفقر ومواجهة تحديات التنمية وتمثلت تلك الحلول بربط الجهود وتحسين البيئة وتقديم الخدمات. افتتح المحاضرة فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز وأدارها الدكتور محمد قحطان– من جامعة تعز، فيما حضرها جمع من المثقفين والمهتمين الذين أثروها بالمناقشات والمداخلات.