كشف الأمين العام للمعهد اليمني لتنمية الديمقراطية أحمد عبد الله الصوفي إن الدولة اليمنية تتعرض لضغوط خارجية نتيجة ما يسمى بالإرهاب من زاويتين أولهما ضغط دولي أمريكي، أوربي وثانيهما ضغط سعودي، إيراني. وأكد الصوفي أن الإرهاب والتطرف الديني يشكلان تهديداً جدياً لاستقرار الدولة اليمنية والمجتمع اليمني وأن الأحداث التي تجري في صعده والتفجيرات التي حدثت في مأرب وحضرموت جميعها تشير إلى أن اليمن قد دخل في دائرة الاستهداف الإستراتيجي بوسيلتي الإرهاب والضغط الأمريكي باسم الحرب على الإرهاب. جاء ذلك على هامش الندوة الفكرية الخاصة بإرهاب الدولة.. والتطرف الديني في المشهد الوطني العربي والإسلامي، والتي نظمها مساء أمس الخميس المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات". وقال الصوفي: خطر الإرهاب جعل الدول والمجتمعات تدخل في مواجهة عالمية مع الآخر البعيد أدياناً ودولاً و اليمن في الوقت الحالي يواجه تحديِ التصدي للإرهاب ليس باعتباره التزاماً بتحقيق سياسة تجفيف منابعه و كحاجة دولية ولكن لأن خطر الإرهاب والتطرف الديني يشكلان بؤرة لتقسيم المجتمع بين المذاهب والمعتقدات التي تتقاسم أفراد المجتمع لتوزعهم في جبهات صدام تهدف إلى إلغاء هيبة الدولة ونفوذها وسيطرتها يستهدف الاستقرار والتنمية ويمثل هاجساً مؤرقاً لعملية النمو الاقتصادي. ورأى الصوفي في مراكز ومدارس تحفيظ القرآن الكريم التي قال إنها تبني وعيا مجزءا- ومرتعا خصبا للتيارات الأصولية المتشددة لزرع أفكارها وثقافتها المغرضة المتشائمة، عبر مطبوعاتها التي تطبع في إيران والعربية السعودية لتنتج فردا محاربا مقاتلا قادرا على أن ينسف نفسه من أجل تدمير الآخرين، داعيا في هذا الإطار إلى ربط المسجد بالحياة العامة وحاجات الناس واستعادة الإسلام المختطف من قبل الوهابية. من جانبه قال القاضي يحيى محمد الماوري: بوش وبن لادن يلتقيان في الأهداف وأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م قد هزت الوجدان العالمي على اختلاف أديانه ومعتقداته واتجاهاته السياسية إذ أن المشاعر الإنسانية كغريزة فطرية ترفض مثل تلك الأعمال البشعة التي تنافي كل القيم والمبادئ والأخلاق. وأشار القاضي الماوري إلى أن المصالح المستهدفة للقاعدة في اليمن مصالح مدينة ومصالح المجتمع والشعب ومثلها المصالح التي تستهدفها المصالح الأمريكية في أفغانستان والتي هي مصالح مدنية بالطبع، منوها في نفس الوقت إلى تباين الموقف الأمريكي مع الحكومة اليمنية، فهو مؤيد لها في مواجهتها للتطرف السلفي ومعارضة لمواجهتها مع التطرف الزيدي. وأكد القاضي الماوري أن الزيدية الصحيحة استطاعت أن تتواءم مع الشافعية وأنه ما كان للمدرسة الجار ودية أن تحل في البيئة اليمنية لولا الفراغ الذي تركته الزيدية الصحيحة والشافعية. أما أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود صالح العودي تحدث عن المذاهب الإسلامية بين الأصل السياسي واللعبة الطائفية من منطلق التمذهب السياسي المنحاز لنصرة الظلم والاستبداد وتبريره، معتبرا ذلك بمثابة " التأسيس الأول لإرهاب الحاكم ضد المحكومين وهو الذي فتح الباب أمام الإرهاب المضاد بمذاهبه ومقاصده المختلفة". وأشارالعودي إلى أن القول باعتبار الخروج على الإمام أو الحاكم الظالم بحد السيف شرطاً من شروط إكتمال إسلام المسلم طبقاً لرؤية المذاهب الأخرى إلا نموذجاً آخر لرد الفعل المتطرف والذي لا يختلف في مقدماته ونتائجه عن الفعل الأول الذي تسبب في إيجاده". يشار هنا أن الندوة الفكرية الخاصة بإرهاب الدولة.. والتطرف الديني في المشهد الوطني العربي والإسلامي والتي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل منارات مساء أمس من خلال أربعة أوراق تناولت أولها الرؤية السياسية والتي تحدث فيها مدير(أحمد الصوفي) عن (اليمن في إستراتيجية تصدير التطرف الديني والإرهاب الأخطار والمعالجات)، ثم الرؤية القانونية والتي تحدث فيها القاضي (يحيى محمد الماوري) عن (أحداث ال 11 من سبتمبر العام 2001م..وأثرها على حقوق الإنسان) تلتها الرؤية الاقتصادية (للدكتور محمد عبد الواحد الميتمي) عن (سوق التطرف في اليمن) وكان آخرها رؤية اجتماعية قدمها الدكتور (حمود صالح العودي) عن (المذاهب الإسلامية بين الأصل السياسي واللعبة الطائفية). و قد خلصت إلى أن تصدر العامل الفكري قائمة الأسباب التي تقف وراء عمليات التطرف والإرهاب التي تعيشها عدد من المجتمعات العربية والإسلامية وذلك نتيجة للانقسام الفكري الحاصل بين الجماعات الإسلامية التي أدت إلى الحدية القائمة اليوم بين أطراف ومنتمي التيارات المختلفة، تلتها الأسباب الاقتصادية ثم السياسية. "نبأ نيوز" تنشر نصوص أوراق العمل كاملة في نافذة (آراء ودراسات)