تعرض مهرجان الحراك الانفصالي الذي أقيم صباح اليوم الاثنين في "حبيل جبر" بمحافظة لحج، لعاصفة خلافات عاتية اجتاحت صفوفه، بعد إنقلاب غادر قادته جمعيات المتقاعدين العسكريين على تيار التصالح والتسامح، فيما امتد تاثير العاصفة إلى هيئات النضال السلمي ليشطرها نصفين، يهتف كل منهما ضد الآخر، واصطخبت ساحة "حبيل جبر" بفوضى عارمة، في نفس الوقت الذي فوجيء المحتشدون في منطقة "الحبيلين" بأيوب طارش يرفع تكبيرات الوحدة بمكبرات صوت جهورية أخرست مزامير التشطير، وصعقت تيارات الحراك بالمفاجأة. وأفاد فريق "نبأ نيوز"- المتواجد حالياً في قلب الأحداث- أن نحو ثلاثة آلاف مشارك تقاطروا منذ ساعات الصباح الاولى الى ساحة المهرجان في "حبيل جبر"، ليفاجأ بينهم قيادات واعضاء تيار التصالح والتسامح بأن "إنقلاباً غادراً"- على حد وصفهم- قادته جمعيات المتقاعدين العسكريين قد اقصاهم من برنامج المشاركة في المهرجان، وتم شطب اسم شلال علي شايع من جدول المتحدثين، وهو الأمر الذي فجر استياءً واسعاً، واضطر على أثره شلال علي شايع العودة أدراجه بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً وهو في منتصف طريقة الى مكان المهرجان. وفي ردود فعلهم على هذا "الانقلاب الغادر"، شوهدت مجاميع من أنصار "شلال" في تيار التصالح، وهي تحرض المتجمهرين على المغادرة، وتنكل بقيادات الجمعيات، الأمر الذي تسبب بمشادات حادة كادت تتطور الى عراك إثر اصطدام تلك المجاميع بعناصر في الجمعيات حاولت منعها من التمادي والاساءة للمهرجان. بالمقابل، ظهرت جمعيات المتقاعدين خلال المهرجان ، وقد استجمعت صفوفها بانتظام، وفرضت هيمنة كبيرة على ساحة الحراك والمنصة، ونجحت في سحب البساط من تحت أقدام "هيئة النضال السلمي"، صاحبة الدعوة للمهرجان، والذي تولى زعيمها النائب ناصر الخبجي مختلف مراحل التحضير والاعداء، فوقفت عناصرها في ذهول من أمرهم أزاء هذا الاكتساح من قبل المتقاعدين. وفي تطور آخر، فإن أعضاء وقيادات "هيئة النضال السلمي" انشقوا أيضاً الى فريقين، وظهرت مجاميع منهم وهي تهتف مطالبة بحل القضية الجنوبية، ورردوا شعارات اعتاد الحزب الاشتراكي على ترديدها، فيما برزت مجاميع أخرى منهم وهي تهتف منادية ب"الجنوب العربي"!! قيادات جنوبية عبرت عن خيبة أملها بالمهرجان لكون أعداد المشاركين لم تتعد الثلاثة آلاف شخص، في الوقت الذي بلغ تعدادهم العام الماضي ما يزيد عن عشرة آلاف مشارك.. وعزت هذه القيادات سبب تدني العدد الى قيام كبار المشائخ المؤثرين بنشاط تعبوي حرضوا فيه الناس على مقاطعة هذه الفعاليات، متهمين النظام بأنه "غرر بهم" وجندهم لافشال المهرجان.. أما في "الحبيلين"، فقد خرجت مظاهرتان الأولى لعناصر الحراك الانفصالي، والثانية رفعت صور الرئيس علي عبد الله صالح، وأعلام الوحدة التي غطت وجه السماء من كثافتها، وأطلقت مكبرات الصوت المحمولة فوق السيارات لتصدح جميعاً بصوت الفنان أيوب طارش، وهو يتغنى بالوحدة اليمنيةن ويلهج مكبراً باسم اليمن.. وهو الامر الذي طغى على أصوات عناصر الحراك الانفصالي وغيبها عن أسماع الداني قبل القاصي، وأجج الحماس لأعداد هائلة من الشباب للالتحاق بركب التظاهرة الوحدة. هذا وسيقوم فريق "نبأ نيوز" المتواجد في مسرح الاحداث بإعداد تقرير تفصيلي، مرفق بالصور للفعاليات التي شهدتها منطقتي "حبيل جبر" و"الحبيلين"، وما تناولته الخطابات التي ألقاها قادة الحراك الانفصالي في المهرجان.