أكد مراسلو "نبأ نيوز" أن عدداً من المحافظات اليمنية الجنوبية تشهد منذ مساء أمس الأول الإثنين وحتى صباح اليوم الأربعاء موجة انسحابات شبابية جماعية من تنظيمات "الحراك الانفصالي القاعدي"، وُصفت بأنها "الأوسع في حجمها، والأولى من نوعها"، كونها تأتي كردة فعل على الأعمال الإرهابية للحراك، التي كانت آخرها قيامه الجمعة الماضية بقتل ثلاثة من أبناء القبيطة بمنطقة "حبيل جبر"، ثم أعقبها بيوم واحد بقتل أحد أبناء تعز أيضاً وشنقه ووضعه على شجرة في مثلث العند، وتجريده من كل وثائقه لإخفاء هويته. وأفاد المراسلون: أن مشاعر الغضب والاستياء التي أعقبت الحادثتين، فجرت قلقاً عظيماً لدى أبناء المحافظات الجنوبية، ومخاوفاً من ان تقود تلك الجرائم إلى جرّ الجنوب إلى "مجزرة ينايرية" أخرى، تصفى فيها الثأرات على البطاقات الشخصية، في ظل الإندماج الهائل لأبناء مختلف المحافظات اليمنية، ووجود نفس قيادات مجزرة يناير على راس هيئات الحراك. وبحسب مراسلة "نبأ نيوز" في أبين، فإن عشرات الشباب من مديريتي "المحفد" و"أحور" أعلنوا بعد عصر أمس الثلاثاء في نهاية مباراة رياضية بينهما، براءتهم من الحراك الانفصالي، ومن دماء الأبرياء الذين قتلوا في "حبيل جبر"، ومقاطعة أي أنشطة سينظمها الحراك مستقبلاً.. وقرءوا الفاتحة على أرواح الضحايا، وسط مشاعر غضب متفجر من محاولة جرّ الجنوب الى العنف. وأشارت المراسلة إلى أن مصادراً شبابية أبلغتها قبيل ظهر اليوم الأربعاء انسحاب مجموعات كبيرة من شباب مديريات "رصد، خنفر، الوضيع، زنجبار، موديه" من صفوف الحراك، متأثرين بحادثتي "الحبيلين والعند"، وأنهم يتحدثون في معظم الأماكن العامة عن مقاطعتهم للحراك، ويروون قصصاً لأعمال عنف مختلفة.. غير أن الزميلة "اعتدال" تؤكد قيام وجاهات قبلية، وشخصيات اجتماعية وحدوية مؤثرة جداً في الساحة بتحركات واسعة خلال اليومين الماضيين على مستوى الحارات، والمقايل، وحتى بيوت بعض عناصر الحراك النشطة، للتعبئة ضد أعمال العنف المناطقي، والتحذير من إراقة الدماء.. وهو ما عزت إليه منع كثير من الأسر لأبنائها من الاشتراك بأي أنشطة قادمة للحراك.. وفي محافظة الضالع، أكد مراسل "نبأ نيوز" أن شجاراً وقع أمس بين مجاميع شبابية من أبناء مديرية الضالع محسوبة على الحراك، على خلفية إعلان مجموعة منهم الارتداد عن مناصرة الحراك، وشتم بعض قياداته ووصفهم ب"العصابات"، واستنكار أي محاولات الاعتداء على أبناء المناطق الأخرى، وتأكيد حرمته الدينية. وأضاف المراسل: أن أكثر من خمسة وعشرين شاباً من هذه المجاميع شوهدوا أمام بوابة "نادي الصمود" الرياضي وهم يهتفون بانفعال: "لا حراك بعد اليوم"، وكانوا كلما مروا بأحد أقرانهم يحرضوه على ترك الحراك و"البلطجية"- على حد وصفهم للعناصر القيادية فيه. ونوه المراسل إلى تحركات عدد كبير من الوجاهات والشخصيات الاجتماعية والسياسية للتعبئة ضد الأعمال الارهابية للحراك، والفتنة التي يعتزم قادته جر مدنهم اليها. كما تؤكد مصادر "نبأ نيوز" في شبوة وحضرموت أن مشاعر الغضب اجتاحت كل بيت جراء الجرائم الشنعاء التي نفذتها عناصر الحراك في "حبيل جبر" و"العند"، وأن القلق دفع الكثير من الأسر الى منع أبنائها من الاشتراك بفعاليات الحراك، في نفس الوقت الذي شوهدت مجموعات مصغرة تابعة لفروع اتحاد شباب اليمن في تلك المحافظات وهي تنفذ حملات تعبئة لنبذ العصبيات المناطقية، وتحذر من المخططات الارهابية التي يعتزم الحراك تنفيذها لصالح جهات خارجية. وعلى صعيد متصل، قالت مجلة العرب الأمريكية بمتشجان، اليوم الأربعاء أن شاباً من محافظة أبين تخلى يوم الاثنين الماضي عن أسرته، وهجرها، بعد عجزه عن اقناع والده بالانسحاب من الحراك، والوقوف مع الوحدة. وأشار إلى أن الشاب (ع. ف. م.)- 23 سنة- وبعد ان توصل الى طريق مسدود مع والده وأفراد أسرته، "قرر ترك أسرته والتخلي عن كل من يدعي الإنفصال من أفرادها، او يقف إلى صف الإنفصاليين حتى لو كانوا والده ووالدته واخوانه"، مستنكراً الأعمال الاجرامية والتخريبية التي تقوم بها عناصر الحراك. واتهم الشاب- الذي ينتمي لأسرة فلاحية- والده بأخذ "أموال حرام" من أنفصاليين آخرين من أبناء المحافظة، مقابل المشاركة في اعمال الشغب.. وأن الأموال تقدمها دولة خليجية. كما نقلت المجلة "أن الشاب ذكر إن أكثر ما جعله يترك والده وافراد اسرته هو مقتل ثلاثة يمنيين ظلم وعدوان على أيادي مسلحين من لحج، وانه قطع على نفسه عهداً بعد ان سمع الخبر أن لا يسكن في بيت يوجد بداخله شخص واحد انفصالي، حتى لو كان هذا الشخص هو والده، او اخوه، او ابنه لأنه لا يسمح له ضميره بذلك". كما تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن المئات من الشباب انسحبوا خلال اليومين الماضيين من تنظيمات الحراك، وأن أضعافهم انسحبوا في قرارة أنفسهم بصمت، فثمة ردة فعل كبيرة تجاه حادثتي "حبيل جبر" و"العند" تسود كل مكان، وأن أغلب المجالس الجنوبية عادت لاستذكار قصص ما قبل الوحدة، ومجازر الذبح على البطاقة، والفتن التي كان يشهدها الجنوب آنذاك، مترجمة بذلك قلقاً عظيماً من شلالات الدم التي ما زالت صورها البشعة عالقة في ذاكرة الأجيال، وهي تصب من أجساد ما يزيد عن عشرة آلاف مواطن يمني "جنوبي" ممن ذبحتهم في غضون أسبوع سكاكين نفس الزعامات النازية التي تدير عجلة الحراك اليوم من داخل الفنادق الأوروبية، ومن صالات الأعراس التي يمطرون فيها الراقصات بملايين الدولارات التي قبضوها ثمناً لضحايا هولوكوست يناير، ولعويل الثكالى والأرامل، ونحيب عشرات آلاف الأيتام الذين خرجوا الى شوارع مدن الجنوب، يقلبون الجثث، ويبحثون بين الأشلاء الممزقة عن بقايا أب يكفكف دمعهم، ويؤمن فزعهم...!