أكد عبد ربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية على أن العلاقة التي تجمع اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي هي علاقة وشيجة مبنية على الإخاء والجوار والمصالح المشتركة والنسيج الاجتماعي الواحد. وقال نائب رئيس الجمهورية- في افتتاح المؤتمر ال66 لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج العربي الذي بدا أعماله صباح اليوم بصنعاء: "وان كانت اليمن ودول المجلس قد حققت نجاحات ملحوظة في هذا الجانب خلال الفترة الماضية فإننا نتطلع إلى المزيد من النجاح ولما فيه خير شعوبنا والقضاء النهائي على كافة الأمراض التي تعيق تطورنا ونمونا". وأوضح نائب الرئيس: أن استضافة صنعاء لأعمال المؤتمر ال66 لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج يمثل خطوة هامة نحو تعزيز الشراكة المبنية على الروابط الأخوية بين اليمن ودول الخليج. وأشار نائب الرئيس إلى أن الجمهورية اليمنية أولت اهتماماً كبيراً بالقطاع الصحي وتوفير الخدمات الصحية والعلاجية للمواطنين عبر إنشاء عشرات المستشفيات ومئات المستوصفات والمراكز الصحية في المدن والمديريات والأرياف وتحرص الدولة والحكومة على توفير الإمكانات اللازمة لهذا القطاع للارتقاء بأدائه وبما يكفل توفير الخدمات الصحية لكافة المواطنين وتشجيع الاستثمارات الخاصة في هذا المجال للنهوض بهذه الخدمة. وجدد نائب الرئيس التزام القيادة السياسية ممثلة بالرئيس علي عبد الله صالح بدعم الأنشطة الصحية وفق الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الصحية والحد من الفقر ورعاية التوجهات الإيجابية للقطاع الصحي نحو الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، مشدداً على ضرورة توسيع برنامج التدريب والتأهيل للكوادر الصحية وتمكينها من أسباب النجاح في مهامها بالتعاون والتنسيق مع المجالس المحلية وإجراء المسوح الميدانية الدورية لمراقبة الوضع الراهن، وكذا اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالسيطرة على ازدياد حالات الأمراض المزمنة وفي مقدمتها إمراض القلب والسكر والسرطان والكلى وأمراض العيون وغيرها والاستفادة من تجارب الأشقاء في دول مجلس التعاون في هذا المجال. من جانبه قال الدكتور عبد الكريم يحيى راصع- وزير الصحة العامة والسكان: أن اليمن ألتزمت بالعمل على تحسين الحالة الصحية للمواطنين انطلاقا من ضرورة تحقيق الأهداف الصحية عن طريق الرعاية الصحية والأولية. وأشار راصع إلى أن جهود الوزارة تنكب على ايلاء عناية اكبر بالخدمات الوقائية وبرامج الرقي بالصحة ولا مركزية النظام الصحي وتحسين نوعية الخدمات الصحية في جميع المستويات مضيفاً بقوله: أن أمامنا مهام جسام ومسئوليات كبيرة تجاه هذه القضية وقضايانا الأخرى والمتعلقة بتطوير المستوى الصحي للإنسان العربي ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في مجال الصحة والسكان نظرا لتزايد النمو المضطرد في عدد السكان في الجزيرة والخليج وما يتطلبه هذا التزايد من إمكانات ومطالب عاجلة وملحة ومن تكثيف للجهود المشتركة. وأكد راصع: أن العمل على تمتين علاقات الأخوة والجوار باتت ضرورة ملحة تقتضيها مستجدات المرحلة وما تحمله للأمة بأكملها وللجزيرة والخليج بخاصة من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية الأمر الذي يستدعي شحذ الهمم واليقظة المستمرة والتواصل الدائم بيننا. ونوه راصع إلى أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون منذ تأسيسه عام 1976م قد قطع شوطاً كبيراً في تنمية الخدمات الطبية والصحية وخلالها تم التخلص من العديد من الأمراض، وبرغم مضي ست سنوات فقط على انضمام اليمن إلى عضوية مجلس وزراء لدول مجلس التعاون فقد انضمت خلالها اليمن إلى أكثر من 50 هيئة صحية مشتركة مع دول مجلس التعاون. بدوره استعرض المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق بن احمد خوجه انجازات المجلس خلال السنوات الماضية في تحقيق الكثير من التطلعات التي تسعى إليها الدول الأعضاء . وقال خوجه أن ذلك انعكس إيجابا على المؤشرات الصحية والمعايير الإحصائية التي رصدتها جميع المنظمات الإقليمية والدولية، لافتا إلى الانجازات المحققة للدورة الثالثة والثلاثين للمجلس. وأضاف: أبرزها تبني المجلس تفعيل شعار عام 2008م لمكافحة الأمراض القلبية والوعائية، وعقد المؤتمر الإقليمي للرعاية الصحية الأولية بدولة قطر مطلع نوفمبر الماضي، وطرح مقترح بإنشاء الصندوق الخليجي لمكافحة داء السكري واعتماد ميزانيته التقديرية لتنفيذ الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة داء السكري 2009-2018م، إضافة إلى اعتماد خطة خليجية لصحة الفم والأسنان التي تنفذ على مدار عشرة أعوام. وأشار إلى انه تم الانتهاء من الدراسة التقويمية لبرامج وأنشطة المكتب التنفيذي وإتمام البنى التحتية لمجلس الاختصاصات التمريضية في دولة قطر، وكذا انجاز الدراسة الميدانية لتقييم موقف البحوث الصحية في دول مجلس التعاون مع بعض دول إقليم شرق المتوسط، وحصول المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي على عضوية المؤتمر العالمي للموائمة بالنسبة للتسجيل المركزي. وأكد: أن "هناك تفتيش دوري على المصانع الدوائية للتأكد من التصنيع الجيد للدواء وحصول الشركات على دواء جيد"، معتبرا توسيع المكتب لنطاق عمله وتبوئه مكانة مرموقة وسمعة طيبة لأعماله مؤشر هام يؤكد على أهمية التخطيط العلمي المدروس والتطوير الدائم والنهج القويم الذي رسمه وزراء الصحة بدول الخليج للمجلس ومكتبه التنفيذي. كما أشاد رئيس إقليم شرق المتوسط للوكالة الدولية لمكافحة العمى سمو الأمير عبد العزيز بن احمد بن عبد العزيز آل سعود بدور اليمن الداعم والراعي للمؤتمر ال 66 لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي المنعقد حاليا في صنعاء وإنجاح فعالياته وتوصياته. وأعرب آل سعود- في كلمة ألقاها في المؤتمر الذي بدأ أعماله اليوم الثلاثاء في صنعاء- عن تطلعه في أن يضطلع هذا المؤتمر في دعم إقرار الخطة النهائية الخاصة بالتوقي من العمى المقرر عرضها على الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية في مايو القادم لإقرارها بصيغتها النهائية. وقال آل سعود: "نأمل من هذا المؤتمر تثبيت هذه التوصيات ضمن توصيات المجلس"، متمنيا أن يحقق الأهداف المتوخاة من انعقاده والخروج بتوصيات تنعكس إيجابا لتطوير مسيرة العمل الصحي الخليجي. من جانبه أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي المساعد لشؤون البيئة الدكتور عبد الله بن عقله الهاشم، أهمية إعادة تقييم بعض البرامج المشتركة وجدواها خاصة ما يتعلق منها بالأمراض والظواهر الصحية الغير عابرة للحدود، على أن يكون من الأجدى التعامل معها وتنفيذها على المستوى الوطني. وقال الهاشم: "ما أثار الاهتمام هو إعلان الدوحة الصادر عن المؤتمر الدولي للرعاية الصحية في نوفمبر الماضي، وتوصيات الهيئة التنفيذية بشان متطلبات الرعاية الصحية الأولية في اجتماعها التاسع والستين في الرياض في ديسمبر الماضي وملامسة هذا الجانب في يساهم في تعميق تحقيق المساواة والمواطنة الصحية". وأشار إلى حجم ما تحقق على مستوى العمل الصحي الخليجي المشترك، منوها بالجهود التي بذلها مجلس وزراء الصحة الخليجيين بهذا الخصوص، وبالاهتمام بالرعاية الصحية الأولية. وفي ذات السياق أكد وزير الصحة السعودي رئيس الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الدكتور حمد بن عبد الله المانع التزام المجلس بمساندة جهود اليمن للتخلص من طفيلي الملاريا نهائيا، موضحا أنه تم إعداد البرنامج الخاص بذلك وسيتم التنفيذ في القريب العاجل. وقال المانع في كلمته أمام المؤتمر أن الدورة السابقة للمجلس حققت الكثير من التطلعات لكن لا يزال هناك الكثير من التحديات في الجوانب الصحية والتي تتطلب تضافر الجهود وتكاملها. وأضاف أنه تم قطع شوط كبير في مجال الصحة العامة بفضل التعاون المستمر بين وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن دول الخليج تواجه تحدي ارتفاع أعداد مرضى داء السكري. وتابع الوزير المانع: أنه تم رصد مبلغ 750 مليون دولار لخفض الزيادة ورفع وعي مواطني دول الخليج العربي بأهمية الحمية الغذائية والمشي ومخاطر الداء السكري، مؤكدا أن أعداد المدخنين الشباب في دول المجلس يرتفع بشكل مخيف. في الوقت الذي حذر فيه الوزير السعودي من إدخال السجائر المستوردة المحتوية على مواد تسبب الإدمان وتشكل خطرا كبيرا على الشباب. يشار هنا انه وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تم عرض فيلم وثائقي حول نجاح اليمن في استئصال شلل الأطفال خلال الفترة من (1996 2009) والتقدير الدولي الذي حظيت به هذه التجربة وكذا الدعم اللا محدود من القيادة السياسية لتحقيق هذا الهدف. في حين وقع على هامش أعمال المؤتمر بروتوكول التعاون بين المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فضلا عن إطلاق موقع مجلس الاختصاصات التمريضية على الشبكة العنكبوتية الهادف إلى تقديم معلومات وافية للدارسين فيه.