كلنا جئنا من الريف ولا ينكر أحداً فضل الريف على تربيتنا وتعودنا على العيش بسلام كأسرة واحدة مهما كان عدد البيوت في هذا الريف أو القرية قليلة أم كثيرة فكلنا أسرة واحدة نعلم بأفراح وأحزان بعضنا. لكن أين مكانة الريف والاهتمام به لدى حكومتنا، فمن هذا الريف كم صار منه الطبيب والمهندس والطيار والجندي ولكن كله بمجهود شخصي أو تكاتف أهل القرية أو الريف. فكم حزنت على أرياف اليمن التي لا توجد فيها أدنى الخدمات كالمستشفيات والمدارس والتلفون الثابت وغيرها من الخدمات التي يستفيد منها الساكن في الريف الذي يربي أجيال كي ترفع رأس اليمن عالياً. فو الله لن نجد أجمل وأبهى من ريف اليمن، ولو اهتمت الحكومة بالقرى اليمنية لكانت مكان للفسحة لساكني المدن ومزار للسياح الخليجين والعرب والأجانب لكن يا فصيح لمن تصيح. زرت قريتي الجميلة بيت حلبوب في مديرية السده في عام 2004 وكانت الطريق مرصوفة بمقدار نصف كيلو مع المناقصة نزلت في عام 2000 ولكن المصيبة أني زرت هذه القرية الجميلة في عام 2008 مروراً بعدة قرى تضاهيها جمالأ وبهاءً مثل بيت الأشول والدثية وغيرها من القرى الموجودة في مديرية السدة والكل يعرف جمال هذه المنطقة، فوجدت أن الطريق لم تكتمل بعد وكأنهم يعملون كل سنه نصف كيلو، أين الاهتمام أين المسئولين لماذا لا يحاسبوا عن هذا الإهمال؟ هذه القرية البسيطة (بيت حلبوب) كم يوجد فيها من بنايات من عصور قديمة الموقع الأثري "المنهوب" الذي اكتشف حديثاُ يوجد في هذه القرية, و كما يوجد في هذه القرية 12 شخص تخصصوا آثار ومتاحف في جامعات مختلفة أملا منهم أن الحكومة ستقوم بتوظيفهم في بلد الآثار. كما أن هذه القرية تمتاز بجمال الطبيعة الذي يجعلك تعيش في أحلام قصص ألف ليلة وليلة, كرم الضيافة, طيبة أهلها، ولا أبالغ في هذا ولكن هذه الحقيقة فكم تفتقد هذه القرية التي أنجبت الأطباء والضباط والقضاة وعدد كبير من المثقفين والمتعلمين، لأبسط المشروعات الخدمية مع العلم أنها تعتبر سوق لأكثر من 10 قرى بجوارها. فأين الحكومة من توظيف أبناء الريف في مشروعات خدمية تكون في قراهم أو تأهيلهم مهنياً لكي يستطيعوا أن يؤمنوا لقمة العيش التي تعتبر أبسط المطالب المشروعة للجميع. فمتى سيلتفت مسئولو المحافظات اليمنية للريف اليمني الأصيل المتمسك بالعادات والتقاليد اليمنية.