نتابع بقلق ما يحدث في اليمن السعيد ، ونعتبر أن ما يجري ليس بريئا ، ولا نستبعد وجود أيد خفية ، تعمل من وراء ستار ، ما دامت القوى المعادية للأمة معنية بنشر القلاقل والفوضى وفق إستراتيجية "الفوضى الخلاقة" ، وفي هذا الصدد فلا بد من ملاحظتين: الأولى: أن الأمة كلها تدين الفكر الانفصالي ، وتعتبر دعاة الانفصال وتحت أي شعار ، أو يافطة ، خارجين على إجماعها ، ويحطبون في حبال أعدائها ، ويستذكر المؤامرات التي حيكت ضدها ، لإبقائها مجزأة ، يسهل السيطرة عليها ، بدأ من مؤامرة سايكس بيكو ، وليس انتهاء بالمخططات الأميركية - الإسرائيلية ، التي كانت سببا رئيسيا في انفصال الوحدة المصرية - السورية ، وفي إفشال الجهود الوحدوية ، حتى أصبح مجرد الدعوة إلى الوحدة العربية ، نكتة أو دعابة عند البعض ، في ظل كل ما أشرنا إليه ، وفي ظل أسوار الإقليمية والفكر الانعزالي. الثانية: للمعارضة الحق كل الحق في اليمن وغير اليمن ، وفي كل الدول العربية وغيرها ، المطالبة بتحقيق العدالة والمساواة ، ووضع حد للفساد والإفساد ، وشراء الذمم والمحسوبية ، ولها الحق في التعبير عن رأيها بكافة الوسائل وتنظيم المظاهرات ، والاعتصامات ، ما دامت تسعى للتغيير بطرق سليمة. وفي هذا الصدد لا بد أن نؤكد أن منطلقات هذه المعارضة ، يجب أن تكون من وحي مصلحة اليمن واليمنيين ، وأن تكون مستقلة ، وقرارها مستقل ، لا تتبع لأحد ، ولا تدار بالريموت كونترول ، من وراء الحدود ، مستذكرين "المعارضة العراقية" التي مولتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "السي اي ايه" ، وأحضرتها قوات الغزو معها على ظهر الدبابات ، وقامت بتنفيذ كافة مخططات هذا العدو ، ولا تزال ، بدءا من الموافقة على دستور بريمر ، القائم على المحاصصة والتقسيم والطائفية ، وعلى الاتفاقية الأمنية مع واشنطن ، والتي اعتبرها أساتذة القانون بأنها تشريع للاحتلال. إن أية معارضة تمتد جذورها خارج الوطن ، هي معارضة مشبوهة مادامت ، تعيش على الدولارات الأميركية ، وتأتمر بأوامر "السي آي ايه" لا بل وتعتبر البنتاغون قبلتها الأولى. باختصار.. إن الأوضاع في اليمن السعيد تبدو خطيرة وتستدعي حراكا سريعا من قبل المسئولين اليمنيين ، لنزع فتيل الاحتقان ، وذلك باتخاذ إجراءات سريعة ، تعيد للأشقاء في الجنوب ثقتهم بدولة الوحدة ، التي ضحى اليمنيون الشرفاء من أجلها ، كما نأمل من دول مجلس التعاون الشقيقة ، مساعدة اليمن للخروج من أزمته الاقتصادية الحادة ، وذلك باستقدام العمالة اليمنية ، بدلا من الآسيوية ، والاستثمار في عدد من المشاريع ، فأي تغيير - لا سمح الله - في هذا البلد الشقيق ، ستصل شرارته إلى هذه الدول ، وسيؤدي حتما إلى جانب ما يحدث في الصومال ، إلى فوضى في المنطقة ، لا يعلم نتائجها إلا الله. [email protected]