- سيئون / الأستاذ: محمد يسلم بشير باسلمه - أوشكت اختبارات إكمال المراحل الدراسية على الانتهاء فهل تعبّرعن تقويم حقيقي لمستوى التحصيل العلمي لمرحلة دراسية كاملة ؟ بل هل تعبر عن نتيجة جهد عام دراسي كلل جهود المعلم والتلميذ والإدارة المدرسية، بل والإدارة التعليمية في الوطن اليمني هذا ما يشك فيه الجميع تقريبا. اطلعت على بعض ما نشرته صحف يمنية وما نشرته القدس العربية الصادرة في لندن التي تحدثت وكانت لسانها سليطة علينا بسبب الغش في الاختبارات! وقبلها في عام مضى قرأنا عن مقتل مدير مركز اختبار في إحدى المحافظات، وضرب مراقبين، وهذا العام انحطت أخلاقيات البعض إلى درجة كتابة بعض المقررات في النعال وغير ذلك من المشاكل التي ترتبت على أسلوب التقويم المتبع، وإدارة لا تستطيع حماية جهدها ولا تحترم أساليبها بل ويمتهن عملها. لماذا تصر غاية الإصرار على المضي في طريق محفوف بهدر الملايين وجني المر والعلقم إلاّ أن تكون المكاسب المادية التي يجنيها كبار المشرفين على سير عملية التقويم هي الهدف لا غير! فالدولة تخسر على اختبارات إكمال المراحل أكثر من 100 مليون ريال يمني وتكون المحصلة صراع ظاهري على مواقع المراكز الخاصة بالاختبارات وتطاول على المقدسات ومنها المعلم.. ألا تجد وسيلة تقويم أنفع لليمن على الأقل في ظل دولة عاجزة وحكومة فاشلة وهيمنة قبيلة مارقة؟ هاكم ما نشرته صحيفة "الصحوة" في عددها1181/ الخميس 2رجب 1430ه الموافق 25يونيو 2009م على صفحتها الأخيرة، تحت عنوان: تفاقم ظاهرة الغش: "تسببت خلافات قبلية في مديرية كشر بمحافظة حجة إلى نقل مركز الثانوية الإمتحاني بمنطقة العبيسة إلى مركز المديرية على إثر خلافات قبلية بين قبائل من بني ريباني وبني الدريني، في ظل غياب للجنة الأمنية. وأكدت مصادر أهلية للصحوة أن الخلاف بين الأهالي بسبب وجود مراقبين من إحدى الأسر التي لها طلبة في نفس اللجان مما دفع أطراف أخرى إلى محاولة الدخول للجان لتقديم الغش لأبنائهم بالقوة!!؟ وفي سياق متصل أقدم عدد من المسلحين على اقتحام ثلاثة مراكز إمتحانية في امتحان الفترة الثانية لطلاب الثانوية العامة بمحافظة صنعاء ، في حين رشق آخرون مركزا إمتحانياً بالحجارة بمحافظة الضالع قبيل دقائق من انتهاء امتحان طلاب الشهادة الأساسية الاثنين الماضي. وأكدت مصادر صحفية أن المجلس المحلي في الضالع أقر نقل المركز الامتحاني المعتدى عليه من (بيت اليزيدي) إلى مركز (حمير) في إطار مديرية دمت. وعزت المصادر أسباب نقل المركز إلى تجمهر العشرات حول المركز الامتحاني وقيامهم برشق الطلاب والملاحظين واللجان الأمنية بالحجارة !!!!؟؟" لهذه الظواهر التي أفقدت هذا الأسلوب من أساليب التقويم المدرسي في اليمن أسباب وعوامل كثيرة أرجعها البعض إلى خمسة عوامل هي: 1) النقص الحاد في متطلبات التعليم (معلمين، وكتاب مدرسي، وجو دراسي) منذ بداية العام الدراسي . 2) كثافة الطلاب في القاعة الدراسة الواحدة طيلة العام. 3) وضع أسئلة التقويم التي يراد منها قياس مدى تحصيل واستيعاب المعارف والمهارات المقررة. 4) المكافآت المجزية للقائمين على عملية الامتحان حتى لا يضطرون إلى استجداء الأهالي وأولياء الأمور، ومن ثم المحاسبة الصارمة عن أي قصور أو خلل يحدث. 5) الأهالي الذين لا يهمهم من العملية التعليمية سوى نجاح أولادهم الوهمي وحصولهم على الشهادات لا غير. إن لقياس العملية التعليمية وسائل كثيرة وعديدة واحدة منها بل إن شئت قلت أسهلها الاختبار التحريري، فهل نعجز وحالنا هذا أن نستبدل أسلوب التقويم المتبع اليوم والقائم على هذا الحجم من الغش بأسلوب أنفع أو نبدع في تصميم أسلوب جديد حتى نحمي سمعتنا وسمعة التعليم في بلدنا من آفة ما يعتمل فيه اليوم هذا ما أرجو أن يعكف عليه المخلصون من الموجهين والإدارات التربوية فيطالعون في الأعوام القادمة بتطوير لأسلوب التقويم المدرسي يتجاوز هذه المشكلة برمتها.. [email protected] حضرموت - سيئون