وأنا أتأمل في المواقع الإخبارية اليمنية ومواقع بعض الصحف اليمنية وجدت الكثير من الشكاوي والتظلمات لمواطنين، منها تجاوزات أمنيهة، ومنها تجاوزات متنفذين حكوميين وقبليين ....... حرمو من التعليم والثقافة. لكن السؤال هنا: هل رئيس الجمهورية أو المعنيين بهذا الشأن مطلعون على كل المواقع والصحف، او لديهم إهتمام بملاحقة الشكاوي والتظلمات في الصحف والمواقع!؟ خطرت في بالي قصه صديق من المملكة العربية السعودية عندما إسترسل لي في أحد فنادق صنعاء في شرح قصته، متباهياً بالأمن الذي يعيشونه، وبما أسماه ب"ديوان المظالم". قال بأنه تعرض لبعض التجاوزات من متنفذين فقدم شكوى إلى ديوان المضالم الذي تشتهر به المملكة بإستقبال شكاوي وتظلمات المواطنين سواء كانت المظلمة ضد مسئول في الدولة او مواطن عادي، والنظر فيها والتوجيه والمتابعة للقضية والتواصل مع المعنيين بإصلاح الخلل أو محاسبة المعنيين والمتجاوزين. ولا ادري هل كان مبالغاً حينما قال بأن الملك بذاته ينظر فيها وهو من وجه بالنظر في قضيته، لان الصديق قال أن محتوى المظلمه أو الشكوى يكون مخاطباً الملك شخصياً. وأنا أعتبر أن ذلك تواضعاً من الملك يذكرني ب "عمر بن عبد العزيز"، ولو لم يقال بأني مبالغ لقلت يذكرني بعهد خلافة الأربعة رضي الله عنهم بعد رسول الله علية أفضل الصلاة والسلام. سألت نفسي في لحظة تأمل: لمذا لا يكون لنا في اليمن ديوان للمظالم يشرف عليه الرئيس أسبوعيا ليقرأ ما لم يصله، ويعلم ما لم يعلمه، من قصص تقشعر لها الأبدان..!؟ لا أريد هنا أن أعدد أنواع المظالم وأنواع البلطجة في بلادنا لكن كلنا يعرف من هم الذين يقودون عصابات النهب والسلبطة والإختلاس والتقطع والقتل في الشوارع والأسواق، ومن يحمون ويخفون القتلة والخاطفين والمفسدين في الأرض..! ومن لم يصادفهم في الشارع وأراد التعرف عليهم فما عليه إلا أن يدخل "المقوات" ويشاهد "الجيوب" بعضها تحمل لوحات الجيش، والمواكب المدججه بالسلاح التي حولت الشارع والسوق في اليمن الى ساحة حرب، ولم تسلم منهم حتى الأجهزة الأمنية التي تقف عاجزه أمامهم. كذلك شرطي المرور المغلوب على أمره والذي لا يتجرأ بإشهار القسيمة في وجه بلطجي مخالف خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه من المرافقين المدججين بالسلاح، وهذا لم يحدث مرة او مرتين، بل سفكت كم من دماء في صفوف رجال المرور والأمن.. أكاد أجزم بأن رئيس الجمهورية تخفى عنه كثير من القضايا التي تهم المواطن خاصة قضايا الظلم، وتخفى عنه الكثير من الأشياء، وأن الكثير ممن حوله يحلو لهم تنميق وتزيين الأمور له وتطمينه بان الدنيا بخير وكل شي على ما يرام لأن هذا سينعكس عليهم سلباً لانهم هم المعنيون والمكلفون بهذه الامور والبعض منهم يتسترون عليهم خوفا، والبعض الآخر هم أنفسهم من يمارسون هذه الأفعال او أطفالهم الذين يقودون السيارات الفارهة مع مرافقيهم. ليس من العيب أن يشرف الرئيس على هموم وشكاوي المواطنين، وليس من العيب أن يمسك في يده ملف قضية لمواطن غلبان نهبت ارضه او ان قضيته لم ينظر لها من ناحية الأجهزة المختصة ويوجه ويتابع القضية بنفسه لان ذلك سيعطي شعوراً لدى المتنفذين بان كل شئ متابع، وأن زمن البلطجة بدأ يختفي.. جميل جداً ماقرأته بان هناك توجهات بإنشاء صناديق للشكاوي في الإدارات الأمنية، ولكن هل ستجد هذه الشكاوي المتابعة من القيادات العليا والتفاعل معها بجدية من المواطن..!؟ نتمنى من المواطن التفاعل مع ذلك بجدية وعدم الصمت عن أي تجاوزات حتى نحدث رادع للبلطجية ونعلمهم بأن زمن الزير سالم إنتهى، وأن على المتخلفين الذين يشعرون بعقدة النقص ويحاولون تعويض الشعور بالنقص بالخروج عن القانون بقمع الناس والنهب والتنفذ والتقطع والإختطاف والسجون التي يمتلكوها في أعالي القمم ونراهم يحاولون أن يجعلوا لأنفسهم أهمية في المجتمع، وإشعار الآخرين بأنهم مهددون لأهميتهم من خلال تشكيل عصابات مسلحة يسمونهم "المرافقون". كل هذا ليس أكثر من محاولة فاشلة لمتخلف حرم من القراءة والكتابة، ولم يعلم حتى الآن أن الأرض كروية الشكل، ولا يمكنه إستيعاب مفهوم الجاذبية الأرضية..! [email protected]