عنوان ينطبق في مضمونه وفهمه بما لايدع مجالا للشك على البعض من أولئك الذين نراهم اليوم يرفعون كثيرا من الشعارات والعناوين الصاخبة بما يتناسب وتوظيف الحالة التي تعيشها الأمة العربية، من أجل الوصول لأهداف اقل ما يمكن ان نصفها به هو أنها تثير الشك وتضع الكثير أمامها من علامات الإستفهام والتعجب حيال أولئك الذين يتزعمون هذا النهج في كثير من دول المنطقة، وتتبنى تلميعهم قنوات فضائية خطابها الإعلامي واضح في معاداته لكثير من دول المنطقة وتمرره تحت عنوان حرية الرأي في استعراض اعلامي مترع بالتشكيك والتخوين وتصوير الشعوب بأنها محتلة من قبل أنظمتها ومضطهدة ويجب أن تثور لإسقاطها ناهيك عن اتهامات الخيانة والعمالة. ان هذ النمط من الحرب الإعلامية في ظاهرها المتلفعة بثوب الطهارة والوطنية والحرص والغيرة على مصالح الشعوب أخذ كثيرا من شعوب المنطقة الى المجهول وضبابية الرؤى إن لم يكن انعدامها وصب جميعه في خدمة الآخر لما تميز به من قدرة على دغدغة عواطف بسطاء الناس في هذه الأمة خاصة وان الكثير منهم يعيش حالة من الإجهاض الفكري في ظل تداخل الحالة وماتعيشه الأمة العربية من فوضى مدروسة سميت من قبل الآخر بالفوضى الخلاقه وبات أصحاب هذا الفكر وهذه التيارات يشكلون اليوم إحدى أدواتها الفاعلة في المنطقة بمجملها وباتت كثير من الدول العربية بدلا من أن تعالج قضاياها الإقتصادية والإجتماعية وتنهض بمجتمعاتها نحو الرقي ونحو توفير مستقبل واعد لأجيالها باتت تدور في حلقات مفرغة ودوامات مواجهة وإشكالات ظاهرها تلك العناوين وباطنها هو إجهاض مقدرات الأمة وجعلها أسيرة عجز لأفكار ظلامية حيكت في مطابح الآخرين. الساحة الفلسطينية لم تكن بعيدة عن محاولات أصحاب هذا النمط من السلوك مستغلين خصوصية الحالة الفلسطينية بإيهام الناس بأن الفلسطينيين قسمين قسم مقاوم والآخر مغرق في العمالة للإحتلال وبالتالي وجب الإنقلاب وخلق هذه الحالة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، وللأسف الشديد أن تبني بعض دول المنطقة لأصحاب هذا النموذج الأسود في المنطقة أدى لأن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن ذلك باهظا، تمثل ليس فقط في عدد الضحايا من نساء وأطفال وشيوخ وشباب الذين سقطوا كنتاج للتجارب الفاشلة لأصحاب هذا النهج التخويني والتشكيكي بل أيضا فصل قطاع غزة وأخذه واهله رهينة لنهم التعطش للسلطة كنموذج حكم يدعونه رشيدا لطالما طمح للوصول اليه طويلا امتداد هذا التيار في المنطقة العربية.. لقد أخذت مراهقة هؤلاء السياسية قطاع غزه الى جوف نتنياهوا يهضمه وقتما يشاء ويلفظه وقتما يشاء ويستغله لتمرير سياساته الإستيطانية وقتما يشاء بحجة ان هذا الوضع القائم لايسمح بسلام في المنطقة مع الفلسطينيين، ويهرسه باسنانه في اللحظة المناسبة تحت ذريعة جلعاد مره ومرة أخرى بذريعة الصواريخ التي بات اطلاقها بين ليلة وضحاها خيانة عند هؤلاء ويمنعون اطلاقها تحت تفسير انها سلوك ميداني تبعا للظروف كما جاء على لسانهم. يدفعنا ذلك كله الى كثير من الأسئلة: لصالح من يبقى هذا الوضع الشاذ في قطاع غزه؟؟!! لصالح من خلق وتغذية كل هذه النزاعات في المنطقة ؟؟!! بل لصالح من تلك الدعوات التحريضية التي شهدناها قريبا على احدى الشاشات الفضائية المعهودة لنهش انبل انجاز شهدته الأمة مؤخرا وهو الوحدة اليمنية.. والأنكى من ذلك الذهاب بعيدا بوصف من استنزف مقدرات اليمن في حرب لاطائل من ورائها سوى السعى لتوظيفه ورقة لدى الآخرين تحت يافطة إثنية سوداء بأنهم ثوار ومناضلين ؟؟!! أن المطلوب من شعوبنا أن تعي حقيقة ما يدور على الأرض وأن هناك أدوات شكَلها الآخر بأنماط ذات عناوين لامعة لتنفيذ سياساته المغرقة في تحطيم مقدرات هذه الأمة، وأن تدرك هذه الشعوب في ظل الحالة الراهنة أن ليس كل مانراه بريئا..