أحبطت الأجهزة الأمنية قبل ظهر اليوم رابع محاولة تقوم بها عناصر إسلامية متشددة يقودها أحد مشائخ جامعة الإيمان - الدكتور عبد الرحمن الخميسي - لاقتحام مسجد (الدفعي)، بعد اشتباك مع تلك العناصر التي استخدمت الرصاص في تهديد رجال الأمن، لدفعها الى ترك مواقعها أمام منافذ المسجد. وأكد مراسل "نبأ نيوز"- محمد الصهباني، من موقع الحدث- أن سلسلة عمليات كر وفر شهدتها المنطقة المحيطة بالمسجد بين أفراد الأمن والعناصر الإسلامية، والتي كسبت جولتها أخيراً الأجهزة الأمنية وفرضت سيطرتها الكاملة على المسجد، وقام أحد الضباط بالاستعانة بميكرفون المسجد، وخاطب مئات المتجمهرين متوعداً إياهم بأنهم إذا لم يغادروا المسجد للصلاة في مسجد آخر مجاور فإنه سيضطر الى استخدام أساليب أخرى لم يحددها. وقال الضابط عبر الميكرفون- بحسب المراسل- "أن الذي يحب أولاده وأسرته أو يريد أن يتناول الغداء معهم بسلام فعليه أن يذهب، ومن هو (حمار) فليبقى". وأضاف المراسل: أن الشيخ بكيل عبد الله الأحمر- وصل الى المسجد في زحمة الأحداث برفقة عدد من السيارات التي تقل مسلحين وحاول الدخول للمسجد إلاّ أن الأجهزة الأمنية منعته، وأن أحد الضباط تحدث إليه بأسلوب هادئ وأقنعه بأن هناك أوامراً صدرت بعدم أداء الصلاة حتى إشعار آخر ، الأمر الذي استجاب له الشيخ بكيل الأحمر بدون أي انفعالات وحول وجهته الى مسجد آخر. ونقل المراسل عن مصادر موثوقة ومؤكدة أن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر أجرى الخميس الماضي اتصالاً من مقر إقامته في العاصمة السعودية -الرياض – مع الشيخ يحيى النجار – وكيل وزارة الأوقاف- وطلب منه بقاء الدكتور عبد الرحمن الخميسي إماماً لمسجد الدفعي. على الصعيد ذاته فإن الدكتور الخميسي قام قبيل صلاة الجمعة اليوم ، وأمام تشدد الأجهزة الأمنية بموقفها، بجر المصلين خلفه الى مسجد آخر طلباً لنصرة موقفه أمام الأجهزة الحكومية. وتأتي هذه التطورات امتداداً للأحداث الجمعة الماضية التي شهدت اشتباكاً بالسلاح الأبيض (الجنبية) بين مؤيدي الخميسي ورافضيه ، وبحضور وكيل وزارة الأوقاف – يحيى النجار- بعد أن تم استطلاع آرائهم بين من كان يرغب بالإمام أم لا.. الأمر الذي تم تصعيده مجدداً بعد ظهر أمس الخميس وتطور الى نزول قوات أمنية الى مسرح الأحداث ، وفرضها طوقاً أمنيا حول المسجد إثر محاولات الخميسي وأنصاره اقتحام المسجد بالقوة وطرد الخطيب الجديد منه - الدكتور أحمد عمر –المحاضر في المعهد العالي للتوجيه والإرشاد- الذي عينته وزارة الأوقاف بعد وصول بلاغات للوزارة بأن الخميسي يقوم "بالترويج لأفكار دينية مغلوطة لا يقبلها أي منطق". وتبرر وزارة الأوقاف إغلاقها المسجد بتلك البلاغات علاوة على كونها تتفادى ما تصفه "الفتنة" بين أنصار الخميسي ورافضيه، إلاّ أن المصادر التي تحدثت لها "نبأ نيوز" رفضت التعليق على سؤال فيما إذا كان ما يحدث في مسجد "الدفعي" يدخل في إطار ما هدد به حزب الإصلاح الإسلامي المعارض ب"تحريك الشارع" أم أنها حادثة عرضية ، خاصة في ظل تداعي أنباء عن وجود نواب برلمانيين من حزب الإصلاح في موقع الحدث، على غرار تواجدهم في إعتصامات المعلمين أمام مجلس النواب والتي نشرتها "نبأ نيوز" موثقة بالصور ضمن تغطيتها الإخبارية للإعتصامات.