نفذ فريق من القوات الخاصة اليمنية قبل قليل عملية اقتحام بطولية لإحدى حارات مدينة الضالع، لإنقاذ أرواح ثلاث شقيقات مصابات بجراح خطيرة بعد تعرض منزلهن للقصف بالهاونات من قبل المليشيات الإرهابية، التي منعت وصول عربة الإسعاف إليهن. وأكدت مصادر "نبأ نيوز": أن الشقيقات الثلاثة هن أخوات عضوة مجلس الشورى السيدة فاطمة محمد، وقد قام الحراك قبيل ظهر اليوم بإطلاق قذيفتي هاون على منزلهن، أصابت إحداهما المنزل إصابة مباشرة، وألحقت به أضراراً بالغة، وسقطت الأخوات الثلاثة مضرجات بدمائهن وسط حوش المنزل. وأشارت إلى أن المليشيات كثفت تواجدها في المنطقة المحيطة بالمنزل، ومنعت أياً من المواطنين من الوصول إليه، تاركين الشقيقات الثلاثة ينزفن منذ ما قبل الظهر، غير أن مواطنين من أبناء الضالع تواصلوا مع السلطات الحكومية، وأبلغوا عن الجريمة الإرهابية البشعة التي نفذتها العصابات الدموية بنفس الأسلوب القذر الذي نفذت به مجازر 13 يناير 1986م التي ذبحت خلالها 14 ألف مواطن جنوبي في غضون أسبوعين فقط. وقالت مصادر "نبأ نيوز" أن فريقاً من عناصر القوات الخاصة توجه بمدرعتين، وأربع أطقم أمنية، وسيارتي إسعاف إلى منزل الشقيقات الثلاثة المصابات، وبعد معركة ضارية نجح في اقتحام المكان، وانتشال الشقيقات إلى داخل إحدى المدرعات وسط إطلاق كثيف للنيران.. ثم تسليمهن للفريق الطبي المرافق، حيث أن اثنين منهن كانا قد فقدن الوعي جراء الدماء التي نزفنها منذ إصابتهم قبيل الظهر وحتى بعد الساعة الثانية بعد الظهر حين تم إنقاذهن.
وبحسب المصادر، فإن استهداف هذا البيت جاء لكونه منزل عضوة مجلس الشورى، حيث قامت المليشيات الإرهابية اليوم بضرب أكثر من عشرين منزلاً من بيوت أبناء الضالع أنفسهم، وممن يصنفهم الحراك بأنهم "عملاء للاحتلال" على خلفية شغلهم مراكز وظيفية حكومية، ورفضهم دعم مشاريع التشطير. وقد أعادت أحداث اليوم إلى أذهان أبناء الضالع صور أبشع المجازر التي عرفتها البشرية، والتي نفذتها نفس المليشيات الحالية يوم 13 يناير 1986م عندما باشروا ذبح أبناء الجنوب تحت شعارات مناطقية، واتهامات ملفقة بالعمالة والتآمر، ليصل إجمالي عدد من قتلوا إلى أكثر من (14) ألف مواطن جنوبي في غضون أقل من أسبوعين، ظلت جثثهم متناثرة في كل مكان، حتى تعفنت ونهشت بعضها الكلاب، الأمر الذي دفع بمنظمة الصليب الأحمر الدولية إلى التدخل لدفن الجثث خوفاً من تفشي أوبئة خطيرة. هذا وما تزال الاشتباكات مستمرة حتى هذه اللحظة في محطة الشنفرة وحبيل جباري ومناطق اخرى متفرقة في ظل محاولات من الامن لتفادي أي اصابات في اوساط المواطنين الابرياء والمارة .