ضمن حسابات سياسية جديدة تأمل منها بغداد تحريك المياه الراكدة بينها وبين صنعاء وتخفيف حدة التوتر في مناخ العلاقات الثنائية، أقرت وزارة الخارجية العراقية تعيين رجل الأعمال المعروف أسعد السامرائي، سفيراً للعراق في اليمن، والذي وصلها الأسبوع الماضي ومن المؤمل تقديم أوراق اعتماده للرئيس علي عبد الله صالح خلال الأيام القليلة القادمة. مصدر بوزارة الخارجية العراقية أكد ل"نبأ نيوز": أن ترشيح "السامرائي" سفيراً للعراق في اليمن تم "وفق معايير دقيقة جداً" توخت منها بغداد مراعاة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين بالدرجة الأولى، مشيراً إلى تطلع بغداد "بأن تشهد المرحلة القادمة تفاهماً أوسع لمختلف القضايا".. في نفس الوقت اعترف المصدر بأن العلاقات "تخللتها عمليات شدّ وجذب، ولم تكن بمستوى ما تتطلع إليه القيادتين العراقيةواليمنية"، مرجعاً ذلك إلى ما وصفها ب"الظروف الخاصة التي يمر بها العراق". مصادر عراقية خاصة كشفت ل"نبأ نيوز"، المعلومات التالية عن السفير أسعد السامرائي: - ينتمي إلى أكبر الأسر المتنفذة بمدينة سامراء، ذات الغالبية "السُنية". وقد لمع نجمه كرجل أعمال أبان الحصار الامريكي على العراق في التسعينيات وذلك من خلال مشاريعه الانسانية والتنموية التي أقامها بسامراء لتخفيف وطأة الحصار المفروض على أبناء شعبه. - غادر السامرائي العراق في عام 1997م متوجهاً إلى دولة الامارات العربية المتحدة في إطار نشاطه الاستثماري، حيث ما زال يحتفظ فيها بمشروعين كبيرين، بجانب مشروعيه داخل العراق. - عاد السامرائي إلى العراق عام 2007م بناء على دعوة من الحكومة العراقية التي طلبت منه المساعدة في حماية مدينة سامراء، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط كاملة بأيدي الجماعات الارهابية لتنظيم القاعدة.. - تولى السامرائي تشكيل أول وأوسع جبهة للحرب الشعبية ضد القاعدة بقضاء سامراء ضمن ما أطلق عليه لاحقاً اسم "الصحوات".. ونجح بعد سلسلة مواجهات في إعادة السيطرة الأمنية على المدينة، وتطهيرها من الجماعات الارهابية التابعة للقاعدة.. وهي المهمة التي كانت تقض مضاجع الحكومة العراقية نظراً لما تمثله سامراء من عمق استراتيجي للعاصمة بغداد. - تعتقد مصادر عراقية بصنعاء أن ترشيح رجل أعمال غير محسوب على اتجاه سياسي محدد سفيراً للعراق قد يدعم محاولات إعادة لملمة الصفوف الوطنية العراقية.