يعتزم عدد كبير من العراقيين المقيمين على أراضي الجمهورية اليمنية مقاضاة دائرتهم القنصلية في صنعاء في شكوى مرفوعة لوزارة الخارجية العراقية يتولى متبنوها حالياً التواصل مع شخصيات عراقية محددة لحشد توقيعاتهم فيها، ويطالبون بشكواهم التحقيق القضائي مع الدائرة القنصلية بشأن اتهامات مختلفة وجهوها لها. وقد تصدرت لائحة الادعاءات – بحسب الرسالة التي اطلعت عليها "نبأ نيوز"- التواطؤ مع عناصر قيادات بعثية من النظام السابق، وعقد لقاءات "سرية" معها، وكذلك تسريب معلومات "مزيفة" لبعض وسائل الإعلام اليمنية لتشويه سمعة السفير طلال العبيدي بقصد إضعاف "هيبته" وأنشطته، و"تصفية حسابات خاصة"، وتوزيع (20) منحة دراسية عليا مقدمة من اليمن على "البعثيين الذين دخلوا اليمن بعد سقوط النظام" بينهم امرأة لجأت الى اليمن بعد مقتل ابنها "الإرهابي" في مواجهات مع الشرطة العراقية، وحرمان "جميع" المناهضين للنظام السابق منها. كما تضمنت الشكوى عدة ادعاءات أخرى مرتبطة بقضايا فساد مالي وإداري، وتمرير وثائق غير سليمة على الجهات الحكومية اليمنية، وتقاعس عن خدمة العراقيين ومعالجة مشاكلهم، وقضايا متنوعة.. وأشارت الشكوى أمام بعض موضوعاتها بإرفاق وثاثق ذات علاقة بالادعاء المذكور. مصادر في الخارجية العراقية أخبرت "نبأ نيوز" أن وزارة الخارجية تلقت الأسبوع الماضي شكوى "هي ليست الأولى حول الدائرة القنصلية" من العراقيين المقيمين في اليمن، إلاّ أنها رفضت نفي أو تأكيد فيما إذا كانت الشكوى هي ذات الرسالة التي نحن بصدد الحديث عنها. وكشفت أن هناك خطة وشيكة لوزارة الخارجية العراقية لتغيير العديد من ديبلوماسييها العاملين في دول عربية وأجنبية، متوقعة أن يتم ذلك مطلع حزيران "يونيو" القادم. هذا وتقدر إحصائيات غير رسمية أعداد العراقيين المقيمين في اليمن حالياً بنحو (17 – 20) ألف عراقي، عدد كبير منهم يقيم منذ التسعينات. وقد عاد الى العراق ضعف هذا العدد بعد الاحتلال، في الوقت الذي تخصص وزارة الخارجية والمغتربين اليمنية وبالتعاون مع الأممالمتحدة (الهجرة) رحلات مجانية لمساعدة الأسر العراقية المتعسرة على العودة الى بلدها، وقد أعفتهم من جميع الرسوم المتأخرة الخاصة بالإقامة للغرض ذاته. يشار الى أن القنصل العراقي الحالي - عمار مجيد- هو أول من تولى شئون الدائرة القنصلية العراقيةبصنعاء بعد الاحتلال، وهو أحد خريجي جامعة صنعاء، ونجل القنصل مجيد جهاد حسين الذي شغل نفس المنصب بصنعاء في أوائل التسعينات من عهد الرئيس المخلوع صدام حسين.