سمحت إسرائيل للسكان الذين جرى اجلاؤهم بسبب ما وصف بأنه أسوأ حرائق غابات تشهدها إسرائيل بالعودة إلى منازلهم اليوم السبت ولكن المسؤولين حذروا من انه حتى بعد نحو 60 من بدء الحريق لم تتم السيطرة بعد عليها، وإن كان الموقف يشهد تحسنا. وفي الوقت نفسه، ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على شخصين للاشتباه في أنهما تسببا بإهمالهما في إضرام النيران قبل ظهر أول من أمس الخميس في جبل الكرمل، جنوب شرق مدينة حيفا شمال البلاد . وبحلول مساء اليوم السبت، كان الحريق قد أودى بحياة 41 شخصا ودمر نحو 50 كيلومترا مربعا من الأراضي الجافة والتهم أكثر من 4 ملايين شجرة وأجبر 17 ألف شخص من 14 موقعا مختلفا على الفرار من منازلهم. وسمح لسكان خمس من تلك المواقع وأغلبها غرب وجنوب غرب المنطقة التي اجتاحتها الحرائق بالعودة إلى منازلهم بعد ظهر اليوم السبت ولكن الشرطة قالت إن هذا لا يعني ان الحريق اصبح تحت السيطرة. وقال ميكي روزنفيلد الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن الأمر لا يشير مع ذلك إلى "تحسن" في الموقف. وقال متحدث باسم رجال الاطفاء الاسرائيليين مساء اليوم ان ألسنة اللهب "خفتت" بعض الشيء ،ولكنه امتنع عن استخدام كلمة "سيطرة (على الحرائق)". وحذر رجال الإطفاء أيضا من ان الوضع قد يتغير أثناء الليل عندما لا يمكن استخدام طائرات الاطفاء ويمكن للرياح القوية تأجيج النيران مرة اخرى في المناطق التى خفتت فيها النيران ومع تغير اتجاهاتها يمكنها أن توسع من نطاق ألسنة اللهب. وأكد المتحدث باسم الشرطة روزنفيلد في وقت سابق من اليوم ان الحريق نجم على الأغلب عن أهمال وليس عن تعمد. وقال بعد ظهر اليوم إنه جرى استجواب شابين قال راديو إسرائيل انهما في سن ال 16 عاما لمعرفة ما اذا كان إهمالهما هو السبب وراء نشوب الحريق الذي وقع بالقرب من قرية عسفيا الدرزية التى تبعد نحو عشرة كيلومترات جنوب شرق حيفا . أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره مساء اليوم السبت للدول التي أرسلت مساعدات إلى إسرائيل للمساهمة في مكافحة حرائق الغابات . وقال مثل تلك المساعدات "تبعث على الامتنان". وقال إن طائرة نقل عملاقة من طراز بوينج قادرة على حمل 80 الف لتر من المياه سوف تصل إلى إسرائيل مساء اليوم السبت لدعم الطائرات التي تعمل بالفعل منذ الصباح الباكر إلى الغروب. وترسل كل من اسبانيا ومصر والاردن وكرواتيا ورومانيا وايطاليا واذربيجان وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية طائرات ومواد إطفاء كيماوية ومعدات أخرى . وقالت السلطة الفلسطينية إنها أرسلت عربات اطفاء. وكانت حصيلة القتلى الرسمية مساء اليوم السبت لاتزال 41 شخصا. واخر ضحية كان رجل اطفاء متطوعا /16 عاما / يدعى ايلاد ريبين الذى لقي حتفه وهو يحاول انقاذ مجندين يعملون في مصلحة السجون اشتعلت النيران في حافلتهم. وتم التعرف على رفات ريبين المتفحم صباح اليوم السبت. وكان مصنفا في البداية على أنه مفقود. وقال روزنفيلد إن 38 من القتلى كانوا موظفين في مصلحة السجون والاثنين الاخرين هما رجلي شرطة. ونشب حريقان اخران اليوم السبت بالقرب من بلدية معالوت ترشيحا، نحو 40 كيلومترا شمال شرق الحريق الذى نشب في الكرمل وبالقرب من قرية بسمة طبعون شمال البلاد. وجرى السيطرة على الحريق الأول ولكن في الحالتين تشتبه الشرطة في أن النيران أشعلت عمدا. وقالت الشرطة إن احدى المشاكل الرئيسية التي واجهتهم مشكلة الأشخاص الذين جرى اجلاؤهم وعادوا إلى منازلهم قبل ان تصبح آمنة ومن ثم كانوا بحاجة إلى انقاذهم. أما الأشخاص الذين رفضوا امر الاجلاء فقد أخرجوا بالقوة صباح اليوم السبت.