الحمل والولادة تجربة صاخبة مليئة بالاضطراب تتميز بتغير سريع في مستويات الهرمونات في الدم.. والاكتئاب ما هو إلا اعتلال المزاج ، ويستخدم هذا المصطلح غالباً لوصف تفاعل وجداني عاطفي واعتلال طبي يمكن علاجه، ولا يزيد عن كونه مرضاً ذهنياً وفكرياً يشمل التفكير والمزاج والبدن.. ويبدو أن هذه المشاعر والأحاسيس الذهنية والجسدية تلازم المصاب، وتبدو كما لو كانت ليس لها نهاية. وغالباً ما يخفف الاكتئاب الأحداث السعيدة أو الأخبار الطيبة. وقد يحدث الاكتئاب في أي مرحلة وفي أي وقت من حياتنا، وقد يصاب به أي فرد منا.. وبحسب الإحصائيات فهو يصيب واحدة من كل أربع نساء في أي مرحلة من مراحل حياتهن.. وبرغم أن الحمل مرحلة مميزة وتذكارية في حياة المرأة ووقت سعيد في عمرها، فهولايمنع الاكتئاب، ولايوقف حدوثه ، إذ يصيب حوالي 13%من النساء الحوامل وحوالي 12 15% من النساء بعد الولادة.. بمعنى أن الاكتئاب يصيب المرأة قبل أو أثناء الولادة.. والمرأة التي يصيبها الاكتئاب أثناء الحمل ولم تعالج معرضة لخطر الإصابة به بعد الولادة . أعراض أما أعراض الاكتئاب أثناء الحمل فهي شبيهة بتلك الأعراض خارج الحمل، وبينما معظم النساء يتعرضن لبعض أعراض الاكتئاب من وقت لآخر، فيعتبر استمرار تلك الأعراض لأكثر من أسبوعين كحالة اكتئاب، وأعراض الاكتئاب هي الحزن المستمربدون سبب واضح، وفقدان الأمل، وزيادة الغضب، والإحباط، وفقدان الحيوية والطاقة، وصعوبة التركيز، وفقدان الاهتمام في الأنشطة المحببة، وتغير في عادات الأكل، والقلق، وأحياناً التفكير في الانتحار والموت.. وتتراوح درجة الاكتئاب بين البسيط والمتوسط والشديد. وهناك عدد من الأسباب المنتجة للاكتئاب أثناء الحمل والذي يتميز بوجود تذبذب واضح في مستوى الهرمونات يؤثر على كيمياء الدماغ لدى المرأة مما يهيء لإثارة حدوث هذا الخلل البيولوجي «الاكتئاب» كما أن وجود تاريخ عائلي لدى المرأة أواستعداد وراثي أوإصابة سابقة بالاكتئاب ترفع من فرص حدوثه أثناء الحمل، وهناك أسباب أخرى مثل وجود مشاكل في العلاقة الزوجية والوحدة، أو مشاكل مالية وحدوث إسقاطات سابقة، أو علاج عقم أوحدوث مشاكل في حمولات سابقة مما يثيرالقلق والاكتئاب.. وغيرها من المشاكل الحياتية. للابتعاد عنه وبالإمكان منعه بتبني أسلوب حياتي وتفكير سليم وإيجابي مثل الواقعية في التوقعات والغذاء الجيد والتمارين اليومية وأخذ وقت من الراحة وتقليل شرب المنبهات والاستعانة بالمقربين والأصدقاء وقضاء وقت كافٍ مع الشريك والتخطيط الكافي للحمل وتوقيت حدوثه ، وإراحة النفس والجسد بإزاحة الضغوط، والإقبال على الحياة، وتجنب الوحدة الطويلة. وإذا لم يعالج الاكتئاب أثناء الحمل فقد يصيب الأم والطفل بالضرر والأذى.. لأن الاكتئاب يفقد الأم الرغبة والاهتمام في رعاية نفسها أثناء الحمل، وهذا يؤدي إلى مشاكل ومعاناة أخرى مثل سوء التغذية وتغير نمط النوم بصورة سيئة، وتعاطي العقاقير.. وكل ذلك يؤذي الجنين بالتالي، والذي يفقد الرعاية والمتابعة أثناء الحمل بسبب عدم الزيارة المنظمة لمقدم الرعاية الصحية كنتيجة حتمية للانسحاب من الحياة والاهتمام بالصحة. ولا بد من معالجة الاكتئاب أثناء الحمل.. والرعاية الجيدة للأم أثناء الحمل هي الخطوة الأولى لرعاية جيدة للطفل.. وهناك خياران للمعالجة أثناء الحمل وهما: المعالجة النفسية، والعقاقير.. ويشمل العلاج النفسي المجموعات الداعمة والمساعدة النفسية من قبل أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي.. أما العلاج بالعقاقير فيستخدم عندما تشتد الأعراض بدرجة كبيرة مراعاة مدى سلامتها على الجنين.. وهناك مجموعة من العقاقير سلامتها على المدى القصير مؤكدة ، ولكنها على المدى الطويل غير واضحة.. وبالإمكان المعالجة باستخدام الطريقتين أو إحداها.