يواصل آلاف المتظاهرين الشباب في ساحة الحرية مدينة تعز تظاهراتهم المطالبة برحيل النظام لليوم الحادي عشر على التوالي, شهدت تظاهرة اليوم انضمام مئات العمال العاطلين عن العمل إلى المتظاهرين قدموا من جولات بير باشا وحوض الاشراف والمركزي, علاوة على مئات أخرى من المحامين ومثلهم من طلاب المدارس والمعلمين والأطباء والحرفيين والتشكيليين وأساتذة جامعات ونساء وشيوخ وأطفال. وفيما ردد المتظاهرون هتافاتهم اليومية المتجددة المطالبة برحيل النظام, من قبيل (ارحل يا علي وهي با تنجلي), (الشعب والشرطة والجيش يجمعنا رغيف العيش) سخروا في الوقت نفسه مما وصفوه بتسريبات ساذجة إلى ساحة التظاهرات تخبرهم بعزم السلطة المحلية على إجراء سلسلة من التغييرات الإدارية وان هناك توجه لإقالة محافظ المحافظة ومدير الأمن ومدراء مكاتب حكومية قد تطال 23 مديرا ومسئولا تنفيذيا, مؤكدين أن مطلبهم واحد هو "رحيل النظام". وفي سياق متصل أقدم احد مذيعي إذاعة تعز اليوم على تقديم استقالته احتجاجا على تعاطي الإذاعة الرسمية المملوكة للدولة مع أخبار المتظاهرين السلميين. وأكد عبد العليم الحاج ل"نبأ نيوز" نبأ استقالته مرجعا ذلك لعدم قناعته بالتعاطي الإعلامي للإذاعة مع أخبار المتظاهرين. وقال انه طلب منه عدم التواجد في ساحة الحرية كونه يمثل إذاعة رسمية تابعة للحكومة. ويأتي ذلك في سياق خطوات أخرى قدم خلالها عدد من أعضاء مجالس محلية وعناصر شرطة ومنتسبين للحزب الحاكم استقالاتهم احتجاجا على التعاطي السلبي مع مطالب المتظاهرين. وتداول شباب وناشطون وإعلاميون من مختلف التوجهات والمشارب الفكرية على تسلم مهام المنصة وترديد الهتافات المطالبة برحيل النظام على مدار 24 ساعة, وجرى اليوم تشكيل لجنة إعلامية من بين الصحفيين المستقلين للتواصل الإعلامي الخارجي والرصد والتغطية، إضافة إلى استمرار حملة التبرعات بالأدوية والخبز للمتظاهرين وجلب جرافة لتوسعة الميدان حتى يستوعب مزيد من المتظاهرين الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم من كافة مديريات المحافظة والمحافظات المجاورة. وشهدت الصيدليات المجاورة لساحة الحرية إقبالا كبيرا على شراء أدوية (الحنجرة) بعد تعرض كثير من شباب المنصة لمتاعب في الصوت خلال الفترة الماضية.. لكن حمدي وهو شاب عشريني يقول أن الحرية ثمنها غالي وان زملاء له دفعوا حياتهم ثمنا لها وانه باق هنا حتى يوم الرحيل وبالتأكيد حسب حمدي لن يكون الشعب.. في حين زميله فكري القادم من عدن يوم أمس الأحد يقول انه حان الوقت للتغيير والتوحد ويكفي خلاف بين أبناء الوطن الواحد وانه يحترم الرئيس ولكنه سئمه ولم يرى احدا غيره منذ تفتحت عينيه على الدنيا, وتابع: "أرجوك أيها الرئيس ارحل بهدوء من اجل اليمن والشعب فقد عملت اللي عليك". وتحولت ساحة الحرية إلى واحة جامعة لكافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري يجمعهم هدف واحد هو المطالبة برحيل النظام, وصار مألوفا ان تجد هنا مواطنون يطالبون بإنصافهم أما من قاض محكمة أو فاسد أو ناهبي الأراضي أو عاطل عن العمل أو باحث عن حرية كان لا يجرؤ قبل الثالث من فبراير أن يتناول الرئيس بالذكر إلا من قول شعبي مشهور يقال بتندر وتهكم (مالنا إلا على). سامي وزملاؤه الأربعة يرسمون دائرة حول موضع الحفرة التي خلفتها قنبلة جمعة الغضب ويكتبون حولها (هنا انفجرت القنبلة.. هدية الصوفي والبركاني للشعب). خمسون خيمة ويزيد تم نصبها حديثا في ساحة الحرية منها خيمة سامع وصبر والجامعة والأطباء والفن التشكيلي والتبرعات والأدوية والإعلام وبين لحظة وأخرى خبر هام واخر خبر عاجل (انضم الآن أبناء شرعب), (انضم الآن المحامون) (الفنانون) (الصحفيون المستقلون).. (إخواننا في عدن والضالع ولحج وأبين يصلون إلى تعز).. كل ذلك وسط تصاعد أصوات المتظاهرين المطالبين بالرحيل الذي أضحى شعارا يرفعه الصغار والكبار.