اندلعت صباح اليوم السبت بمدينة المكلا اشتباكات بالأيادي والهراوات بين مجاميع كبيرة من عناصر حزب الإصلاح وعشرات العناصر من الحراك الانفصالي بعد خلافات متصاعدة تدخل اليوم يومها الثالث وتنذر بانفجار مواجهات مسلحة بين الطرفين إن لم يتم احتوائها بصورة عاجلة. وتؤكد مراسلة "نبأ نيوز" في المكلا: أن قيادة حزب الإصلاح بمنطقة "الديس" قامت في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت بتوزيع عناصرها على المدارس الثانوية وسحب مئات الطلاب منها والتوجه بهم في مسيرة إلى المكلا رافعين أعلام الإصلاح، واللافات المناهضة للنظام، ومعلقين على صدورهم أشرطة قماشية كتب عليها (الشعب يريد إسقاط النظام). وأضافت: أن المسيرة وقبيل وصولها إلى مقر مديرية المكلا بقليل داهمتها مجاميع كبيرة من عناصر الحراك الانفصالي، التي قامت بتمزيق أعلام الإصلاح، واللافتات، والأشرطة القماشية التي علقها الطلاب، وانفجرت على اثر ذلك اشتباكات بالأيادي والهراوات بين الفريقين فتدخلت الأطقم الأمنية المرابطة بجانب مبنى المديرية لفضها، في الوقت الذي كان الانفصاليون يهتفون (لا حزبية ولا أحزاب.. ثورتنا ثورة شباب)، وكذلك (ثورة ثورة يا جنوب) وغيرها من الشعارات الانفصالية. وتفيد مراسلة "نبأ نيوز": أن الخلافات اشتدت حدتها بين الإصلاح والحراك بالمكلا منذ أمس الأول الخميس على خلفية التحضيرات لتظاهرات يوم الجمعة التي أصر خلالها الحراك على أن تدعو هذه الشعارات لاستقلال الجنوب، بينما تمسك الإصلاح بشعارات إسقاط النظام، وتراشق كل منهما الاتهامات للآخر. وأشارت أيضاً إلى أن التوتر اشتد بين الفريقين خلال تظاهرات الجمعة حيث انشق الشارع لأول مرة إلى تظاهرتين بين من يدعو لإسقاط النظام ومن يدعو لاستقلال الجنوب، وتخلل التظاهرات احتكاكات بين مناصري الطرفين لعدة مرات، وكانت تتجدد بعد وقت قصير من احتوائها. وقد تداعت مساء أمس الجمعة قيادات الحراك بالمكلا إلى لقاء اتفقوا خلاله على "التصدي بالقوة" لأي تظاهرة تنظمها أحزاب المشترك في المكلا، واصفين إياها بأنها "مؤامرة للالتفاف على هدف الجنوبيين في الاستقلال"، واتفقوا أيضاً على الخروج عصر اليوم بتظاهرة إلى إدارة الأمن تطالب بالإفراج عن المعتقلين من عناصر الحراك. وفيما تؤكد قيادات في الإصلاح أنها عازمة على مواصلة التظاهر "حتى سقوط النظام" وأنها ستقوم بنشر مسلحين لحماية تظاهراتها، فإن الحراك من جانبه هدد بمنع أي تظاهرات ستخرج بالقوة.. الأمر الذي أثار المخاوف من تطور الأحداث إلى صدامات مسلحة وفتنة أهلية داخل المكلا. هذا وظلت المدارس الثانوية بالمكلا موضع تنافس محموم بين الحراك والاصلاح، لزج طلابها في جميع مسيراتهم وأنشطتهم، فقي ظل فشل ذريع لإدارة مكتب التربية والتعليم في السيطرة على المدارس وضبطها.