أخيراً وصلت رياح ثورات الغضب العربية إلى الأراضي السعودية، لتشهد مدينتا القطيف وصفوى وعلى مدى يومين متتالين مسيرات شعبية أعقبت دعوات وجهت عبر الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، ورفعت شعار (لا سنية لا شيعية.. كلنا نطالب بالحرية)، كما حيت هذه المسيرات نضال الشعبين الليبي والبحريني. وتأتي بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان خادم الحرمين برنامجه الإصلاحي الذي قوبل بانتقادات لاذعة جراء عدم تضمنه أي إصلاحات سياسية. مسيرات الغضب السعودي انطلقت منذ عصر الخميس من مدينتي "القطيف" و"صفوى"- ذات الأغلبية الشيعية- وبمسيرتين شعبيتين دعتا للإفراج عن سجناء سياسيين معتقلين دون محاكمة منذ 1996 للاشتباه بضلوعهم في تفجير ثكنة أمريكية في مدينة الخبر- طبقاً لما أورده "راصد" الإخباري السعودي. مسيرة ثالثة في القطيف وقد انطلقت المسيرة الشعبية الثالثة أمس الجمعة من مدينة "القطيف" وهي الثانية التي من نوعها التي تشهدها المدينة خلال أقل من 24 ساعة، وشارك فيها نحو 200 شاباً جابوا شارع الملك عبد العزيز وسط المدينة، ورفعوا خلال المسيرة- التي شاركت بها النساء أيضاً- شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين التسعة المعروفين ب"السجناء المنسيين" الذين تحتجزهم السلطات السعودية دون محاكمة للعام ال 15 على التوالي. وردد المشاركون في مسيرة الجمعة هتافات منها: (لا سنية لا شيعية.. كلنا نطالب بالحرية")، و(أبد والله ما ننسى المساجين) و(نطالب بالإفراج عن المساجين). وذكر شهود عيان أن المشاركين في هذه المسيرة التي بدأت في الرابعة واستمرت نحو ساعة تفرقوا بهدوء عند ميدان اللؤلؤ وسط تواجد خفيف لدوريات الشرطة التي تجنبت التدخل.. والسجناء "المنسيون" هم: هاني الصائغ، عبد الله الجراش، حسين آل مغيص، عبد الكريم النمر، السيد مصطفى القصاب، السيد فاضل العلوي، مصطفى جعفر المعلم، علي المرهون وصالح مهدي رمضان. مسيرة رابعة في صفوى كما أفادت المصادر ذاتها أن مسيرة شبابية رابعة خرجت عصر يوم الجمعة بمدينة صفوى للمطالبة بإطلاق السجناء "المنسيين" التسعة. ورفع عشرات الشبان المشاركون في المسيرة شعارات تطالب السلطات السعودية بإطلاق السجناء التسعة. كما رفعت شعارات تضامنية مع نهضة الشعبين العربيين في ليبيا والبحرين. وكانت السلطات أطلقت هذا الأسبوع تسعة سجناء شيعة بعد اعتقال دام أكثر من عام نتيجة مشاركتهم في اعتصام شعبي في بلدة العوامية في القطيف وتعليق لافتات عاشورائية ببلدة الرميلة بالاحساء. وكان تقرير لمنظمة هيومن رايتس واتش لعام 2008 "عدالة غير آمنة" أشار إلى أن السلطات السعودية لم توجه للسجناء التسعة اتهامات أو تخضعتهم للمحاكمة. وفيما تعتبر شبكة التواصل الاجتماعي على الإنترنت (فيسبوك) في الوقت الراهن المحرك السياسي الأول في السعودية، فإن تجمعا سعودياً لشباب فيسبوك سينطلق خلال الأيام المقبلة في مختلف مدن المملكة ليشرع في إعداد لائحة بالمطالب حتى تصبح جزءًا من الاستحقاق السياسي. ولعل أبرز المطالب التي تتضمنها اللائحة تتمثل في ضرورة تحول النظام السياسي إلى ملكية دستورية على غرار التجربة الكويتية، وإنشاء برلمان بانتخابات نزيهة يكون موازيا لمجلس الشورى، وتحرير النوادي الأدبية والجمعيات الحقوقية من القيود المفروضة عليها، وفك ارتباط الدولة بمختلف وسائل الإعلام. هذا وبحسب مصادر سعودية ل"نبأ نيوز" فان الشباب السعودي يحضرون هذه الأيام لتوجيه الدعوة ليوم غضب سعودي كبير في جميع أرجاء المملكة يرجح أن يتم تحديده بيوم 11 مارس القادم.