صعّدت السلطات السعودية حالة الطوارئ التي أعلنتها مند نهاية الأسبوع الماضي إلى الدرجة القصوى في صفوف قواها الأمنية والعسكرية تحسبا لتظاهرات "يوم الغضب" التي دعا ناشطون سعوديون إلى تنظيمها يوم الجمعة القادم "11 مارس"، والتي حضيت بمؤازرة الولاياتالمتحدة ومنظمات دولية أعلنت مساندتها للتظاهرات وضغطت على سلطات المملكة للحيلولة دون قمعها. وضمن سلسلة محاولات لاحتواء الموقف، قالت مصادر سعودية ل"نبأ نيوز" أن خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد أمس الثلاثاء اجتماعاً مع قادة الطائفة الشيعية وبحضور حاكم المنطقة الشرقية، واستمع إلى مطالبهم، مؤكدة أن العاهل السعودي وجه بالإفراج الفوري عن (25) معتقلاً ممن تم اعتقالهم خلال تظاهرات الأسبوع الماضي، وقد عادوا بيوتهم فعلاً بعد ساعات من الاجتماع. كما تعهد بحسم ملف "المعتقلين المنسيين" التسعة في غضون أسبوع، والذين يمكثون في السجن منذ عام 1996م بدون محاكمات، فيما دعا خادم الحرمين قادة الطائفة الشيعية إلى العمل على تهدئة الساحة الشعبية، مبيناً خطورة الفوضى على أمن واستقرار المملكة في هذه المرحلة بالذات التي يشهد فيها العالم اضطرابات مختلفة. وتؤكد المصادر أن لقاء خادم الحرمين بقادة الطائفة الشيعية قوبل بارتياح شديد في الأوساط السياسية والثقافية السعودية، التي وصفته ب"بادرة حكيمة" باتجاه نزع فتيل الفتن الداخلية. وعلى الصعيد الأمني، كشفت شبكة راصد بالسعودية: "أن عناصر قوى الأمن الداخلي والقوات المسلحة وسلاح الجو والبحرية أبلغوا يوم الثلاثاء بالمرابطة في مراكزهم وعدم المغادرة تحت أي ظرف.. وألغيت في السياق نفسه جميع إجازات عناصر الأمن كما جرى استدعاء جميع العناصر المتغيبة تحت أعذار مختلفة". وقال متابعون أنه من غير المتوقع أن تعلن السعودية حال الطوارئ رسميا والتي من المتوقع أن تستمر حتى السبت المقبل في حال عدم حدوث احتجاجات. ويأتي تصعيد حال الطوارئ إلى الدرجة القصوى تحسبا لخروج تظاهرات احتجاجية دعا لها ناشطون يوم الجمعة المقبلة فيما عرف ب"يوم الغضب" في محاكاة لأيام غضب مشابهة ألهبت مدن عربية أعقبتها احتجاجات واسعة النطاق.. وأيد أكثر من (17) ألف شخص دعوة على موقع "فيسبوك" على الانترنت لتنظيم مظاهرتين هذا الشهر أولاهما يوم الجمعة. ويتداول السعوديون في مجالسهم الخاصة ما وصفت حتى الآن ب"شائعات" حول إمكانية فرض السلطات حظرا على التجول في جميع أنحاء المملكة الجمعة المقبل. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت يوم السبت إن قوات الأمن ستتصدى لجميع محاولات "الإخلال بالأمن العام"، مشيرة إلى أن "لوائح المملكة تحظر تماما جميع أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات"، فيما أيدت هيئة كبار العلماء بيانا يوم الأحد تحذير وزارة الداخلية الذي أصدرته يوم السبت وقالت فيه: أن المظاهرات تنافي الشريعة الإسلامية. وقال علماء الهيئة أيضا أن توقيع عريضة المطالبة بالإصلاح "يخالف شرع الله". وبالمقابل، قال الناشطون السعوديون الداعون إلى الديمقراطية إن الاحتجاجات السلمية حق من حقوقهم المشروعة. وأعرب بيان صادر عن 15 من الناشطين الحقوقيين يوم الأحد عن القلق تجاه الاحتجاز والإساءة التي يتعرض لها المشاركون في الاحتجاجات. وقال البيان إن هذه الممارسات تتعارض مع الحق في التجمع السلمي الذي التزمت به المملكة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. كما قالت الولاياتالمتحدة يوم الاثنين إن السعوديين لهم الحق في الاحتجاج سلميا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي. جي. كراولي للصحفيين في أفادته اليومية "تدعم الولاياتالمتحدة مجموعة من الحقوق العامة بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير". وأضاف "يجب احترام تلك الحقوق في كل مكان بما في ذلك المملكة العربية السعودية". حملة لتنحية محافظ الأحساء على صعيد متصل، أطلق ناشطون سعوديون على الموقع الاجتماعي فيسبوك حملة تطالب بتنحية محافظ الأحساء بدر بن جلوي من منصبه نتيجة ممارساته التي تثير غضب لسكان المحافظة. والتي تأتي بعد أيام من حملة مشابهة نجحت في الضغط على السلطات لإطلاق الشيخ توفيق العامر الذي اعتقل نتيجة دعوته لإقامة ملكية دستورية في المملكة. وقال القائمون على الحملة أنها تستهدف إقناع "صانع القرار" بتنحية محافظ الأحساء بدر بن جلوي. وعللوا الحملة الجديدة التي جاءت بعنوان "الاحساء تريد تغيير الامير" وشارك فيها حتى الآن أكثر من 678 شخصا عللوا دوافعهم بقيام المحافظ بممارسات مثيرة لغضب سكان المحافظة. وذكروا من تلك الممارسات عدم احترام "بن جلوي" لعادات أهل الاحساء وتقاليدهم في التعايش وعدم احترام علماء ووجهاء وفعاليات الاحساء. كما ذكروا انتهاكات "بن جلوي" المتكررة لحقوق الإنسان وممارسته التمييز الطائفي وعدم احترام مكون أساسي في الاحساء وهم المواطنون الشيعة. وأشار الناشطون في الصفحة التي علتها صورة "بن جلوي" وعليها حرف X إلى إغفاله موضوع التنمية في محافظة الاحساء على كافة الأصعدة. أما على الصعيد الاجتماعي فذكروا "تعاليه وغطرسته وتكبره" في تعامله مع كافة أبناء المجتمع إلى جانب عدم اهتمامه بهموم المجتمع وعدم المشاركة في أفراحهم وأتراحهم.