تحت عنوان عريض حمل اسم "معرض الحج: رحلة إلى قلب الإسلام"، يقيم المتحف البريطاني في العاصمة لندن، أياماً خاصة لعرض التحف والآثار والمخطوطات الإسلامية، والذي سينطلق اعتباراً من السادس والعشرين من شهر يناير الحالي. وتصف وسائل الإعلام ما يدور حالياً في المتحف بأنه "حركة على مدار الساعة، وأعمالا لا تهدأ"، فالجميع يرفع وتيرة العمل استعداداً للمعرض الأثري الإسلامي، والذي سيتيح لعشرات الآلاف الاطلاع على مجموعة مختارة من رحلات الحج. ويعد المتحف زواره بالكثير من القطع النادرة، فهذه الأيام يشهد المتحف تهيئة إحدى أقدم النسخ المعروفة من القرآن الكريم، والمعارة من المكتبة البريطانية إلى المتحف البريطاني خصيصا لهذه المناسبة، هذه النسخة من القرآن تعتبر أقدم جزء تاريخي يعرض في المعرض، ويؤكد المؤرخون أن هذه النسخة نُسخت في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة في القرن الثامن، ويجمع المختصون بأنها أحد النصوص المتقدمة من الفترة الإسلامية المبكرة في نسخ المصاحف، فهذه النسخة لا تحتوي على تشكيل أو حروف علة. من جانبه أكد ديفيد جاكوبس، أحد كبار المهتمين بالمحافظة على التاريخ الأثري أنه امتلك هذه النسخة من القرآن الكريم في القرن 19، وأضاف أن هذه النسخة مهمة جدا للتاريخ الإسلامي لأنها إحدى أقدم النسخ المتوفرة في العالم، وفق ما ذكرت صحيفة الرياض اليوم الأحد. هذا ويعد المعرض أيضا بتقديم صورة متكاملة عن تاريخ رحلة الحج، حيث يضع المعرض أمام الزائرين تفاصيل هذه الرحلة الفريدة، وسبل السفر ومتطلباته، وأوجه التغيير التي طرأت على هذه المناسبة السنوية على مر العصور، وكيف استطاع الحجاج خلال القرون أن يقطعوا هذه الرحلة، متغلبين في أحيان كثيرة على صعوبات جمّة ومشاق عسيرة، كما يسجل المعرض كيف صار حجاج اليوم، والقادمون من مختلف بقاع الأرض يمارسون مناسك الحج بسهولة تامة وأمن كبير، ويضم المعرض مجموعة من أجمل القطع الفنية والمنسوجات والمخطوطات التي تقرب إلى نفوس الزائرين الأهمية الروحية العميقة لهذه الشعائر المقدسة. وفي بيان صحفي أفاد نيل ماكجريجور، مدير عام المتحف البريطاني "أملنا أن ينجح هذا المعرض في تمكين جمهورنا العالمي العريض من توسيع وتعميق فهمهم لتاريخ الحج ومكانته عند المسلمين. وعلى وجه الخصوص أن يمنح المعرض لغير المسلمين فرصة التعرف على جانب مهم من العقيدة الإسلامية وشعائرها، وهو جانب لا يتسنى لهم مشاهدته أو معايشته مباشرة، مع أن له دوراً رئيسياً في صياغة هوية المسلمين الجامعة حول العالم".