لم يعد الأنتصار في المعارك مقتصرا على قطعة السلاح وشجاعة المقاتل كما كان قبل مئات السنين، بل ان الحروب تعدت هذه المفاهيم وتنوعت مفاتيح الأنتصار فيها حسب متطلبات المرحلة من تطور (علمي، عسكري، اقتصادي)، او حسب قوة التكتلات ( الاتحاد الأوربي، مجموعة شنغهاي،اتحاد دول امريكا الجنوبية..الخ) كل ما ذكرناه سابقا يجب وضعه جانبا حين نتحدث عن الحروب اليوم، لان جميع تلك العوامل مساعدة في تحقيق الأنتصار !!، فالحروب كما اسلفنا تتغير مقومات الانتصار فيها وفق طبيعة المرحلة، وهنا تساؤل يتبادر للأذهان كيف ننتصر اليوم !؟ . حين نرى عدونا في المنطقة (الكيان الاسرائيلي) منذ عشرات السنين يبني ويجند لوحداته ألمخابراتيه مثل (آمان، شاباك، موساد، وحدة 8200) لماذا كنا نائمين حينها، ولم نعلم ان مفاهيم الحرب تغيرت منذ تلك اللحظات فمقياس تحقيق الأنتصار اليوم بات محصورا بين شيئين ( المعلومة والكلمة)، فالمعركة اليوم معركة مخابرات، عبر اختراق صفوف عدوك وجمع اكبر قدر من المعلومات عنه، هذه المعلومات تمكنك من التحكم بأوراق خصمك وأستغلالها لضربه من الداخل، تاره بعرقلة مشاريعة، وتارة بكشف اوراق من شأنها تأجيج الوضع عليه، واخرى عبر رسم خطط استباقيه لشل حركتة في حال قررنا تدميره عسكريا. كما ان للاعلام دور في معركة اليوم، فهذه الشاشة والصحيفة وغيرها من وسائل الاتصال لم تنشأ لخدمة المجتمع بل لضربة، عبر طمس هويته الثقافية، بث الأشاعات وتأجيج الصراعات، تحريك الرأي العام من خلال صنع اولوياته..الخ. وبما اننا لم نراهن على احدى تلك المفاتيح التي من شأنها تغيير المسار، وصنع الأنتصار... فكيف نتحرر من العبودية؟