تتسم المنازل السعودية بمساحاتها الواسعة وباحتوائها على عدد كبير من المقتنيات، بدءا من التحف إلى النباتات وغيرها من الديكورات المختلفة، إلا انها تفتقد إلى عنصر مهم ألا وهو الاضاءة بشكل جيد يعكس جماليات هذه التحف والاكسسوارات. وتتفق مصممات الديكور السعوديات على أن الكثير من الأشخاص لا يتقنون اختيار الاضاءة المناسبة لمنازلهم على الرغم مما يمكن ان تضفيه من رونق على أركان وزوايا المنزل. وتشير مصممة الديكور السعودية وصاحبة مركز «سارا ديزاين»، سارة السبيعي إلى «أن نظام الاضاءة في المنازل السعودية لا يعبر عن احتياج وإنما هو محاكاة لتصاميم أوروبية أو أخرى تنتمي لبيئة جغرافية مختلفة عن السعودية التي تتميز بالاضاءة الطبيعية». ولخصت بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها السعوديون في التعامل مع وضع الاضاءة المنزلية بقولها «زج الاضاءة بشكل عشوائي وبلون واحد (بيضاء غالبا) في جميع أرجاء المنزل وبنفس الكمية، ثم الاستعانة في بعض الغرف باضاءة صفراء لا تراعى فيها حاجة الزوايا والفراغات المتاحة، كما لا يسلط فيها الضوء على ديكورات بارزة، أو اضافة صرعات عجيبة كوضع الاضاءة الملونة الحمراء والزرقاء في الوقت التي تحتاج فيه الحجرة إلى ابسط من ذلك بكثير». وتختلف نوعية وكمية الاضاءة المطلوبة بين طبيعة حجرة وأخرى، هذا ما تشير إليه مصممة الديكور سوفانا العمير، مبينة ان الاضاءة المنزلية لغرف النوم تختلف عن تلك التي يمكن ان تستعمل في الممرات والسلالم أو في الزوايا. وتشير إلى أن أفضل وسيلة لتوزيع الضوء هي دراسة هوية الغرفة «هناك فروقات كبيرة بين نوعية ولون وكمية الاضاءة في فراغات المنزل. الاضاءة المنزلية لا بد أن تتلاءم أولا مع أسلوب وطراز الديكور، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار حجم الفراغات التي تحتويها كل غرفة، كذلك مساحتها». من جهتها توضح مصممة الديكور هيام التوحيد: «من الضروري تحديد وظيفة الغرفة المراد اضاءتها، فالراحة والاسترخاء سمة غرف النوم، ولهذا فهي لا تحتاج إلى مبالغة في كمية وأحجام الاضاءة، ويمكن الاكتفاء فيها بوضع أباجورتين فقط على الجانبين، ومصباحين على الحائط بقرب المكتب أو طاولة الماكياج واضاءة سقفية في الغالب بين دولاب الملابس والمرآة الخاصة به لوضوح الرؤية أثناء تبديل الملابس». أما المجالس وصالات الاستقبال الرجالية والنسائية فهي تتطلب الفخامة في ابرازها من «السقف» الذي يعد أفضل مكان لابراز جمالياتها بواسطة كشافات واضاءة جانبية وأرضية. وحول أفضل وسيلة لإبراز إضاءة صالة الطعام تقول هيام: «يفضل أن تكون الأباجورات موزعة على جانبي لوحة كبيرة على الحائط، أو يمكن إضافة لمسات خفيفة للإضاءة في صالات الطعام من خلال إضافة أنوار داخل الخزائن الزجاجية المخصصة لأدوات السفرة أو اضاءات مخفية خلف حوض نبات كبير وأخرى مخفية في السقف، فيما الاضاءة في غرف الجلوس العائلية، يجب أن تتسم بضوء خافت ومنخفض في المكان المخصص لمشاهدة التلفاز مع اتاحة وجود تحكم في درجة الاضاءة». وأشارت المصممة هيام التوحيد إلى ان اضاءة السلم والممرات، كذلك دورات المياه لا تحظى بالكثير من الاهتمام واعطاء الاضاءة في معظم المنازل السعودية على اعتبار انها لا تتطلب الكثير من الضوء»، يمكن اضافة لمسة فنية رائعة باستغلال شكل السلم، وذلك من خلال وضع الاضاءة بين عتباته (تحت كل عتبة) بحيث تظهر كل منها بوضوح وبشكل «فلاش». وفي السلالم الكبيرة التي تتوسط الصالات يفضل وضع اضاءة كبيرة كالنجف الكريستال متدلية من أعلى ومعطية للمكان فخامة وتميزا، أما عن وضع الاضاءة على السلالم الصغيرة أو غير المزخرفة فتقول «تظل تحتاج إلى اضاءة ولو حتى مجرد شمعدان صغير». كما تشير إلى أن وظائف الاضاءة في دورات المياه وأماكنها داخل دورات المياه، كالحوض والمرحاض والشاور تختلف، وكل منها يحتاج لاضاءة مخصصة، مشيرة إلى أن المغسلة تحتاج لاضاءة مركزة جداً Spot light مثبتة في السقف أو حول اطار المرآة أو الجزء العلوي منها فقط. أما منطقة حوض الاستحمام فتحتاج لاضاءة عن طريق كشافات صغيرة تثبت في السقف وتوجه باتجاه الحوض. ش.أ