محمد الصهباني * [email protected] قليلون هم أولئك الذين لا ندرك نفاسة معدنهم إلا بعد اكتشافه من قبل أولئك القاطنين مكاناً قصيا..لإدراك المتأخر هذا والاعتراف الرديف لاعتراف الآخر بنفائسنا التي نحن الأولى باكتشافها.. قبلاً هي المعادلة السائدة المحكوم بهؤلاء المبدعين الرائعين حد الدهشة..لماذا؟هل لأننا غير مفطورين على الاكتشاف؟ أم أننا مجبول ونعلى الإدراك المتأخر- وكأنه قدر مكتوب..ألم يكن الدكتور/أرحب الصرحي واحداً من هؤلاء الذين لم ندرك روعة ونفاسة معادنهم إلا بعد اكتشافه من قبل رئيس جمهورية إيطاليا الذي أصدر مرسوماً رئاسياً بمنحه وسام(فارس الجمهورية الإيطالية)؟ بلى ..إنه ضمن الكوكبة الأولى من هؤلاء الرائعين المبدعين من الشباب المخلصين الذين تأخرنا عنهم كثيراً،..لن أستمر في جلد ذاتنا حتى لا أفسد فرحتنا بهذا الفارس الشاب الذي أسمع العالم اسم اليمن وصوت اليمن وكشف أنها تزخر بين جوانحها بكُثر من هذا الطراز الرفيع. نعم لقد استقبلنا بحميمية هذا التكريم وعزفنا بالوفاء الصادق،عاشت روعتها اليمن كلها.. كون الدكتور/أرحب أستطاع أن يبعث في ذاكرة الإنسانية ألقاً يمنياً كان مثار إعجابها، وابداعاً كان قدوتها.. وفي اللحظة نفسها مثل جِسر التواصل الحضاري والثقافي بين وطنه-اليمن- وجمهورية إيطاليا،وهو تمثيل جاء في وقته المطلوب كوننا في زمن نحن فيه أحوج لمثل هذه الجسور بين شتى الحضارات، والذي ترجمه الرئيس والشعب الإيطالي الصديق بمنحه هذا الوسام الذي لم يكن متعلقاً بمكانة سياسية أو وجاهة اجتماعية لكسب رضاها ومواقفها، بل جاء غاية إنسانية وعرفاناً بدور الشخص"النبيل والإنساني أولاً.. "أرحب"،الذي كان له بصماته الواضحة وجهوده الخلاقة.. في تعزيز العلاقة اليمنية الإيطالية من خلال توثيقه لعرى الروابط الإنسانية التي أولاها جُل جهده ولا يزال، ونذكر منها على سبيل المثال دوره الفاعل والنشط أثناء محنة اختطاف السياح الإيطاليين في محافظة مأرب- في يناير الماضي والتي تكللت بالنجاح ليعكس من خلالها صورةً حضارية عن اليمن واليمنيين بشكل عام، ومثل هؤلاء يجدر بنا أن نطلق عليهم سفراء الألق الحضاري والإنساني الذين يسمون بأرواحنا باتجاه اللا متناهٍ منه ،لاسيما ونحن في زمنٍ ما أحوجنا فيه إلى من يمسح عنا غبار الزيف ليدخلنا في دهاليز نسيان العصر.. ..................................................... * سكرتير تحرير موقع"نبأ نيوز" الإخباري