منعت الأجهزة الحكومية فعاليات احتفالية كان من المزمع إقامتها في عدد من المحافظات في ذكرى "عيد الغدير" التي اعتاد أبناء المذهب الزيدي على إحيائها يوم 18 ذي الحجة سنوياً حتى عام 2004م الذي منعت فيه السلطات الحكومية إقامة هذه الشعائر بذريعة كونها من "البدع" التي لا وجود لها في السنة النبوية. وذكرت مصادر محلية ل"نبأ نيوز": أن أجهزة أمنية أبلغت مالك قاعة "عدن" الكائنة في حي "هبرة" بصنعاء، بأن إقامة هذه الفعالية ممنوع رسمياً من قبل الدولة، وحذرته بأنه في حالة إقامة الفعالية سيتحمل جميع العواقب، الأمر الذي اضطره إلى إلغاءها. كما تم إبلاغ القائمين على جامع "النهرين" بمنع إقامة أي فعاليات بالمناسبة، وطالبتهم بإزالة الإعلانات التي علقوها والداعية إلى حضور حفل خطابي تقرر إقامته اليوم الأحد. وفي محافظة صعدة، أفادت مصادر "نبأ نيوز" أن مناطق "رازح" و"باقم" و"نشور" شهدت صباح اليوم فعاليات مصغرة جداً داخل المساجد وأمام باحاتها، وألقيت خطب بالمناسبة، ولم تسجل أي خلافات مع الأجهزة الأمنية، منوهة إلى أن محافظ المحافظة يحيى الشامي- كان التقى قبل يومين عدداً من المشائخ والوجهاء، و"تفاهم" معهم بهذا الشأن. ونقلت مصادر "نبا نيوز" عن ناشطين حقوقيين استيائهم من المنع الرسمي لممارسة هذه الشعائر، مشيرين إلى أن الكثير من التقارير الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والحريات الفكرية انتقدت وأدانت قيام السلطات اليمنية بهذه الإجراءات "التعسفية" التي تعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تضمن حق الإنسان في الفكر والعقيدة والتعبير عنهما سلمياً ، مستشهدين بتقارير منظمة العفو الدولية للأعوام الماضية، وكذلك تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالحريات الدينية في اليمن. مصادر رسمية بصنعاء،اتصلت بها "نبأ نيوز" قالت: إن المنع لا علاقة له بالأحداث التي شهدتها صعدة – الحرب مع الحوثي- وإنما هو تفادياً للحساسيات المذهبية التي تثيرها احتفالات " الغدير" والتي من شأنها إذكاء النزعات الطائفية، خاصة في ظل الظروف الدولية التي "تلعب على الفتن الطائفية في زعزعة استقرار بعض الدول – كما هو حاصل في العراق". يشار إلى أن ذكرى الغدير هي مناسبة لدى الشيعة عموماً يقولون أن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم- بايع الإمام علي بن أبي طالب بالخلافة عند "غدير خم"، وألقى خطبة مطولة بهذا الشأن تتحفظ "نبأ نيوز" على ذكرها نظراً لحساسية الظرف الذي تمر به الأمة الإسلامية.